الثلث الأول
متى يجب أن تشعر الأم بحركة جنينها؟
إنّه لأمر مشوّق بالتأكيد شعور الأم بحركة جنينها بداخلها، مما يجعل الأم تشعر بالاطمئنان على جنينها والتأكد من أنه ما زال على قيد الحياة والحركة.
فمتى يجب أن تشعر الأم بحركة الجنين؟ وكم عدد المرّات التي يجب أن يتحرك فيها الجنين بداخل رحمها؟ كل هذا وأكثر سوف نجيب عنه في هذا المقال الذي يدور حول حركة الجنين.
متى يجب أن أشعر بحركة الجنين؟
إن أغلب النساء يبدأْنَ بالشعور بحركة أجنتهنّ في الفترة ما بين (16-24) أسبوعاً من الحمل، وتكون حركة الجنين متعددة الأشكال كأن يقوم بركل الأم أو التدحرج بداخلها، أو حركات خفيفة يُلاطف بها الجنين والدته فقط.
قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان هذا الشعور هو غازات في البطن أو تحركات طفلكِ ولكن سوف تبدئين بملاحظة وتمييز نمطها.
من الممكن ألا تشعر الأمهات لأول مرة هذه الحركات في وقت مبكر كالأمهات للمرة الثانية.
تختلف هذه الحركات حسب اختلاف مرحلة الحمل، فحركة الجنين في المراحل الأولى من الحمل تختلف عنها في المراحل المتأخرة التي تسبق الولادة وهكذا.
كم من الحركات يجب أن يتحرك الجنين خلال الحمل؟
عدد الحركات يتراوح بين (4-100) حركة خلال الساعة الواحدة، ولكلّ جنين طريقته ونمطه الخاص في الحركة، لكن بشكل عام تبدأ الحركة ما بين الأسبوع 16 و24 كما ذكرنا سابقاً، وتبدأ بالازدياد حتى مرور الاسبوع 32 وتبقى مستقرة بهذا الشكل تقريباً حتى عملية الولادة.
ويزيد نشاط الجنين بعد تناول الوجبات والحلويات، أو بعد النشاط البدني.
هل يجب عليّ استفزاز طفلي على الحركة؟
عزيزتي الأم، إذا لاحظتِ حدوث بطء في حركة الجنين حاولي التواصل مع طبيبك وأخبريهِ بما تشعرين من اختلاف في حركة جنينك، ولكن لا تقومي باستهلاك وتناول العديد من الأطعمة المختلفة لاستفزاز طفلكِ على الحركة؛ لأنّ ذلك قد يسبّب لك عسر بالهضم وتكوين الغازات بداخلك مما سيسبب اللًّبس ما بين حركة الغازات وحركة الجنين بداخلك وهذا سيجعل الأمر أقل دقّة بالنسبة لكِ.
لماذا يجب الاهتمام بحركة الجنين خلال الحمل؟
تعتبر حركة الجنين في أغلب الأحيان دلالة على وضع الجنين بشكل عام، فإذا كانت حركته خفيفة، قد يدلّ هذا على أن جنينك بحاجة لشيء ما أو أن هناك خلل ما.
يوجد هناك نسبة 2 إلى 3 نساء ممن ولدن أجنة متوفية، كن قد لاحظن قلة تدريجية في حركة أجنتهن قبل الولادة سلفاً.
وبحسب الدراسات الأخيرة، فقد كان عدم تتبع حركة الجنين خلال الحمل إحدى العوامل المؤثرة في ولادة أجنة ميتة، لذلك يجب على كل أم مراقبة حركة جنينها والتواصل مع طبيبها مباشرةً عند ملاحظتها لأي تغيّر أو خلل في حركة جنينها، وعدم الاكتفاء بفحص نبضات قلب جنينها باستخدام أي وسيلة للتأكد من صحته (مثل الجهاز المنزلي المستخدم في قياس نبضات الجنين)، فتعيين نبضات جنينك والشعور بها لا يعني بالضرورة أنه بخير!
لهذا يعتبر تتبع حركة الجنين من البداية أمراً ضرورياً وهاماً خلال الحمل.
ماذا إن كانت لديّ المشيمة الأماميّة كيف يمكن أن أتتبع حركة جنيني؟
نعني هنا بالمشيمة الأمامية هي المشيمة المنزرعة على الجدار الأمامي للرحم، مما يجعل مراقبة حركة الجنين أمراً صعباً.
والنساء اللواتي تكن لديهن المشيمة في الأمام، يشعرن غالبًا بالحركات الأولى للجنين في وقت متأخر عن باقي النساء اللواتي تكن لديهنّ المشيمة في مكانها الطبيعي، مما يعني أنه سيمكن الشعور بحركة جنينك فلا تقلقي.
ما هي الطريقة الصحيحة لعد أو مراقبة حركة الجنين؟
إن من أكبر التحديات المُواجَهَة في هذا الأمر هو عدم اتفاق الآراء حول العدد الطبيعي لحركات الجنين، حيث إن عدد الحركات يتراوح ما بين (4-100) حركة خلال الساعة الواحدة.
يَشيع في المجتمع فكرة "العدّ إلى الرقم 10" حيث تحدد الأم أن هناك خلل في حركة الجنين إذا كان عدد الحركات المحسوبة خلال ساعتين أقل من 10 حركات ويجب عليها الاتصال بطبيبها الخاص.
إن الطريقة المُثلى في مراقبة حركة الجنين تعتمد على الأم بشكل رئيسي من حيث متابعة نمط طفلها من حيث الحركة وحِسابها الدائم والمستمر للحركات التي يقوم بها ومن ثم ملاحظتها في حال نزول العدد عن الطبيعي وما إلى ذلك.
في النهاية لا تتردي عزيزتي الأم في إخبار طبيبك في حال ملاحظتك أي تغير في حركة جنينك أو حدوث قلة في عدد الحركات التي يقوم بها طفلك، وهذه الملاحظة لا تتم إلا إذا كانت هناك مراقبة جيدة منذ البداية لجنينك ولحركاته المختلفة