الثلث الأول
الحمل بتوأم وكيفية تغذيتهم خلال فترة الحمل
يبقى الجسم الصحي والنظام الغذائي المتكامل من أهم الأمور التي تحتاجها الأم خلال فترة حملها. فهذه الأمور تُعدَ ضروريةً لها من أجل امداد جسمها بالقوة، ومساعدتها على التغلب على بعض الأعراض التي قد تكون مزعجة خصوصاً في الثلث الأول من الحمل كالتعب المستمر والغثيان، هي ضرورية أيضا لأنّها تقوم بتغذية جسم الجنين وبإمداده بكل ما يحتاج إليه ليُطلّ بوجهه الجميل على العالم بكل حبٍّ وصحة.
ولكن ماذا عليكِ أن تفعلي إن كنتِ تحملين بداخلكِ توأماً أو عدة أطفال؟ وما هي العناصر الغذائية التي تحتاجينها لتضمني تزويد أطفالك الصغار بالكمية الكافية من الغذاء؟
من الطبيعي أن يحتاج جسم المرأة الحامل بتوأم إلى عناصر غذائيةٍ أكثر من تلك التي تحتاجها المرأة الحامل بجنين واحد. ولكن هذا لا يعني أن تقومي مثلاً بمضاعفة حصتك من الحلويات أو المقرمشات التي تحبينها، بل عليكِ الآن الانتباه جيداً للقيمة الغذائية الموجودة في طعامك وللسعرات الحرارية التي تستهلكينها بشكل يومي، فمثلاً تناولك الأغذية الغنية بالبروتين يساعدك أنتِ وجنينك على بناء خلايا جديدة. كما أن أخذك للكربوهيدرات من مصادر صحية يقوم بزيادة نسبة الطاقة لديك. أمّا الأكلات التي تحتوي على الحديد فتساعدك على محاربة فقر الدم، والكالسيوم يقوم بتقوية أبنائك وعظامهم، وحمض الفوليك يقوم بحماية صغارك من التَعرّض لعيوبٍ خلقية.
وتذكري بأن وقت حملك هو بالتأكيد ليس الوقت المناسب للقيام بحميةٍ غذائية لتخفيف الوزن، وذلك لأنها قد تؤثر على صحة تغذيتك وتغذية جنينك. إلا أنها مسموحة في حال قمت باستشارة طبيبك واتبعتِ حميةً ذات برنامج غذائي متكامل ومدروس. ولأن التوأم يُولَدون عادةً قبل موعدهم، فإن ضمان تغذيةٍ جيدةٍ لهم يعدُّ أمراً أساسياً. فكلما زاد وزنهم عند الولادة، كلما أصبح انتقالهم إلى الخارج وإلى حضن الأم أسهل وأجمل.
إن كنت قبل حملك، ممن يهتمون بالغذاء الصحي ويعتنون بكميات الأكل اللازمة للجسم، فإن التغيير الوحيد الذي ستحتاجينه خلال فترة حملك هو أن تضيفي ٥٠٠ سعرة حرارية إلى السعرات الحرارية التي كنت تتزودين بها سابقاً. وإن لم تكن حميتك سابقاً صحيةً ومتنوعة، فالآن هو الوقت الأنسب لكِ للبدء باتباع نظامٍ غذائيٍ تدخلين فيه أفضل الأطعمة التي تحتاجينها أنتِ وأطفالك.
"من أين أبدأ؟ وبماذا ؟" أسئلة قد تحيرك! لكن الجواب بسيط وهو التنويع. فاختيارك للأطعمة من المجموعات الغذائية المتنوعة يضمن حصولك على تشكيلةٍ واسعة من الفيتامينات والمعادن.
وإليكِ مجموعة الأطعمة والأغذيةالمثالية تحتوي على قيمة غذائية عالية:
-
البروتين:
وهو إحدى أهم العناصر التي تقوم ببناء الخلايا في جسم الإنسان. كما أنه يقوم بدور فعّال في زيادة إنتاج الدم عند الإنسان (حيث تعتبر زيادة إنتاج الدم عند المرأة الحامل أمراً مهماً. ومن هنا تأتي أهمية تناول المرأة الحامل بتوأم أو أكثر لأطعمة غنية بالبروتين فهو اساسي وضوروي، وإليك بعض الأمثلة من الطعام:
-
تمتاز الأسماك واللحم والدواجن والفاصوليا والجوز بأنها غنية بالبروتين المُدعّم بالحديد.
-
يمتاز الحمص أيضا بكونه إحدى المصادر غير الحيوانية للبروتين، كما أنه غني بالألياف وحمض الفوليك والمنغنيز.
-
وأما إن أردت التزود بنسبة عالية من البروتين، فالبيض غني بذلك. كما أن البيض يحتوي على الكولين الذي يُعتبر من أكثر المواد الغذائية ضرورةً لدى الحامل وذلك لأنه يعمل على ضمان نمو دماغٍ وذاكرةٍ سليمين.
-
الكربوهيدرات المعقدة:
تقوم الكربوهيدرات المعقدة بتزويدك بالطاقة اللازمة لنموك واستمرارك أثناء الحمل. فهي تحتوي على مصادر طبيعية للألياف التي تساعد على تسهيل عملية الهضم وتجنبك الإصابة بالإمساك. لذلك أنصحك بتناول كلٍّ من الفواكة والخضروات والحبوب الكاملة كالشوفان والأرز الأسمر والخبز الأسمر. -
حبوب حمض الفوليك:
تُنصح النساء الحوامل عادةً بالتزوّد بحمض الفوليك عن طريق تناولها لحبوب المكملات الغذائية قبل الحمل وأثنائه، إلّا أنه بإمكانك أيضاً الحصول على حمض الفوليك عن طريق تناول الحمص. -
الكالسيوم:
يقوم الكالسيوم بتقوية العظام والأسنان، كما أنه يقوم بمساعدة العضلات على النمو والقيام بمهماتها بشكلٍ سليم. لذلك احرصي على تناول مايلي حتي تنالي أنتِ وصغارك حصتكم الكافية من الكالسيوم: الحليب، اللبن، الجبنة والخضروات التي تمتاز بلونها الأخضر الغامق كالسبانخ والبروكلي وأوراق اللفت. -
الوجبات الخفيفة:
وفيما يخص الوجبات الخفيفةالتي تتوسط الوجبات الثلاث الأساسية، فننصحك بتناول الأطعمة التي تحتوي على قيمة غذائية عالية كالزبيب والنخالة والكرز المجفف والرقائق التي تحتوي على مجموعة من الحبوب. بإمكانك ايضاً تناول خبز التوست مع زبدة الفول السوداني، الجبن، بزر عبّاد الشمس والجوز النيّ. -
حلويات وموالح:
وبالطبع ليس هناك ضيرٌ في أن تتمتعي بشيءٍ مالحٍ أو حلوٍ من وقتٍ إلى آخر، إلّا أنه عليكِ عدم أكل هذه المأكولات بصورةٍ منتظمة ، فالوجبات السريعة تحتوي على كميات كبيرة من الملح الذي يعمل على رفع ضغط الدم وحبس السوائل داخل الجسم. أما الحلويات فإنها ستملؤك بالسعرات الحرارية الفارغة وستشبعك، الأمر الذي سيؤثر على كمية المواد الغذائية المفيدة التي ستأكليها بعدها، حيث ستكون قليلة. وإن كنت تشتهين دائماً نوعاً معيناً فقط من الأكل كالشاورما أو الشوكولاته أو رقائق البطاطا وما إلى ذلك من هذه المأكولات، فاعلمي بأن جسمك يحتاج إلى التنوع في السعرات الحرارية والمواد الغذائية المفيدة لكِ وللجنين.
وأخيراً وليس آخراً، يجب عليكِ أن تتذكري جيداً بأن أطفالك لا يتغذون من الغذاء الذي يحتفظ به جسمك سواءً في الوقت الحالي أو قبل حملك، إنما يتغذون بما تتغذينه أنتِ في الوقت الذي تتغذين فيه. لذلك صحة الأم أثناء الحمل واستمرارك في اتباع نظام غذائي صحي، يعني قدرة صغارك على الحصول على المواد الغذائية المفيدة من الرحم بطريقة أسهل. لذا إن أردتِ سيدتي أن تمنحي أطفالك بدايةً جميلةً للحياة، فعليك أن تعتني بنفسك وأن تستمتعي بالأكل الصحي المتكامل لتنعمي بفترة حمل جميلة وولادة سهلة وأطفال صحيين ومقبلين على الحياة بحب.