قصص أمهات
ظاهرة التنمر المدرسي ... إلى متى؟
بقلم : اسراء حتاملة
في سنواتي الأولى في المدرسة قبل أن أعلم حقيقة ما كان يدور حولي ...
أنا قادر على القراءة في أي وقت باسم "الأسرة" في المدرسة في مشاهدة مشاهدة لسوء حظها ويعود .. .
كرهت المدرسة والدراسة والمعلمين والتعليم ، كرهت المجتمع وكرههة الجينات البشرية التي تعطي طوال القامة وذوي البنية التحتية - كما كنت أعتقد- تصاريح لممارسة العنف النفسي والجسدي علينا ...
الأساليب كانت عميقة الأذى يستنزفون ، وقتها ، تعلم القراءة والكتابة ، كانت القراءة والكتابة إلى النبرة الهادئة إلى النبرة الهادئة. ، إلا أن الخوف الذي في داخلي للدخول في موجه الاستهزاء كان عائقا لرفع يدي للاجابة ...
الفسحة المدرسية كانت الأسوأ وموقف انتظار الباص كان كابوساً ، والحمامات المدرسية بلغتها المدرسية لها ، أما الوقوف في ممرات المدرسة مع الأولاد حلماً بالنسبة إلي ... نفسياً أو جسدياً أم لا ....
أتساءل الآن ، أدرس الطب النفسي لو لم تكن هذه المشاركة في الوعي الذي أخرجني منه ، هل سأكون الآن تستطيع أن تكتب هذه الفكرة؟ أم أني من الأساس سأكون في عداد المنتحرين بسبب ذلك التنمر ؟؟؟
كنت أنظر الى الأطفال الطبيعيين الذين لا يتعرضون للتنمر مثلي والذين يسيرون في ساحات المدرسة مع أصدقائهم و يلعبون ويضحكون بعين الحقد والحلم ... الحقد على سعادتهم التي أتمناها والحلم بممارسة حقي البسيط هذا داخل أسوار مدرستي ...
بدأت العزلة تظهر عليّ أكثر فأكثر، فأمي التي تعرف طبعي الهادئ قادرة تماما على التمييز بينه و بين طبعي المنعزل ... بقدر صمتي لساعات طوال كنت أتحدث داخلياً مع نفسي صراعات وأحداث داخلي أخذت تذيب كل ما لدي من طموحات، حتى الألعاب بدت لي - رغم كثرة ألوانها- باللونين الأبيض والأسود رغم هدوئي الذي وصل حد العزلة لاحظت والدتي سلوكيات لم أكن أمارسها كضرب القطط بوحشية وتكسير الألعاب ... قطع أوراق الشجر بعنف وتمزيق صفحات الكتب، جميع ذلك استدعى والدتي للذهاب بي لاستشاري نفسي لتشخيص حالتي وتم فعلاً الوقوف على الأسباب والدوافع لتصرفاتي، و بدأ بعلاجي كما قامت والدتي بوضع مدير المدرسة بالصورة ونقلي الى مدرسة اخرى ...
أتساءل الآن وأنا أدرس الطب النفسي لو لم تكن أمي بذلك الوعي الذي أخرجني من كهف كاد أن يودي بحياتي، هل سأكون الآن متنمرا كبيراً؟ أم أني من الأساس سأكون في عداد المنتحرين بسبب ذلك التنمر؟؟؟
بحثت كثيرا في دراساتي وعرفت كم من الضعف الداخلي والنقص والحرمان الذي يمتلكه المتنمرون والذي أودى بهم الى ذلك السلوك فمعظمهم يقومون بالتنمر بسبب العزلة في محيطهم العائلي و حاجتهم للانتماء لجماعة و تتجسد أفعالهم بالعنف النفسي و الجسدي أحيانا بسبب فقدانهم للمهارات الاجتماعية من أسرهم و عجزهم عن لفت الانتباه أو المحافظة على الاصدقاء الا بتلك الطريقة ... فمن منطلق ضعفهم بهذه الناحية يحاولون ايجاد من هم أضعف منهم بدنيا أو سلوكيا و تفريغ طاقاتهم هناك ... لكني كطفل في المدرسة لم أكن أعي هذه الأسباب كل ما كان يدور في رأسي هو قصر قامتي و أن هذا الدافع وراء استهزائهم الدائم بي ...
كم من الاهتمام والمراقبة لأطفالنا نحتاج في ظل انتشار هذا السلوك؟ كم من الأذى قد يحمله أطفالنا داخلهم دون علمنا به؟ الكثير من المسؤولية توضع على الأمهات والآباء لمراقبة كافة السلوكيات والأنماط والتغيرات التي قد تطرأ على أطفالهم في المدارس والكثير الكثير من اللوم يوضع على المدارس والمدراء والمرشدين النفسيين للحد من وطأة هذا الأذى الذي يقطن بيئتهم المدرسية، ويهدد مستقبل وحياة الكثير من الأطفال دون علمهم ...
علينا زرع الوعي لدى أبنائنا بصفات المتنمرين والأسباب التي تؤدي بهم لممارسة هكذا تصرفات حتى يعو تماما أن ما يقومون به هؤلاء المتنمرون هو من منطلق ضعف لا قوة كما يعتقدون، وحتى يكون لديهم العلم والوعي الكافي بردة الفعل في حال تعرضهم لهذا النوع من التصرف في بيئتهم المدرسية ... علينا محاورتهم الدائمة حتى يبوحوا لنا في حال تعرضهم لموقف من هذه المواقف ...
يتكاتف يتكاتف من النوم المتكرر والمدرسي بشكل خاص ، لما له من الدارسة الأكبر. التنمر يؤثر على جلياً بالكثير من الأطفال في المدارس بسبب سلوكهم الهادئ أو بنيتهم الجسدية الضعيفة ، وقد سجلت حالات انتحار كبيرة في العالم.
التساؤلات في ظل الكم الهائل من الحالات التي تعرض للضرر النفسي والجسدي من صُرحت عن حالاتهم ومن لم تُصرح. أين حملات التوعية في المدارس وبين الأهالي وفي المجتمع عامة؟ ما بين الجهات التي تظهر في فجوة ظهورك على مستقبل أبنائنا وحياتهم ... ويبقى التساؤل الأكبر في عقولنا أطفال المتضررين .... التنمر المدرسي إلى متى؟