قصص أمهات
أم لتوأمين: أكثر ٧ أسئلة أسمعها كل يوم!
بقلم: روان الروسان، أم لتوأمين (٤ أطفال)
استوقفتني منذ مدة صورة لأم أجنبية قد علقت ورقة تتحدث فيها عن توأمها، وتجيب فيها عن بعض الأسئلة المتكررة التي يطرحها الناس عليها كلما خرجوا سوياً في نزهة عائلية. كانت هذ الصورة مضحكة لأكثرية من شاهدها من الناس، ولكنها مستني أنا شخصياً بشكل خاص، حيث ينطبق ما كتبته هذه السيدة علي إلى حد كبير، وأنا أشاركها هذه المعاناة شبه اليومية في حياتي الخاصة. حينها، قررت بأن أعد نسختي الخاصة من هذه الأسئلة.
قبل البدء، دعوني أعرفكم بعائلتي "الصغيرة"... لقد رزقني الله بتوأمين اثنين: الأول: ندى وسما، وعمرهما خمس سنوات، والتوأم الثاني: ريان وجنى، وعمرهما أربعة أشهر.
اليكم بعضاً من المحادثات "العفوية" التي ندخل فيها عند الخروج مع الأطفال.
-"معقول!!! توأم؟" (تقال مع نبرة استغراب واستعجاب غير مسبوق)
-"نعم... تعرفين، إن ذلك يحدث أحيانا."
يتبعها صمت طويل...
-" يا الهي! أهما توأمان؟" (تقال بنبرة صوت يملؤها الشك، ونظرة حذرة، وكأن أحدهم كشف عن سرعميق أخبئه عن العالم)
-"لا" (أرد باستخفاف) … "لقد قمت باختيار أي طفلين عشوائياً، بنفس العمر، ويشبهان بعضهما تماماً، وقررت أن أتبناهم"
نظرة تعجب، فانسحاب.
-"أهما توأم متطابق؟" (أسأل هذا عادة عن البنات، فالشبه بينهما كبير جداً)
-"لا، لسن كذلك."
-"ولكنهما تشبهان بعضهما تماماً!"
-أبتسم وأرد: "اجل، مثل الكثير من الأخوات، فالشبه بينهما كبير."
-"ولكن...ولكن... أنهما تبدوان كالشخص نفسه... لا بد أنهما توأم متطابق."
-أرد وقد نفذ صبري: "أمهما، والطبيبة التي أشرفت على حملهما تسعة أشهر ومن ثم ولادتهما تؤكدان بأنهما لسن كذلك...ولكن أنت، قد تكونين على دراية أكثر بالموضوع! وقد أكون أنا المخطئة."
-"كيف تستطيعين التفريق بينهما؟"
-"في الحقيقة، أنهما مختلفتان. أحداهما تشبه أباها، بينما الأخرى تشبهني أنا أكثر."
-"غريب... تبدوان لي متشابهتان تماماً"… فترة من الصمت..."هل أنت متأكدة من أنهما ليستا توأماً متطابقاً؟ "
….. استسلام
-"اذا... هل توأمك الأخر متطابق؟"
-"أتعنين الولد والبنت؟"
-"نعم."
-"من المستحيل، علمياً وبتعريف التطابق، أن يكون الذكر والأنثى متطابقين!"
-"أطفال أنابيب؟"
-أقول في نفسي: يا حبذا لو تهتمي بشؤونك الخاصة، لكني أجيب بلطف مصطنع: "حمل طبيعي."
-""كلاهما؟ توامان بحمل طبيعي؟ مستحيل!"
-"بالتاكيد لديك خادمة"
-أقول في نفسي: هذا أيضا ليس من شأنك، لكني أجيب بأدب: "لا، لاخادمة لدي."
-"وهل أنت مجنونة؟ كيف تستطيعين تدبر أمورك والقيام بكل أعمال البيت والاعتناء بأربعة أطفال لوحدك؟ لا أفهم!"
-أقول في نفسي "ما لم يكن لديك نية في المساعدة، فكيف ولماذا ليسا من شأنك!" … أبتسم ابتسامة مجاملة .
-"ااااااه فهمت... لا بد أنه لديك مربية إذن!"
!!!!
-"توأمان؟ أتعملين؟"
-"حاليا لا، لقد تركت عملي للاعتناء بالأطفال."
-"ولكن كيف تستطيعون تحمل هذه النفقات؟ لا بد أن عمل زوجك مربح جداً... كم دخله الشهري؟"
!!!!
-"توأم... أورثتم الأمر من جانبك أم من جانب زوجك؟"
-"من الناحية العلمية، الأم هي من تحمل الجين الخاص بإنجاب التوائم (الزيادة في الإباضة). الذكور يقومون فقط بتوريث هذه الصفة لبناتهم، كما ورّثها لي أبي."
صمت وارتباك تام...
أظن أن قراءة هذه المحادثات السابقة أمر مضحك مبكي، ولكن المقصود منها فتح أعين الناس على بعض من التساؤلات العابرة والخاصة جداً، والتي يلقيها علينا الناس بشكل اعتيادي جداً. أسئلة قد تكون محرجة أو مسيئة للبعض، سواءً كانت من الغرباء أوالأقارب. لذا فأنا أرجو منكم التفكير قبل التكلم.
في الوقت ذاته، هناك بعض الأسئلة التي لا أمل من سماعها والإجابة عليها، مثل "كيف هو الأمر بالنسبة لك؟" و "هل الأمر صعب؟" و"كيف تستطيعين تدبر أمورك؟"
إنه أصعب أمر قمت به في حياتي، إلا أنه في الوقت ذاته أكثر الأمور التي تجلب لي السعادة والرضا. أدرك تماماً بأني دائمة الشكوى والتذمر، ويكاد حجم العمل الذي أقوم به يغفر لي ذلك، ولكني في الوقت ذاته، دائمة الحمد والشكر لله على هذه النعمة الكبيرة التي لا أعلم أحياناً، ما الذي قمت به لأستحقها.
آخر الأمر، اعترف وأجزم بعدم قدرتي على أخذ الفضل التام في العناية بالأطفال، لأنه لم يكن ولن يكون بإمكاني القيام بهذا من دون الدعم المستمر واللامحدود من عائلتي... زوجي الرائع، وأمي وأبي، وأم زوجي وأخيه، وأصدقائنا الرائعين.
أنا أؤمن حقاً بمقولة "إن تربية طفل واحد، تتطلب جهود قرية بأكملها." وكم أنا محظوظة بقريتي الصغيرة.