العلاقات
من منظور أزواج حقيقين: السبب الرئيسي للطلاق هو...
تحدد نظرتنا للزواج طريقتنا في التعامل مع هذا الارتباط ، فهو ميثاق وعهد ووعد، تعد فيه الشخص الآخر بالحب والرحمة والمودة والأمان.
وبالنسبة لي لطالما نظرت إلى الزواج على أنه تلك الدائرة الآمنة التي تجلس فيها وأنت بكامل إيمانك بالشخص المقابل، المنطقة التي تضع فيها كل الأقنعة والكذب والنفاق الاجتماعي جانباً، فتدخلها مجرداً من كل هذا، كاشفاَ وجهك وشخصيتك الحقيقية، فالعلاقة بين الزوجين بجميع التعريفات المجتمعية هي أكثر العلاقات خصوصية، فما بينك وبين الطرف الآخر لا يمكن أن يكون بينك وبين أي أحد آخر سواءً على مستوى العلاقة الجسدية أو العلاقة الروحية.
ولكن قد يخرج الزواج من هذا الإطار ويدخل في إطار الطمع والاستغلال، فترى البعض يختار زوجة لتخدمه وتكون قادرة على الإنجاب والتربية فقط، ويختارها البعض الآخر لتلائم الوضع الاجتماعي الذي يعيش فيه وينطبق ذات الشيء على النساء، فتختار زوجاً لوضعه المادي أو لبيته الكبير أو لصفاته الجسدية، لذلك ما أن يعيشا تحت سقفٍ واحد، حتى ينصدما بالواقع.
لقد تطرقت لهذا الموضوع من خلال حسابي على انستغرام والذي أحاول من خلاله طرح قضايا مجتمعية مختلفة وأحاول أن أقدم وجهة نظري في الكثير من المشاكل التي تواجهنا، وقد قمت بسؤال المتابعين عن الأسباب التي أدت لانفصالهم ومن الأجوبة التي وصلتني وحسب الأسباب الأكثر فالأقل:
-
الأهل.
-
المال.
-
الاختلاف في المبادئ والقناعات.
-
العنف الجسدي والنفسي.
-
الانانية والنرجسية.
وقد تفاجأت بأن الأهل هم السبب الأول ، لذلك قمت أيضاً بسؤال المتابعين عن سبب كون الأهل طرف في المشكلة أو أحد مسببات الطلاق وقد تنوعت الإجابات ولكن يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
-
ضعف شخصية الزوجين سواء الرجل أو المرأة ولكن بالأخص شخصية الرجل، حيث يرى الأغلبية أنه على الزوجين وضع حدود لحياتهما الخاصة وعدم السماح لأحد بالتدخل في شؤونهما أو التدخل في قرارات حياتهم والعلاقة بينهم.
-
استغلال الأهل وخاصة الأم لعلاقتها مع أبنائها والضغط عليهم من منطلق الحب والاحترام، مما يجعلها تتدخل في حياتهم وفي حياة زوجاتهم والذي قد يكون تدخلاً ناجماً عن الغيرة من المرأة الأخرى.
-
الثقافة السائدة بأن الأكبر سناً أكثر معرفة أو دراية، مما يدفع الوالدين للتدخل بدافع الحب ولمصلحة الزوجين والذين يجدان هذا التدخل تعدي على حريتهما وخصوصيتهما.
-
تنشئة وتربية الأبناء على الاعتماد على الوالدين في مختلف جوانب حياتهم، وخاصة الجانب المادي، الأمر الذي يسمح لهما بالتدخل والتطفل على حياة أبنائهم.
-
الفضول والتطفل، يظن بعض الأهالي أن من حقهم معرفة كافة تفاصيل حياة أبنائهم.
أما بالنسبة لي، فإنني أرى أن ارتفاع نسب الطلاق في عصرنا الحديث ليس لسبب واحد وإنما مجموعة من الأسباب والتي إن اجتمعت تسببت في إنهاء العلاقة الزوجية وهناك بعض الأسباب برأيي الشخصي ولم يتم ذكرها من المتابعين وهي:
1. التطور الحاصل في الحياة الحديثة وزيادة المتطلبات والانفتاح على الآخرين، مما يسبب عدم الثقة بالنفس أو فقدان الإعجاب بالشريك، فيصبح الرجل على سبيل المثال أكثر تطلباً من ناحية المواصفات الجسدية للمرأة ومقارنتها بغيرها من النساء وخاصة المشاهير.
2. خروج المرأة للعمل والاستقلالية المادية، فالمرأة اليوم خرجت من الإطار الاجتماعي الاعتيادي ومن الأدوار التقليدية وأصبحت منافسة وشريكة في مجال العمل، ولكن لم يرافق هذا تغييراً في دورها في المنزل والمهام الملقاة عليها ولم يأخذ الرجل خطوة كشريك في المهام المنزلية، مما جعل النساء يشعرن بالاستغلال وبقدرتهن عن الاستغناء عن الرجل، كونها مصدراً للمال فقط في العائلة وليس شريكاً في التربية أو في المنزل.
إن الطلاق لا يجب أن يكون الحل لأي مشكلة بين الزوجين، واختيار الانسحاب من العلاقة ليس الحل الأمثل أو السحري،يجب أن يكون هناك توجه لحل المشاكل ومواجهتها والعمل على الحفاظ على العلاقة أكبر قدر ممكن، فأنا أؤمن أنه لا يوجد شخص مثالي وأننا نحن أيضاً لسنا مثاليين ، ولكن دخولنا في علاقة زوجية يتطلب وعي أكبر التزام من الطرفين ، كما أنه من المهم أن يكون هناك اتصال وتواصل دائم بين الزوجين وعدم وجود حواجز بينهم، ويمكنكم التوجه لأخصائي علاقات زوجية في حال وجود مشاكل.