صحة المرأة
٥ نصائح حول العمل من المنزل للأمهات
بدأت ألاحظ أن موضوع العمل من المنزل يُطرح كثيراً في مختلف المجموعات عبر الفيسبوك، كما أنني أجده مطروحاً باستمرار في الغربة حين يكون من الصعب على الأمهات العاملات مغادرة المنزل لضرورة رعاية بالأبناء أو حتى معادلة الشهادات ؛ فكثير من السيدات ما يزلن يردن إشغال نفسهنّ والعمل على تطوير مهاراتهن والاستفادة مادياً من ذلك في الوقت نفسه.
ومع انفتاح هذا الباب على مصراعيه خصوصاً مع توافر الإنترنت، إلا أن الأمر ليس سهلاً، لكنه ليس صعباً أيضاً! لكن، يحتاج إلى بعض التحضير والإصرار، وربما تعلم بعض المهارات الجديدة.
فكيف يمكننا أن نعمل من المنزل من دون تقصير في واجباتنا المنزلية في الوقت نفسه؟ وكيف يمكننا القيام بذلك بأفضل شكل ممكن؟ فيما يلي بعض ما ألتزم به شخصياً وما وجدته نافعاً على مدى ما يزيد عن ١٠ سنوات من العمل من المنزل:
- تخصيص وقت محدد للعمل: أياً كان العمل الذي ستقومين به، مع وجود بيتك وزوجك وأولادك، فمن الضروري أن يأخذ وقتاً وجهداً محددين بحيث لا يتجاوزهما إلى بقية مسؤولياتك. قد تضطرين أحياناً إلى ذلك في وجود بعض الضغط في العمل، لكن من المهم أن يكون الأساس هو العمل بقدر محدد من طاقتك، وليس استنزافها كاملة. وجدتُ شخصياً أن العمل فجراً لساعتين أو ثلاث قبل استيقاظ ابنتي هو الوقت الأمثل بالنسبة إلي، كما أن عقلي في هذا الوقت المبكر ينجز العمل بشكل أسرع بكثير من أي أوقات اليوم الأخرى، فأصبحت أخصصه لعملي المستقل في الترجمة، أو في القراءة إذا أردت ذلك، أو كتابة المقالات.
- الصبر وانتظار الأفضل: أنتِ تعلمين ما العمل الذي يناسبك وما الذي لا يناسبك، سواءً لضغط الوقت أو الظروف أو لوجود عمل بين يديكِ بالفعل. ومع عملك من المنزل، من المهم أن يكون الصبر رفيقاً لك؛ ففي بعض الأوقات قد لا يكون هنالك عمل مطلقاً، وفي أخرى قد تشعرين أن عليكِ أن تقومي بعملٍ مضاعف. لا تضغطي نفسك بقبول كل ما يعرض عليكِ إذا لم يسمح وقتك بذلك أو إن لم يكن العمل يناسبك (كثيراً ما رفضت أعمالاً لأنني لا أتفق مع مبدئها أخلاقياً)، بل وازني بين ما لديك الآن وما يمكنك القيام به، إذ سيحترم العميل اعتذارك جداً مقابل ضيقه وغضبه في حال تخلّفتِ عن موعد التسليم. وإن وجدتِ أن عملكِ قد ازدهر جداً وكان مميزاً أو أكثر اختصاصاً من غيرك، فلا ضير في أن ترفعي الأجرة التي تأخذينها عن عملك. معظم العملاء سيوافقون لو كان ضمن المعقول وإن كان عملك يستحق.
- انتبهي لسمعتك في العمل: تذكري أن عملك من المنزل (سواء كان خدمة أو منتجاً أو مادة) هو ما يشكل سمعتك المتعلقة به. لذا، من الضروري الالتزام بالجودة، والمواعيد، وتنظيم كل ما يتعلق بذلك بشكل جيد. إن جودة خدمتك والتزامك بها وبمواعيدها وتقديم شيء إضافي مجاني بين حين وآخر أمورٌ تساعدك في الحصول على رضا العميل وعلى المزيد من العمل، وكذلك سيوصي بك الآخرون لمعارفهم في حال أرادوا عملاً مماثلاً أو خدمة مشابهة.
- تخصيص يوم للإجازة أسبوعياً: من الضروري أن تأخذي يوماً واحداً على الأقل في الأسبوع كإجازة من العمل. سيساعد ذلك في إراحة عقلك وفي العودة بحماس للعمل في اليوم التالي. لا تضغطي نفسك بالعمل كل يوم. كما من الضروري أن تحددي وقتاً للطوارئ عند تقدير مدة التسليم (خصوصاً في الأعمال التي يمكن أن تمتد مدة طويلة)؛ فلا تعلمين متى تتعرضين للمرض أنت أو أحد أبناؤك، أو لأي ظرف خاص أو مناسبة سارة أو رحلة قصيرة قد يصعب عليك العمل في أثنائها. اخترت هذا اليوم كل سبت إذ يتوافق مع عمل زوجي وعملي، كما أنه إحدى يومي عطلة نهاية الأسبوع، ويمكننا الخروج فيه للترويح عن أنفسنا.
- طوري نفسك باستمرار: الأمهات العاملات! لا تكتفي بخبرتك وبما تعلمته بالفعل. اقرئي باستمرار في مجال عملك (سواء كان ضمن تخصصك أو مختلفاً عنه) وابحثي عن الجديد والمطلوب فيما تعملين فيه (خصوصاً إن كنتِ تعدين منتجاتٍ من المنزل)، وقدري عملك بناءً على جودته وسعر السوق ومقدار تطوير نفسك. يمكنك أن تحصلي على بعض دورات التسويق الذاتي والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو دورات العلامة التجارية الشخصية. هنالك بعض المواقع المجانية أو التي تقدم هذه الدورات بشهاداتٍ معتمدة عالمياً وبسعر بسيط جداً، مثل موقع كورسيرا (www.couresra.org). شخصياً، أسعى لإضافة سطرين في كل عام على سيرتي الذاتية، سواء كانت بعملٍ كبير قمت به أو دورة جديدة أخذتها.
هذه النصائح هي خلاصة تجربتي الشخصية في العمل من المنزل والنصائح التي أقدمها للأمهات العاملات ، وأتمنى أن تفيدكِ في البدء بالعمل من المنزل أو تطويره. تحياتي.