قصص أمهات
مالذي تُغيّره الأمومة في الأمهات؟
تبدأ الفتاة حياتها الزوجية مصطحبةً طباعها المعتادة وحياتها المليئة بعنفوان الشباب والحيوية، ثم ما تلبث الأيام أن تنحني بها إلى حياة الأمهات، لتستقبلها بكل الحب والعطف، والأمنيات التربوية فيما بعد فيما يخص صغيرها وأي نوعٍ من الناس سيكون، ثم ما تلبث أن تجد أن صغيرها الذي تفكر في تشكيله هو من أخذ زمام المبادرة وقام بإعادة تشكيل طباعها وأسلوب حياتها بطريقة لم تكن تتوقعها.
ما الذي تغيّره الأمومة في الأمهات؟
-
تصبح الأمهات بعد الأمومة أكثر نضجًا، وحرصا .
وتتخلى عن الفوضوية أو التهور أو النظرة السطحية للأمور بل ترجح كفة العقل والحكمة، وتحاول وزن الأمور بميزانها الصحيح.
-
يزيد اهتمام الأم بأدق التفاصيل الصغيرة التي تتعلق بسلامة صغيرها، وصحته.
وهذا يجعلها أكثر قلقًا مما سبق فهي تفكر في منزلها وكيف تجعله أكثر أمانًا حتى لا يُعرض الصغير نفسه إلى الخطر دون أن يعلم عاقبة فعله، وتفكر في طعامه وحاجاته الغذائية النامية بنموه، وقد تلجأ إلى تغيير عاداتها الغذائية هي ولو بشكل جزئي أو مؤقت أمام ناظريه وذلك لكي يقلدها ويقوم بتطبيقها على نفسه.
-
دقة التفاصيل تدفعها للتفكير حتى وإن لم تكن من طباعها تحري الدقة.
وذلك لأن رعاية الصغير في غذائه ونومه ومواعيد قيلولته وتطور حركته وكل ما يتعلق به يندرج تحته الكثير من التفاصيل التي لن تجيد رعايته والعناية به حتى تكون ملمّة بها ومتنبهة لتفصيلاتها.
-
تصبح قائمة المهام اليومية للأم منذ اليوم الأول بعد الوضع لا نهاية لها.
بل وتشعر في كثيرٍ من الأوقات أنها مهما بذلت من الجهود في سبيل رعاية طفلها ومنزلها ونفسها فهي مقصرة، وتطمح لتقديم الأفضل لطفلها حتى تكون أمًا صالحة.. وهذا يجعل مهامها الروتينية أكثر تشعبًا فترتفع إنتاجيتها بشكل ملحوظ وتجد نفسها تفعل الكثير من الأمور في مختلف المجالات وذلك حتى تواكب وظيفتها الجديدة كأم.
-
تصبح الأم أكثر تقديرًا للوقت.
تشير التجارب إلى أن كثير من الأمهات أصبحن أكثر إنجازًا على المستوى الداخلي للأسرة وحتى خارج المنزل، ولا عجب في ذلك فقد أصبحت تدرك قيمة الزمن، وقيمة الثانية والدقيقة في اليوم فلا تضيعها هباءً بل تستغل كل إمكانياتها الوقتية لإنجازٍ تعتبره من أولوياتها.
-
تفيض الأمهات حنانًا ورحمة بعد الإنجاب.
تصبح الدموع قريبة لوجناتهن منذ اللحظة الأولى، ولا يكتفي هذا الطفل الصغير من احتلال مساحةٍ محدودة في قلبها وكيانها بل يطمع دومًا بالمزيد، وتغدق عليه أكثر في كل مرة.
-
تشتعل جذوة الرغبة في التطوير لدى الأم.
فهي تطمح لأن تكون في أفضل نسخةٍ ممكنة من نفسها، وذلك لكي تكون نموذجًا لأبنائها صالحًا للاقتداء به ولتشكيل مفهومهم عن التعاملات والأدوار في هذه الحياة مستقبلاً.
-
تتزايد الأمهات فخرًا وشعورًا بالأهمية مع كل يومٍ وعامٍ يمرّ على أمومتها.
هي "كل شيء" بالنسبة لهذا الكائن الصغير، وليست مجرد رقم أو مجرد أحد في حياته بل شخص نوعي يعد الأوّل في أهميته.