صحة المرأة
نصائح للأمهات الجدد في أول ٣٠ يوم بعد الولادة
أذكر كم كنت متعبة ومرهقة في الشهر التاسع من حملي بابنتي فايا، كنت أتمنى أن تنقضي فترة الحمل وأن ألد بأسرع وقت ممكن حتى أتخلص من التعب وآلالام الظهر والقدمين، وأن أرتاح من القلق والتوتر المرافق للحمل في الشهر الأخير، ولكنني لم أكن في تلك الفترة أفكر بمرحلة ما بعد الولادة، فعلى الرغم من جميع التعب والإرهاق إلى أنني كنت أحظى بالكثير من النوم وكنت دائمة الاستلقاء ولا أسمع صوت بكاء متكرر ولا أستيقظ في الليل أكثر من مرة.
عند عودتي مع طفلتي من المستشفى أدركت معنى الجملة التي كانت والدتي تكررها أمامي بشكل دائم عندما أشكي لها من الحمل، حيث كانت تقول " في البطون ولا في الحضون"، دلالة عن التعب الذي يرافق الولادة ورعاية المولود الجديد.
وعلى الرغم مما تحمله هذه الفترة من التعب، إلا أن رؤية طفلك أمامك سيجعلك في منتهى السعادة، ويمكن أن تتجاوزي هذه الفترة وجعلها مريحة قدر الإمكان، حيث أنها بداية الأمومة وبداية تعودك على دورك كأم :
-
نامي عندما ينام طفلك.
يجب عليكِ في هذه المرحلة ترك كل شيء جانباً والتركيز على راحتك وراحة صغيرك، لا تفكري في التنظيف ولا مهام التعزيل ولا العمل، في البداية يجب أن تنامي حسب ساعات نوم طفلك، وذلك للحصول على قسط كافي من الراحة وحتى إن لم تتمكني من ذلك استلقي في سريرك وأريحي جسدك
-
اطلبي المساعدة.
لا تترددي في قبول المساعدة من العائلة والأصدقاء خلال فترة ما بعد الولادة وكذلك بعد هذه الفترة، يحتاج جسمك إلى التعافي ، ويمكن أن تساعدك المساعدة في جميع أنحاء المنزل في الحصول على الراحة التي تحتاجين إليها.
ويمكن للأصدقاء وأفراد العائلة إعداد وجبات الطعام أو المساعدة في رعاية الأطفال الآخرين في المنزل.
-
تناول وجبات صحية.
حاولي الحفاظ على نظام غذائي صحي للشفاء، عليكِ الإكثار من تناول الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه، والبروتين، كما عليكِ الإكثار من شرب السوائل خاصة إذا كنتِ مرضعة.
لا تقضي معظم وقتك في غرفة النوم برفقة طفلك، يجب أن تخرجي وتتعرضي لأشعة وضوء الشمس، وحاولي الخروج من المنزل لو في جولة سريعة بالسيارة أو زيارة لأحد الأقارب لما لها دور في تحسين مزاجك والخروج عن الروتين اليومي.
يرافق الطفل الكثير من المتغيرات في حياتكم، وعليه سيقل الوقت الذي تقضينه مع شريكك، ولكن يجب أن تحافظا على التواصل معاً كعائلة، وحاولي أن تقضي بعض الوقت مع زوجك لوحدكما.
-
تقبلي جسدك وكوني صبورة معه.
يحتاج الجسم إلى الوقت حتى يعود لطبيعته، ولن تفقدي الوزن الزائد بسرعة ولن يحدث ذلك في شهر بعد الولادة، لذلك استعدي نفسياً لذلك وتقبلي جسدك ولا تحاولي اتباع حميات غير صحية أو سريعة ولا تستمعي لنقد الآخرين وأعطي جسدك الوقت اللازم للراحة كي يعود لطبيعته ويتعافى. ولا تقارني جسدك بأجساد الأخريات وخاصة المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي.
يمكن للولادة أن تغير روتين حياتك اليومي ونمط حياتك، ولكن ستعتادين على هذا التغيير وسيصبح هذا جزءاً من حياتك اليومية، ولكن في البداية، يجب أن تصبري وأن تمنحي جسدك ونفسك الوقت الكافي لاستيعاب ما يحدث وللتعافي، لا تستعجلي الأمور ولا تستعجلي العودة للعمل أو للخروج والسفر. استغلي هذه الفرصة للترابط مع طفلك ومنحه الوقت لاعتياد الحياة الجديدة، وأي تغيرات عاطفية وجسدية تمرين بها بعد الولادة ستتحسن ببطء.