صحة الأطفال
التدخل والعلاج - متى يكون الطفل بحاجة لجلسات علاج وظيفي؟
هل يعاني طفلك من صعوبات في التعلم أو في القيام بأبسط المهام والنشاطات في المنزل أو المدرسة؟ أم أن لديه تحديات معينة لا ينبغي أن تكون موجودة لدى الأطفال في مثل عمره؟
إذا كان الأمر كذلك، فعليك أن تفكري بزيارة اختصاصي علاج وظيفي لمعاينة طفلك ومساعدته وتطوير قدراته.
فما هو العلاج الوظيفي؟
هو أحد التخصصات الطبية المساندة، يهدف لمساعدة أي شخص على استعادة أو تطوير المهارات الأساسية التي يحتاجها في حياته اليومية لأدائها بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية.
يُعنى العلاج الوظيفي بمساعدة الأشخاص من كافة الأعمار منذ مراحل الطفولة المبكرة وحتى كبار السن. كلمة الوظيفي تشير إلى مساعدة الشخص في أداء الوظائف المطلوبة منه وكذلك تشير إلى استخدام وظائف أو أنشطة محببة للشخص كوسيلة للعلاج.
يركز العلاج الوظيفي على تحسين نوعية وجودة حياة الشخص إما عن طريق تطوير مهاراته المختلفة أو تعديل الأنشطة أو البيئة المحيطة به لينجز مهامه بأفضل صورة ممكنة.
ماهي الحالات التي يشملها العلاج الوظيفي؟
لا يقتصر العلاج الوظيفي على تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة فقط، بل هو مجال واسع يساعد أي شخص تعرض لمشكلة أو خلل أثرت على أدائه لمهام حياته بشكل طبيعي، ويشمل ذلك:
-
الإصابات الجسدية كالكسور والحروق وإصابات النخاع الشوكي والجلطات الدماغية.
-
مشاكل نفسية تعيق أداء الشخص للأنشطة المختلفة.
-
مشاكل تطورية عند الأطفال سواء كانت جسدية كالشلل الدماغي أو إعاقات ذهنية كمتلازمة داون أو أطياف التوحد أو أي مشكلة في التطور سببها تأخر نمائي.
-
دعم أي طفل يرتاد مدارس التعليم العام، ويواجه أي صعوبة بسيطة في أي ناحية من نواحي التعلم كمسكة القلم أو النقل من السبورة والذي قد يكون سببه وجود بطء تعلم أو صعوبة محددة في التعلم.
كيف يكون العلاج الوظيفي للأطفال؟
كما أشرنا سابقاً، العلاج الوظيفي يهتم بوظيفة الشخص، لكن هل هناك وظيفة للأطفال؟
نعم! وظيفة الطفل هي اللعب والتعلم، ومن خلال هاتين الوظيفتين يكتشف العالم من حوله ويطور المهارات المختلفة.
يقيم العلاج الوظيفي الطفل من نظرة شمولية، أي يأخذ بعين الاعتبار كافة النواحي المعرفية والحسية والحركية واللغوية والانفعالية والاجتماعية، ويحدد نقاط القوة والضعف للطفل بالإضافة إلى تقييم احتياجاته في البيئات المختلفة سواء في المدرسة أو في البيت، لذلك فإن وجود المعالج الوظيفي في فريق العمل يثري الفريق ويزوده بمعلومات عن احتياجات الطفل المختلفة بكافة النواحي البيئية.
يستخدم العلاج الوظيفي وسائل وطرق مختلفة للعلاج، يحددها المعالج الوظيفي بناءً على نقاط القوة والضعف لدى الطفل والأنشطة المفضلة لديه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لكل طفل طريقة وسرعة تعلم مختلفة.
يتم بعد ذلك وضع خطة علاجية ذات أهداف منطقية مناسبة لعمر الطفل ولأولويات الأهل (مثال: على عمر الخمس سنوات من المتوقع من الطفل مسك القلم بالطريقة الصحيحة، لكن إذا كان الطفل لا يستطيع في هذه المرحلة الأكل باستقلالية فالأولوية هنا لتطوير مسكة الملعقة قبل مسكة القلم من الناحية الوظيفية).
هل طفلي بحاجة لجلسات علاج وظيفي؟
يقدم العلاج الوظيفي خدماته لأي طفل لديه مشكلة في التطور، بعض الدلالات التي قد تشير إلى حاجة طفلك لتلقي جلسات علاج وظيفي:
-
ضعف/ تأخر في المهارات الحركية الكبرى: إذا واجه طفلك صعوبة في المشي، أو التوازن، أو لاحظتِ أنه يتأخر عن أقرانه في أداء الحركات الرياضية أو ركوب الدراجة أو صعود ونزول الدرج أو اللعب بالكرة.
-
ضعف/ تأخر في المهارات اليدوية الدقيقة: كاستخدام الملعقة أو تشبيك الأزرار أو إمساك أدوات الكتابة بطريقة صحيحة أو التلوين ورسم الأشكال وكتابة الأحرف والكلمات.
-
مشاكل حسية: إذا لاحظتِ ردة فعل مبالغ فيها لدى طفلك عند لمسه لبعض الأشياء أو تعرضه لبعض الأصوات أو الحركات، أو حاجته الزائدة للحركة أو للمس أشياء مختلفة أو عدم إدراكه لمفهوم الخطر أثناء حركته أو عدم قدرته على الجلوس والتركيز لفترة مناسبة تمكنه من التعلم.
-
مشاكل في أداء مهام الحياة اليومية: كالأكل وارتداء الملابس والنظافة الشخصية.
-
ضعف أو تأخر في مهارات الإدراك البصري: مثل نسيان الأحرف المتعلمة بسرعة، وعدم القدرة على التمييز بين الأحرف المتشابهة، وعدم التمييز بين الاتجاهات، وصعوبة في إيجاد غرض معين ضمن مجموعة أغراض أخرى.
-
ضعف أو تأخر في مهارات اللعب: إذا واجه طفلك صعوبة في اكتشاف الطريقة الصحيحة للعب بالألعاب، أو اللعب بطريقة روتينية/ نمطية، أو عدم مشاركة الأطفال الآخرين باللعب، أو عدم تقبل الخسارة.
إذا لاحظتِ وجود إحدى أو بعض من هذه المؤشرات لدى طفلك، فلا تتردي باستشارة أخصائي علاج وظيفي بأسرع وقت، وذلك بهدف مساعدة طفلك على تطوير مهاراته المناسبة لعمره.
فما هو دور الأهل؟
دور الأهل مهم جداً منذ بداية التقييم وأثناء فترة العلاج وما بعدها، ففي الكثير من الأحيان قد لا يظهر الطفل كل نقاط القوة لديه منذ البداية، ويأتي دور الأهل هنا لتزويد المعالج بهذه المعلومات.
كذلك أثناء وضع الخطة العلاجية، يجب على المعالج أن يأخذ أولويات الأهل بعين الاعتبار مع مراعاة تحليل مدى منطقية الأهداف التي توضع في كل مرحلة من مراحل التطور.
خلال فترة العلاج وما بعدها، ولتحقيق نتائج أفضل، يجب على الأهل متابعة العمل على الأهداف في بيئة الطفل الطبيعية، والتواصل المستمر مع المعالج لتعميم أي مهارة اكتسبها الطفل في إحدى المواقف.