قصص أمهات
تلك هي الأمومة.. لا شيء يحكمها سوى الحب
خواطر أم - بقلم: سُرى الناصر
الأمومة والتحديات لا يكون الا بمنشور نابع من القلب، وأنا التي لا أكتب إلا من قلبي، حاولت جمع تلك التحديات التي تواجه الأم عندما كتبت منشوراً من قبل يقول: إن الأم العاملة وغير العاملة تواجه تحديات كثيرة .. أرجوكم شاركوني.
لم أتوقع أن تصلني تلك التعليقات والرسائل الخاصة من أمهات يشاركنني قصصا ملهمة،
مطلقات يروين قصصهم الشخصية ،وتحدياتهن اليومية التي لا تنتهي،
أمهات يصارعن مرض أولادهن،
وأمهات يتحدين المستحيل لحياة أفضل لأطفالهن،
قصص ملهمة لا تخلو من السعادة،
قصص تحترم وترفع لها القبعة،
نساء مكافحات ونساء مجاهدات،
أمهات فقيرات، وأخريات غنيات،
أمهات تخلين عن الكثير من أجل رفاهية أطفالهن، وأحداث كنا نعتقد أنها فقط في الروايات وعلى شاشات التلفاز
لم أعرف أن وراء كل تلك الأمومة والقوة والعطاء والتحمل ،قلوب ضعيفة أمام جرح اصبع من أصابع أولادها ، قلب لطيف بسيط ، يحتاج مساندة بكلمة جميلة ووردة صغيرة،
لم أنتبه الى أن خلف تلك الأمومة أمنية واحدة :أن يرى الزرع وقد أتى ثماره .
أثمر حباً، ونجاحاً، وسعادة وحناناً.
لم أكن اعرف أن عقدة الذنب ترافق من تعمل ومن لا تعمل، أن الشعور بالتقصير يرافق كل أم خلقت،
وأن ضعف ابنها بالمدرسة ممكن أن يسبب لها كآبة وحزناً، وحتى لو لم يتجاوز السبعة أعوام،
لم أكن اعرف أن هناك كما هائلا من أمهات عازبات، يواجهن تحديات الأمومة مضاعفة، مرة بمواجهتهن لمجتمع قاس أحيانا كثيرة، ومرة بمواجهتهن لغريزة الأمومة وعقدة الذنب، لم أكن أعرف أن كلمة مجحفة بحق أحد الأولاد تنسيهن النوم ليال طوال، وأن كحة أحد أولادهن تدمي قلوبهن، وأن كلمة مديح لأولادهن تسعدهن طوال اليوم،
لم أعرف أن خلف تلك الأنثى قوة كبيرة، قوة امرأة تتحدى كل الصعاب من أجل مستقبل مشرق لأولادها وسعادة لا تنتهي تنثرها عليهم، خلف كل تلك الأمومة إرادة امرأة تستطيع أن تنجح وتربي وترعى تلك الأمانة.
لم أنتبه أن الأمومة في مجتمعاتنا تخضع لامتحان بالنسبة للكثيرات، ولا يخضع لأي تقييم عادل غالباً، فهناك أحكاما كثيرة واختلافات كثيرة،
فكل يرى الأمومة من وجهة نظره .
أم مطلقة هنا وأرملة هناك، وأمهات صابرات كثيرات
على فقر أو مهانة، هم أو مرض أو أشياء أخرى لا نعرفها حتى
كل وتحدياته، وحياة صعبة على الجميع ، وأناس لا يتعاطفون
و حياة مليئة بالماديات، كم من أم تخلت عن رفاهيتها لتوفير ما طلبته من ابنها المدرسة ؟
كم من أم احتفظت بثيابها القديمة بفخر لشراء كل جديد لأولادها ؟
كم من أم تحملت زوجا قاسياً من أجل ذلك التوازن النفسي لأولادها ؟
كم من أم تطلّقت خوفا على أن لا تؤدي رسالتها بشكل صحي ؟
كم من أم سكتت عن مرض وتجاهلت وجعا، لتكن في عين هذا الطفل قدوة لا تنكسر ولا تهتز ؟
هي تلك الأمومة ، جبل واقف، وواد عميق، وسهل لطيف،
تلك هي الأمومة، صبر وصبر وصبر جميل ،
دموع وخوف وعطف وقوة وجمال وسعادة ،
تلك هي الأمومة لا قوانين فيها الا قانون الحب، ولا شيء يحكمها الا العطاء، ولا شيء يوقفها الا الموت.
ما أعظمكن، وأنتن تحملن رسالة عظيمة خصصت لكن ،من الحمل الى المخاض الى الرضاعة، والتربية والتضحية والتنازلات، وجع الرضاعة، وسهر لا ينتهي، ونوم متقطع، وبكاء وصراخ وعناد، يقابل كل هذا احتفالات لا تنتهي، بأول ابتسامة وأول لقمة وأول زحفة،
كم من الوقت مضى حتى اكتشفنا أن الأم طفلة أكثر من طفلها،
تفرحها لعبة جديدة لطفلها ولباس جميل عليهم .
كم رفع الله من شأنك وقد حملك معجزة الحياة ورسالة الحياة بتكوين إنسان من خلالك يأكل منك ويأخذ من روحك ؟
كم تحب المرأة يا الله
لتجعلها حياة بأكملها ؟
فالحياة أم، والسعادة أم، والروح لا تأتي إلا من خلال أم .
شكرا لكل أم علمت وليدها كيف يكون انسان، دفأت سريره لينام، عبق بيتها برائحة الطعام، سرحت شعره، وقلمت أظافره،
علمته أن يحب لأجل الحب، وبخته برفق وعلمتة معنى الحياة ..