العناية بالذات
ماذا تعرفين عن قاعدة 20-30-50 لتقسيم الراتب الشهري؟
إذا كنتِ تواجهين صعوبة في توزيع الراتب واتباع الميزانية الشهرية ولديكِ مشكلة في الادخار ومصاريفك تفوق دخلك الشهري. إذن عليكِ باللجوء لخطة جديدة في إدارة شؤونك المالية بما يتناسب مع الراتب الشهري، ومن أشهر تلك الطرق هي قاعدة 20-30-50 لتقسيم راتبك الشهري التي تتميز بفعاليتها في إدارة الميزانية الشهرية، وتساهم في زيادة الفائض والتحكم في المصروفات.
في هذا المقال سوف نشرح القاعدة المالية بالتفصيل التي سوف تساعدك بلا شك في إدارة ميزانيتك.
أولاً دعينا نتعرف على أهم الأسباب التي تجعلك غير قادرة على الادخار
1.عدم وضع ميزانية شهرية
من أهم الأسباب التي تجعل من عملية الادخار مهمة صعبة هي عادة الانفاق العشوائي دون اتباع ميزانية شهرية منظمة. عدم مراقبة النفقات يؤدي غالباً إلى حدوث عجز في الميزانية مما يجعل الفرد يلجأ للاستدانة أو الاقتراض لتغطية النفقات، لذلك وضع ميزانية شهرية مسبقة وبنسب مدروسة من الانفاق والادخار يساهم بشكل كبير وايجابي على ضبط الانفاق بالإضافة إلى ادخار مبالغ مناسبة.
2.عدم التمييز بين الحاجات والكماليات
عدم تحديد الأولويات في الإنفاق قد يؤدي إلى الإسراف في الكماليات وبالتالي عدم القدرة على سداد الالتزامات الرئيسية وحدوث عجز في الميزانية الشهرية، لذلك من الضروري ضبط الإنفاق ووضع خطة ادخار وتحديد مبالغ معينة للأمور الأساسية ومبالغ للترفيه والكماليات إذا كان المتبقي يزيد عن المبلغ المستهدف للادخار.
3.ارتفاع قيمة الفواتير الشهرية
من الضروري تعلم ثقافة ترشيد الاستهلاك للموارد والخدمات مثل الكهرباء والمياه والهاتف وحث أفراد العائلة على ذلك للحفاظ على ميزانية شهرية فعالة، لأن الإسراف في هذه الموارد سوف يؤدي إلى ارتفاع في قيمة الفواتير الشهرية وعدم القدرة على الادخار، لذلك من الضروري معالجة الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الاستهلاك والقيام ببعض التغييرات مثل، اختيار باقة جوال تتناسب مع الحاجة، أو الاستغناء عن الاشتراكات الترفيهية غير الضرورية.
4.الإفراط في الدين
يلجأ البعض للاستدانة بهدف حل مشاكلهم المالية، وهذا التصرف بحد ذاته لا يشوبه أي خطأ، ولكن الاستدانة للإنفاق على أمور استهلاكية وثانوية يشكّل عبء على الميزانية وتراكم الديون، لذلك يجب الابتعاد عن فكرة الاستدانة إذا كان الدافع استهلاكي.
5.عدم الادخار للأمور الطارئة
ينصح الخبراء عادة بتخصيص مبلغ من المال لمعالجة الأمور الطارئة والأزمات المالية غير المتوقعة كالتوقف عن العمل أو التعرض لحادث – لا قدر الله - وأن تكون قيمة هذا المبلغ يتراوح بين 3 إلى 6 أضعاف الراتب الشهري، بشرط عدم المساس بخطط الادخار وعدم استخدام هذا المبلغ في الاستثمارات طويلة الأجل أو بأدوات مالية لا يمكن التصرف فيها بسهولة.
ثانياً: كيف نطبق قاعدة 20-30-50 في تقسيم الراتب الشهري؟
يتم تقسيم الراتب الشهري فور استلامه إلى ثلاثة أجزاء وفقاً لقاعدة 50 – 30 – 20، والتي يتم حسابها كالآتي:
- تخصيص 50 بالمئة من الراتب للنفقات الأساسية الثابتة والتي تلبي الاحتياجات الشهرية، كفواتير الكهرباء والمياه، مصاريف المدارس والجامعات، مصاريف الرعاية الصحية، مصاريف المواصلات، مصاريف الاتصالات والانترنت وغيرها. وتختلف حجم هذه المصاريف من شخص لآخر حسب مستوى المعيشة وعدد المعالين والدخل الشهري.
- تخصيص 30 بالمئة من الراتب للنفقات المتغيرة، والكماليات التي تساهم في رفع مستوى الترفيه، مثل التسوق، والأنشطة الترفيهية، والرحلات، والهدايا. قد يختلف توزيع هذا الجزء من الراتب حسب الهدف المرغوب الوصول إليه.
- تخصيص ما لا يقل عن 20 بالمئة من الراتب للخطط المالية المستقبلية مثل زيادة المدخرات، أو تعجيل سداد الديون، أو اتباع خطة استثمارية، أو الادخار لحالات الطوارئ.
لنضرب مثال على أرض الواقع، لنفترض أن هناك شخص يحصل على راتب شهري قدره 20,000، ويرغب في إدارة ميزانيته الشهرية من خلال اتباع قاعدة 50 – 30 – 20 لتقسيم الراتب.
الخطوة الأولى: استقطاع مبلغ 10,000 لتغطية المصاريف الأساسية مثل الأقساط الشهرية، مصاريف السكن، فواتير الخدمات، مصاريف التنقل وغيرها.
الخطوة الثانية: استقطاع مبلغ 6,000 لتغطية النفقات المتغيرة مثل التسوق، السفر والرحلات، الأنشطة الترفيهية وغيرها.
الخطوة الثالثة: استقطاع ما لا يقل عن 4,000 للادخار أو الاستثمار أو السداد المبكر للديون.
وأخيراً عزيزتي القارئة اعلمي أن الادخار يحتاج إلى إرادة قوية واستمرارية فإذا لم تنجحي في المحاولة الأولى لا مانع من الاستمرار في محاولات أخرى لحين التمكن من إدارة شؤونك المالية بالشكل الصحيح. ثقافة الادخار لها منافع عظيمة على المدى الطويل فهي تضمن لكِ حياة كريمة في المستقبل.