الثلث الأول

نزيف الدم أثناء الحمل: متى يكون طبيعياً أو خطيراً؟

نزيف الدم أثناء الحمل: متى يكون طبيعياً أو خطيراً؟
النشر : يوليو 15 , 2021
آخر تحديث : مايو 22 , 2022
خريجة الجامعة الهاشمية/ الأردن لعام ٢٠١٩، تطمح عبير لإكمال طريقها بالتخصص الذي تحب، وهي تعمل حالياً في مركز الحسين للسرطان (KHCC)، ومدرّبة للإسعافات... المزيد

إنه لأمر مقلق بالفعل أن تلاحظي نزيفاً للدم أثناء فترة حملك، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة وجود مشكلة أو أنه دليل على حدوث خلل ما بالحمل.

في الحقيقة، بين كل 5 نساء حوامل هناك امرأة واحدة تتعرض للنزيف أثناء الحمل، أي ما يقارب 20% من النساء الحوامل يتعرضن لمثل هذه الحالة وفي الغالب تتم أحمالهن بشكل سليم وطبيعي دون وجود مضاعفات أو عوائق.

في هذا المقال سوف نجيب عن بعض الأسئلة التي تتكرر وتدور حول هذا الموضوع.

كيف أفرّق بين علامة الدم والنزيف خلال الحمل؟

يكمُن الفرق الأول بينهما في اللون، فعندما يكون لون الدم بني أو زهري، -أي أنه شبيه لما ترينه في نهاية دورتك الشهريّة- فإن هذه علامة دم عابرة وليس نزيفًا. أما إذا كان لون الدم أحمر فاتح عندها يكون نزيفًا.

أما الفرق الآخر فيتمثل في كمية الدم، عندما تكون الكمية قليلة فعلى الأغلب أنها علامة دم فقط، أما إذا كانت الكمية كبيرة فإن الاحتمال الأكبر أن يكون نزيفاً.

 

ما هي أسباب ظهور علامة الدم أثناء الحمل؟

إن علامة الدم ذات اللون الفاتح تكون غالبًا حميدة وتستند إلى الأسباب التالية:

خلال الثلث الأول من الحمل

 في الفترة المبكرة من الحمل وعند غرس الجنين على بطانة الرحم، قد يحدث نزول لقليل من الدم لدى 20 إلى 30 بالمئة من النساء الحوامل.

عادةً ما يحدث هذا الأمر قبل الفترة التي تتوقع فيها الأم بدء الدورة الشهرية، أو بعد 6 إلى 12 يوم من بدء الحمل. يكون لون الدم في هذه الحالة مائل إلى البني أو زهري فاتح ولا يكون علامة خطر.

خلال الثلث الأخير من الحمل

في نهايات الحمل، يبدأ خروج السدّادة المخاطيّة وتبدأ عملية المخاض. فبمجرّد رؤية المُخاط وقد اختلط بالدم، فإن هذه تكون إشارة على بدء عملية الولادة.

في أي وقت خلال فترة الحمل

  1. خلال عملية الجِماع أو المسحة التي تؤخذ من داخل منطقة الحوض:

 خلال فترة الحمل يصبح عنق الرحم أكثر ليونة بالإضافة إلى زيادة تدفق الدم في الأوعية الدموية لهذه المنطقة، الأمر الذي يجعله أكثر حساسية وأكثر قابلية للنزف.

 يعدّ هذا النوع من النزف شائعاً ويمكن أن يحدث في أي وقت خلال فترة الحمل، وفي أغلب الأحيان لا يعدّ علامة خطر أو أمر سيء، لكن على الرغم من ذلك أخبري طبيبك في حال حدوث مثل هذا النزف حتى تكوني أكثر اطمئناناً.

  1. عدوى بكتيريّة في المهبل أو عنق الرحم:

 بمجرّد حدوث التهاب في عنق الرحم، قد يحدث القليل من النزف وسرعان ما يختفي بعد علاج الالتهاب.

  1. نزيف من الغشاء الكوريوني

يتراكم الدم خلال التعرجات ضمن الغشاء الكوريوني (وهو الغشاء المحيط بالجنين من الخارج)، قد يتسبب في ظهور علامة الدم على الأم الحامل في العديد من الأحيان، ويتمّ اختفاؤه تلقائياً دون التسبب في أية مشاكل خلال فترة الحمل.

 

ما هي أسباب النزيف الكثيف خلال فترة الحمل

في الثلث الأول من الحمل

  1. حدوث حمل خارج الرحم

 وهي حالة ينغرس فيها الجنين خارج الرحم وتتطلب تدخّل طبي سريع.

تلاحظ الأم عند حدوث مثل هذا الأمر نزيف مهبلي شديد، وألم حادّ جداً في المعدة، وقد يصحبُه ضغط على منطقة الشرج، ألم في الأكتاف، دُوار، إغماء أو صدمة عصبيّة.

 

  1. الإجهاض أو فقدان الحمل قبل الأسبوع 20 من الحمل

 ويعود غالبًا إلى أسباب كروموسوميّة أو اختلالات جينيّة لدى الجنين، ويمكن حصوله أيضًا بسبب اختلالات هرمونيّة أو عوامل أخرى.

يكون النزيف في هذه الحالة عبارة عن نزيف مهبليّ حادّ (قد يحوي خَثَرات أو قطع من الدم) شبيه بالدم الخارج أثناء الدورة الشهريّة، مصحوب أحيانًا بتشنجات أو آلام في المنطقة الوسطى من أسفل المعدة، بالإضافة إلى تناقص ملحوظ في أعراض الحمل من ألم في الثدي وما إلى ذلك.

 

في الثلث الثاني من الحمل أو في أيّ وقت خلال الثلث الثالث

  1. المشيمة المنزاحة

هي حالة تغطي فيها المشيمة جزء من عنق الرحم أو تغطيه بشكل كامل. يمكن ملاحظة مثل هذه الحالة في الثلث الثاني من الحمل عن طريق صورة فوق الموجات الصوتية.

وتعلن هذه الحالة نفسها في الثلث الثالث من الحمل عن طريق نزيف ذي لون أحمر برّاق أو فاتح.

عند أغلب النساء تبتعد المشيمة عن مكانها قبل الولادة "تعود لمكانها الطبيعي"، لكن تأكدي من استشارة طبيبك بمجرّد حدوث مثل هذا النزيف.

عندما يرتبط انزياح المشيمة بالنزيف، قد ينصحك طبيبك بالآتي:

كما يجب أن تبقي تحت مراقبة الطبيب في مثل هذه الحالة للسيطرة على الولادة المبكّرة في حال حدوثها، لأنه من الشائع حدوث الولادة المبكّرة في حالات انزياح المشيمة.

  1. انقطاع المشيمة وانفصالها

والذي يحدث غالبًا في النصف الثاني من الحمل، وعادةً خلال الثلث الثالث من الحمل.

يحدث به انفصال مبكّر للمشيمة عن جدار الرحم، ويكون النزيف الناتج عن ذلك الانفصال إما خفيفاً أو شديداً، وقد يكون مصحوب أو غير مصحوب بكتل من الدم.

ستلاحظين أيضًا وجود تشنجات وآلام في المعدة، وآلام عند لمس منطقة الرحم، قد تشعرين أيضاً ببعض الآلام في منطقة الظهر.

في حال كان الانفصال طفيفاً، قد لا يشكل خطراً كبيراً على الأم وطفلها، أما في حال كان الانفصال حاداً فإنه يجب على الأم دخول المستشفى. وهذا يؤكد ضرورة زيارات الأم الدوريّة للطبيب والاطمئنان على حملها باستمرار حتى يتمّ تفادي مثل هذه المشاكل منذ بدايتها وقبل أن تتفاقم ويصبح حلّها من المستحيلات.

 

ماذا عليّ أن أفعل عند ملاحظتي لوجود علامة دم أو نزيف خلال فترة الحمل؟

إن كان ذلك يسبب لكِ قلقاً فلا تترددي في إخبار الطبيب المسؤول عن متابعتك خلال فترة الحمل، أما إذا تعرضت لنزيف مهبلي حادّ كما الدورة الشهريّة فإنه لا داعي للاتصال بالطبيب، بل عليكِ الذهاب له فورًا!

سيطلب منك طبيبك إجراء فحوصات للدم، ليتأكد من مستويات الهرمون المسمى بـ "hCG Hormone"، وسيقوم بعمل صورة الموجات فوق الصوتيّة لمعرفة سبب النزيف.

كما ذكرنا سابقاً، هذا موضوع مقلق ولكنه قد يكون عرض طبيعي، لذلك تابعي مع طبيبك ولا تفوتي أي زيارة ولا تخجلي من طرح الأسئلة عليه لمعرفة كيفية التصرف في جميع المواقف.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية