الثلث الثاني
هل بالفعل يسمع الجنين الأصوات؟
لقد ثبت علمياً أن الجنين يبدأ بسماع الأصوات خارج الرحم بعد الشهر السادس، ربما لا يفهم شيئاً لكنه يلتقط ويخزن.
اختلفت النظريات والكلام في هذا الموضوع، البعض يدعو إلى الحديث مع الجنين وإسماعه الموسيقى أو آيات القرآن، والبعض يصل إلى أبعد من ذلك فيقول أنه يجب على الأم لزيادة معدل ذكاء ابنها فيما بعد أن تحدثه قدر ما تستطيع، وتصف له ما يسمع.. هذا صوت بابا، هذا صوت التلفاز..
والبعض يهدم هذا الرأي، ويقول أن هذا الكلام مبالغ فيه فوصف الأشياء للجنين والحديث إليه بهذه الطريقة لا يزيد ذكاءه في اختبارات الذكاء العالمية، ولقد استغلت الكثير من شركات الدعاية هذا الموضوع ونشرت هذا العنوان لجذب الناس إلى منتجاتهم وكتبهم وهم يدعون أنه يزيد ذكاء طفلك إذا طبقته.
أنا شخصياً أقف في وسط هذه الآراء، فأعتقد أنه لا يجب عليك قراءة قصة أو وصف أصوات الأشياء، لأن جنينك لن يستطيع فهم كلامك مهما حاولت الشرح له.
تخيلي معي أنك دخلت إلى مدينة لا تعرفين فيها أحداً والكل يتحدث إليك بلغة غير مفهومة، وحجزت داخل بيت وحاول الناس بلغتهم العجيبة أن يدلوك على طريقة فتح الباب دون أن تريهم، هل تستطيعين فهم ذلك؟
كذلك حال الجنين، إنه يسمع فعلاً وهذه حقيقة قطعية، ويحاول تخزين الكلمات نعم، لكن هل يفهم ما نعنيه؟ بالتأكيد لا، خاصة أنه لا يرى ما نحدثه عنه وبالتالي لا توجد أي روابط يستطيع فك شيفرة كلامنا من خلالها.
ولكن بنفس الوقت يجب عليك أن تحدثيه حتى يستطيع بناء مخزون جيد من الكلمات والمفردات، والأهم من ذلك أنك تستطيعين صناعة رابط أمان لدى طفلك، فبعد ولادته سيهدأ إن حدثته بنفس الكلمات التي كنت تحدثينه بها وهو في بطنك، سيشعر أنها مألوفة قليلاً وسط الصخب الذي دخل إليه في دنيانا، وما أجمل أن يكون من بين هذه الكلمات بضع آيات من كتاب الله، تزرع الطمأنينة في قلبه، ويساعده النظم وإيقاع الآيات على الهدوء وبناء روابط جيدة في دماغه.
إذاً ما يحتاجه الجنين هو:
-
أن تحدثيه ليستطيع التقاط مخزون من الكلمات.
-
إيقاع منتظم سواء كان إيقاعاً موسيقياً أو آيات من القرآن.
وهذا يساعده في صنع رابط الأمان خارج الرحم، ويزيد من معدل ذكائه وقدرته الاستيعابية حسب بعض الدراسات؛ لأنه تعرض إلى قدر كبير من الأنماط الإيقاعية التي تساعد في بناء روابط عصبية أكثر في الدماغ، مما يساهم في زيادة معدل ذكائه إلى حد ما.