الأطفال 6-11 سنة
العودة للمدارس وبعض المشكلات التي تواجه الأبناء
حياك الله قارئتي العزيزة.... كل عام وأنت بخير بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد.
العودة للمدارس هذا العام لها طابع خاص ألا وهو ظهور المشكلات الناتجة عن فترة وباء كورونا لدى الأبناء بوضوح. بمعنى إذا كان هناك شك بخصوص بعض التصرفات عند الأبناء وارتباطها بفترة الوباء وهل هذا يعتبر مشكلة أم لا، فإن استمرارها بعد مرور عام دراسي كامل ونصف على عودة الدراسة بشكل مباشر يؤكد أنها مشكلة.
نتج عن "كورونا" نوعين من المشكلات لدى الأبناء في المراحل العمرية المختلفة:
- مشكلات أكاديمية: حيث نتج هذا النوع من المشكلات من اختلاف نظام الدراسة وتحول التعليم إلى نظام عن بعد الذي أدى إلى ضعف التأسيس في بعض المهارات الأساسية والمهمة لدى بعض الأبناء مثل العمليات الأساسية في الرياضيات كالجمع والضرب والطرح والقسمة الأمر الذي ترتب عليه مواجهة هؤلاء الأبناء لصعوبات حالية في مادة الرياضيات؛ لأن الدروس التي يتلقونها الآن في المادة تتطلب وجود أساس غير متوفر لديهم.
- مشكلات اجتماعية ونفسية: كالخوف والخجل من مواجهة النّاس ومخالطتهم وقد يترتب على هذه المشكلة الاجتماعية لدى البعض مشكلة نفسية على شكل ضعف ثقة بالنفس.
بغض النظر عن نوع المشكلة التي تتعاملين معها اليوم أنت بحاجة للتعامل معها باستخدام مهارة التركيز على الحل.
ما المقصود بمهارة التركيز على الحل؟
المقصود بمهارة التركيز على الحل هو النظر للمشكلة من زاوية الحل أكثر من النظر لها من زاوية النتائج أو الآثار المترتبة على وجودها.
لنطبق معاً الآن مهارة التركيز على الحل على المشكلات التي استعرضتها معكِ في ماسبق.
المشكلات الأكاديمية:
ابدئي بحصر المهارات الأساسية التي يعاني ابنك من ضعف مستواه فيها؛ ومن ثمّ ابدئي في وضع خطة لرفع مستواه آخذه في اعتبارك أن هذه الخطة ستنفذ بشكل متوازٍ مع الخطة الدراسية الأساسية للعام الحالي بمعنى يجب أن تكون خطة مرنة يمكن إضافتها للخطة المطلوبة للدراسة في العام الحالي.
السؤال الذي يطرح نفسه هل أُشرك ابني في تفاصيل هذه الخطة أم لا؟
الجواب: يعتمد ذلك على عمر الابن، فلو كان صغير السن (الصفوف الأولية للمرحلة الابتدائية) سيكون من الصعب إشراكه في تفاصيل الخطة، بل على العكس يُفضل عدم إشراكه فيها؛ لأنه قد يشعر بالخوف والارتباك من فكرة تأخره عن زملائه، وأنه بحاجة لتعويض ما فاته.... أما إذا كان الابن في مرحلة عمرية تسمح له بالاستيعاب (الصف السادس، فما فوق) فالواجب هنا تعريفه بالوضع بطريقة هادئة والحرص على ضمان تعاونه للوصول للنتائج المطلوبة.
في حال كنت تستعينين بمعلم خاص في البيت من الواجب في هذه الحالة إشراكه في الخطة والاستعانة به في تنفيذها.
المشكلات الاجتماعية والنفسية:
في هذا النوع من المشكلات أيضاً ابدئي بحصر المشكلات التي يعاني منها الابن في البداية (خجل، خوف من مخالطة النّاس..... إلخ) وكخطوة أولى لحل المشكلة تأكدي من أن ما تعتبرينه مشكلة ليس مرتبطاً بطبيعة ابنك أو طبيعة المرحلة التي يمر بها، على سبيل المثال الشخص الداخلي لا يفضل مخالطة النّاس كثيراً، فإذا كان ابنك شخصاً داخلياً بطبيعته الشخصية فمن الطبيعي أن يتسبب انقطاعه عن النّاس فترة حصول صعوبة لديه نوعاً ما عند الرجوع لمخالطتهم.
بالمثل مرحلة المراهقة، فمن خصائص هذه المرحلة الخجل عند بعض المراهقين وبالتالي انقطاع المراهق عن النّاس فترة زمنية كما حصل في فترة الحجر قد يؤدي إلى صعوبات نوعاً ما عند الرجوع لهم.
أيضاً قد يترتب على المشكلات الاجتماعية مشكلات نفسية، على سبيل المثال: قد يترتب على مشكلة الخجل فقد الثقة بالنفس إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.
إذن ما الحل لهذا النوع من المشكلات؟
بالمثل كما سبق في حل المشكلات الأكاديمية نقوم بالعمل على خطة مرنة لإعادة الابن للحياة الاجتماعية بشكل تدريجي كالحرص على زيارات دورية لأسر مقربة من العائلة أو الخروج بصفة دورية للأماكن العامة كالحدائق والأسواق في فترات تكون فيها هذه الأماكن غير مزدحمة كشكل من أشكال رجوع الأبناء لمخالطة النّاس بشكل تدريجي.
ختاماً: في حال وجدت أن ابنك لا زال يعاني من مشكلات أكاديمية واجتماعية ولم يتحسن فيها، رغم التزامك
بالخطة الموضوعة للحل لمدة (شهر فما فوق) أنصحك وقتها بمراجعة مختص لمساعدتك على التخلص من المشكلة.