الثلث الأول
سيلان اللعاب الزائد أثناء الحمل وكيفية التعامل معه؟
زارت وفاء طبيبة الأسنان للاطمئنان على سلامة أسنانها وصحة فمها، فقبل ثلاثة شهور سُرّت هي وزوجها لاكتشافهما أنها حامل بأول طفلٍ لهما.
وأثناء الزيارة، لاحظت الطبيبة أن لعاب نور لا يتشابه مع اللعاب الطبيعي لا بالكمية ولا بمستوى اللزوجة، فلعابها غزير ومائل إلى ميوعة الماء، فشخصتها بسيلان اللعاب الزائد.
تشخيص إفرازات اللعاب المفرطة في الحمل
خلال الفحص، اضطرت الطبيبة إبقاء شفاط السوائل في فم وفاء طوال الوقت، ففي الشخص الطبيعي يكون معدل إفراز اللعاب اليومي 0.5 لتر إلى لتر واحد.
أيّ زيادة على هذا الحجم تستدعي التدخل الطبي، مثل حالة وفاء. عند سؤال الطبيبة عن ملاحظتها للزيادة الكبيرة في اللعاب، عبرت وفاء لطبيبتها عن إحراجها من الموضوع وقالت أنها دائماً ما تحاول جاهدة بلع اللعاب وإلا سال خارج فمها.
دار الحوار بين الطبيبة ووفاء، وصرحت الطبيبة أن اللعاب الزائد هو أحد أعراض الحمل النادرة، وغالباً ما يحدث مع النساء اللواتي يعانين من غثيان الصباح. وأكدت لها أنه من الأعراض غير الضارة، وأنه لا ينجم عنه أي خطر على الجنين.
السبب وراء سيلان اللعاب الزائد في الحمل
كحال معظم أعراض الحمل، يعتقد الأطباء أن التغيّر الهرموني هو المسبب الرئيسي لزيادة إفراز اللعاب.
ومن الناحية الأخرى، يرى أطباء الأسنان أن السبب يكمن في عدم التوازن بين عمليتي البلع وإفراز اللعاب؛ فيقل عند بعض النساء البلع اللاإرادي مما يؤدي إلى تراكم اللعاب في الفم. وفي بعض الحالات كحالة وفاء، يكون السبب هو النشاط الزائد في الغدد اللعابية.
وأوضحت الطبيبة لوفاء أن زيادة اللعاب تكون في بعض الأحيان آلية وقائية تعمل على معادلة حموضة القيء؛ فمكونات القيء حامضية جداً، فالتقيؤ المستمر يتسبب بتآكل في طبقة المينا في الأسنان مما يؤدي إلى حساسية مزمنة وأوجاع شديدة.
وبالإضافة إلى ذلك، يُعرف اللعاب بدوره الفعّال ضد تسوس الأسنان وأمراض الفم، وأن لديه القدرة على محاربة البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض التي تنتقل عن طريق الفم وتصيب بقية الجسم.
طرق الوقاية من سيلان اللعاب الزائد أثناء الحمل
للأسف، لا يوجد أي نوع من أنواع الوقاية المتوفرة حالياً
علاج الإفرازات المفرطة للعاب
يعتمد نوع العلاج على السبب؛ فإذا كان الإنتاج الزائد للعاب غير مصحوب بحمل، يكون العلاج بالجراحة لاستئصال جزء من الغدد اللعابية أو عبر حقن البوتوكس أو أدوية تخفف إنتاج اللعاب.
وإذا كان السبب هو الحمل، لا يوجد داعٍ إلى اللجوء لعلاجات مفرط فيها لأن هذه المشكلة تتلاشى مع مرور الثلث الأول من الحمل، وحذرت الطبيبة من الأدوية التي تخفف إنتاج اللعاب لآثارها الجانبية الخطيرة للمرأة الحامل مثل الدوخة ومشاكل في التبول وعدم وضوح الرؤية.
فنصحت الطبيبة وفاء باتخاذ إجراءات للمساعدة على التعايش مع اللعاب الزائد ومن ضمنها:
- مضغ الثلج.
- استعمال غسول فم بنكهة النعنع.
- تنظيف الأسنان بشكل دائم.
- مضغ علكة خالية من السكر.
- حمل مناديل ورقية لمسح اللعاب إذا سال.
المتابعة
زارت وفاء طبيبتها بعد ولادتها لطفلة سليمة، وأخبرتها بأن مشكلة اللعاب الزائد تلاشت تدريجياً واختفت تماماً خلال الشهر الرابع من حملها.