الأطفال ما قبل المدرسة 4-5 سنة
الترتيب والأطفال: هل من حلول سلمية؟!
"يا ابنتي هيا رتبي غرفتك".. "ما هذه الأشياء هنا؟ من وضعها؟ تعال وأبعدها".. "يبدو أنني سأترك البيت لكثرة الفوضى!".. "هل تعيشون في مقلب للقمامة؟"، "ألم أرتب هذا المكان منذ قليل؟ كيف ضربه إعصار بهذه السرعة؟"
قد تبدو بعض هذه العبارات مألوفة بالنسبة إليك، مهلاً! لقد قلتِ بعضها لأولادك بالفعل!!
إنه صراع دائم خصوصاً في ظل التواجد المستمر للأبناء في المنزل. وقد يبدو الأمر بلا حل، ولكن لا بأس، فلا بد من وجود ما يقلل من تفاقم هذه المشكلة على الأقل حتى لو لم تُحلّ بشكل كامل (خصوصاً حين تكون أعمار أطفالك صغيرة). فما الذي يمكن فعله؟
ابدئي بالتخلص من ما لا يلزم
الأغراض التي لا تستخدمونها، والألعاب المكسورة أو ناقصة الأجزاء، وأوراق الرسم الكثيرة المتناثرة التي تريد طفلتك الاحتفاظ بها كلها: انتهزي وقتاً لا يراكِ أبناؤك فيه وتخلصي من أكبر قدر ممكن من هذه الأشياء التي تعلمين أنها لا تعني لهم الكثير.
لاحظي أن بعض الألعاب تكون لها قيمة لدى الطفل حتى لو كانت مكسورة أو ممزقة، فلا تتخلصي منها إلا حين يكون طفلك مستعداً لذلك.
يمكن للأطفال الأكبر سناً أن يشاركوا في هذه العملية، لكن الصغار قد يتمسكون بكل شيء بقوة ويبكون، فيجعلون الأمر صعباً.
صنفي الأغراض
ألعاب، ملابس، مكعبات اللعب، كتب... إلخ، من الضروري أن تقومي بالتصنيف قبل أن ترتبي الأشياء. هذا مهم لأمرين: لكي تعرفي مقدار الأغراض المتوافرة من كل تصنيف، ولكي تخصصي لها مكاناً مناسب الحجم بحيث يسعها. جمعي كل جزء منها على حدة ثم فكري في المساحة الموجودة لديك، وهذا يقودنا إلى الخطوة التالية.
تخصيص مكان لكل شيء
إن تخصيص مكانٍ محدد للأغراض يريحكِ ويريح أبناءكِ عند الترتيب والبحث. فإذا كانت هنالك قصص أو ألعاب بلا مكانٍ مخصص لها، فتأكدي أنها ستبقى منثورة طوال الوقت، وحتى لو رُفِعَت مؤقتاً فسرعان ما ستعود إلى الفوضى طالما أنك لم تخصصي مكاناً لها.
لذا تأكدي من تحديد مكان للأغراض بحيث تقولين لطفلك: "القصص مكانها رف الكتب"، فيعرف طفلك أن لعبة الطائرة مثلاً مكانها في صندوق الألعاب الكبيرة فيعيدها حين ينتهي من اللعب أو حين تذكرينه بذلك.
يمكنك وضع بطاقاتٍ تتضمن صوراً لما في الداخل على الصناديق أو جوانب الرفوف، أو أن تجهزي بطاقات مكتوبة للأبناء الأكبر سناً.
الشتوي والصيفي
نحن معتادون على فكرة إخراج الملابس الشتوية والصيفية في موسمها وتخزين البقية تحت السرير أو فوق الخزانة، ولكن فكري بتطبيق ذلك على ألعاب أطفالك أيضاً.
وليس من الضروري أن تكون اللعبة صيفية (مثل ألعاب الماء أو الألعاب التي يمكن اللعب بها في الخارج)، بل إن تخصيص صندوق كبير أو اثنين لتجميع بعض الألعاب وتخزينها لوقت لاحق سيخفف من الفوضى، وحين تُعيدين أحد الصندوقين لاحقاً يكون ذلك مشروطاً بملئه بمجموعة من الألعاب المتاحة في المنزل بالفعل.
لقد ساعدتني هذه الطريقة على تقليل فوضى الألعاب إلى حد ما، وفي ملاحظتي لاختيارات أبنائي من الألعاب بحيث أستطيع لاحقاً معرفة ما يمكن التخلي عنه. كما أن هذا يجعل الحماسة للعب بتلك الألعاب حين تعود للظهور تبدو وكأنك اشتريت ألعاباً جديدة لأبنائك! جربي هذه الطريقة وستفاجئين بالنتيجة.
قللي من توقعاتكِ من الأطفال
خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال الصغار جداً. كنت أرتب الأدراج القماشية الصغيرة الثلاثة المخصصة لألعاب ابني الذي يبلغ عامين من العمر، وما إن انتهيت وانتقلت لأرتب الألوان حتى جاء وأمسك بها درجاً تلو الآخر وقلبها على الأرض وجلس وسطها يلعب سعيداً وفرحاً لوجودي إلى جانبه!! تنهدت وابتسمت وأكملت ترتيب الألوان! لا بأس، فالصغير سيكبر وكل هذا سيصبح ذكرى.
لذا، من المهم أن تعرفي قدرتك على التحمل، وإلا فقومي برفع الألعاب التي لا تريدينها أن تكون بين يدي صغيرك باستمرار (كالألعاب ذات القطع الصغيرة الكثيرة أو الألوان التي قد لا تزول لو خربش على الحائط بها)، واتركي ألعابه المفضلة بين يديه فقط وتلك التي تتحملين أن ترتبيها ثانية.
ساعدي أبناءك في الترتيب ومعرفة قيمته
بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سناً والذين يمكنهم الترتيب، من السهل جداً أن يتذمروا ويتضايقوا حين تقولين: "رتبي غرفتك". يمكنك في هذه الحالة مشاركة أبنائك الترتيب، وتحويله إلى مسابقة ممتعة، وتجزئته إلى أجزاء صغيرة (مثل: رتبي الكتب، رتب الألوان، بدلاً من: رتب الغرفة) كلها أمور تساعد في إشعار طفلك بأنه قادر على إتمام المهمة وأنه مسرور لأنه يقوم بالأمر معكِ.
وحين تطلبين غرضاً ويحضره، اشكريه وأكدي له أنه وجد الأغراض بسرعة وسهولة لأنها كانت في مكانها، وشجعيه على إعادتها على الفور إن أمكن ذلك؛ لبناء هذه العادة التي تشكل مهارة مهمة للحياة.