الرضاعة الطبيعية
السبب الخفي وراء الألم الذي تشعرين به أثناء الرضاعة الطبيعية
بقلم: ميرنا الصباغ، اخصائية تغذية ورضاعة طبيعية. mypediaclinic
لقد رأيت العديد من الفيديوهات، وسمعت من العديد من الصديقات اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، كما أنك قرأت كثيراً عن الموضوع. ليس من الطبيعي أن تكون الرضاعة الطبيعية مؤلمة، ولكن في بعض الحالات، وبالرغم من أنك تعلمين ذلك، وحتى بعد مشاهدتك للعديد من الفيديوهات عن كيفية الإمساك الصحيح للحلمة، قد تجدين نفسك تعانين أثناء الرضاعة الطبيعية من ألم لا يوصف.
لقد قمت باستشارة طبيبك وقال لك بأن طفلك لا يشكو من شيء، ما عدا ربما عدم اكتسابه للوزن بالشكل المتوقع، ولكنك وصلت إلى مرحلة أصبحت تعانين فيها من تشقق ونزيف في الحلمات وما زلت لا تعرفين ما السبب وراء ذلك، ولم تعد لديك القدرة على الاحتمال وأصبحت مستعدة للتخلي عن الرضاعة الطبيعية.
من خلال خبرتي كاستشارية رضاعة طبيعية، ومن خلال تكرار رؤيتي للعديد من هذه الحالات للأسف، أستطيع أن أقول لك “لا تيأسي”. هناك حل، وعليك التوصل إلى سبب المشكلة. أنت لست وحدك في شعورك بالألم، وأنا أعلم بأنه قد يكون من أشد أنواع الألم التي تختبرها المرأة.
ما هو السبب الذي يؤدي للشعور بالألم أثناء الرضاعة الطبيعية؟
١- طريقة الامساك بالحلمة من قبل الطفل ليست صحيحة، وخصوصاً عند الأمهات ذوات الأثداء الكبيرة.
تستطيع استشارية الرضاعة مساعدتك عن طريق تعليمك كيفية الإمساك بالثدي. إذا تم حل هذه المشكلة، ولا زلت تشعرين بالألم ، فعليك التفكير جدياً في السبب الثاني.
٢- أن الطفل لديه لسان مربوط (لجام اللسان) أو شفة مربوطة (لجام فموي)، أو كلاهما.
ليس من الطبيعي أن تكون الرضاعة الطبيعية مؤلمة، ولكنها تكون كذلك في بعض الأحيان. وعندما تكون كذلك، فإنه من حقك البحث عن الأسباب والحلول، لذا قومي بالتحدث إلى استشارية الرضاعة أو طبيب اخصائي في اللسان أو الشفة المربوطة.
ما هو اللسان المربوط؟
هي الحالة التي يكون فيها اللسان مربوطاً بقاع الفم، مما يمنعه من عمل كافة الحركات التي يقوم بها وهي الحركة إلى الخارج، إلى الأعلى، وإلى الجانبين. قد يكون لجام اللسان ظاهراً ويسمى بلجام اللسان الأمامي، مثلما يظهر الشكل في الأسفل. وفي أحيان أخرى، قد لا يكون ظاهراً أبداً، ويحتاج للفحص من قبل استشارية الرضاعة أو طبيب أطفال مؤهل.
تظهر الصورة في الأعلى لجام اللسان الأمامي، حيث يستطيع العديد من الأهالي رؤيته. في بعض الحالات الأخرى يكون أقل وضوحاً، ولكن اللسان يكون مربوطاً أيضاً ويسمى بلجام اللسان الخلفي.
إن اللسان في الأعلى يبدو طبيعياً، ولكن بإمكانك أن تلاحظي أنه لا يرتفع إلى الأعلى من منتصفه، فقط من الأمام، وهذا مخالف لما يستطيع اللسان العادي أن يفعله.
إن اللسان المربوط يؤثر على الرضاعة الطبيعية لأن الطفل يحيط الثدي بلسانه وليس بلثته، وهو أمر لا تعرفه العديد من الأمهات. في حال وجود لسان مربوط فأن الطفل سيحيط الثدي بلثته مما سيسبب الألم الشديد للأم.
ستقرأ الأمهات هذا الكلام وسيفكرن: “لا يمكن أن يكون لدى طفلي لسان مربوط. لم يخبرني أحد بذلك عند الولادة، كما لم يخبرني بذلك طبيب الأطفال”. كما أنني قمت بسؤال طبيب الأطفال إذا كان لدى طفلي لساناً مربوطاً أم لا.”
أستطيع أن أخبرك بأن هنالك ٣ سيناريوهات لما قد يحدث في هذه الحالة:
١- أغلب أطباء الأطفال لا يفحصون وجود لسان مربوط أو شفة مربوطة عند الطفل.
كجزء من الفحص الروتيني الذي يجرونه للأطفال، وسيقومون بالفحص فقط إذا طلب منهم ذلك.
٢- قد يقوم طبيب الأطفال بفحص وجود اللسان المربوط إذا طلبت ذلك، وقد يؤكد خطأً عدم وجوده لأنه لا يملك الخبرة التي تؤهله لتشخيص هذه الحالة، حيث أنها تنتمي لمجال متخصص جداً.
٣- قد يكتشف طبيب الأطفال وجود اللسان المربوط، ولكنه قد يخبرك بأنه ليس مهماً ولا يؤثر على الرضاعة الطبيعية.
وهذا أمر خاطئ، لأن اللسان المربوط حتى لو كان بدرجة خفيفة، يؤثر على الرضاعة الطبيعية بطريقة ما.
وهكذا فإن الطريقة الوحيدة للتأكد من الأمر هي بزيارة استشارية للرضاعة على علم بهذا الأمر، أو استشارة طبيب أطفال متمرس في علاج هذه الحالات.
قد تتساءلين لماذا لم يتحدث أحد في هذا الموضوع من قبل. إن السبب هو أنه بالرغم من أن آلاف الأطفال لديهم لساناً مربوطاً، إلا أن اكتشاف تأثير اللسان على الرضاعة الطبيعية أمر جديد نسبياً. قبل ذلك، كانت الأمهات تتوقفن عن الإرضاع بسبب الألم ومن دون معرفتهن بالسبب. من ناحية أخرى، قد يعاني نفس الأطفال من الغازات، ويكبرون ليصبحوا انتقائيين في تناولهم للطعام، ويواجهون صعوبات في لفظ بعض الحروف مثل حرف الراء، واللام، والسين، والتاء. قد يكون السبب وراء كل ذلك هو اللسان المربوط، وهو سبب قد يبقى مجهولاً لسنوات عديدة.
إن اللسان المربوط يؤثر على الرضاعة الطبيعية لأن الطفل يحيط الثدي بلسانه وليس بلثته، وهو أمر لا تعرفه العديد من الأمهات. في حال وجود لسان مربوط فأن الطفل سيحيط الثدي بلثته مما سيسبب الألم الشديد للأم.
العلاج
إن اللسان المربوط ليس مشكلة أبدية، حيث أن فكه إجراء بسيط يتم عمله في خمس دقائق. يقوم المختصون بعلاج هذه الحالات بفك اللسان، تحت التخدير الموضعي، بواسطة المقص أو الليزر أو موجات الراديو.
نفس الإجراء ينطبق على الشفة المربوطة، إلا أن الأطباء يستخدمون الليزر وموجات الراديو عوضاً عن المقص.
تشعر أغلب الأمهات بتغير فوري بعد معالجة اللسان المربوط، بينما قد يستغرق الطفل في بعض الحالات عدة أسابيع ليتعلم الرضاعة بعد فك لسانه. إذا قامت الأم بإعطاء طفلها الحليب الجاهز قبل الإجراء بسبب الصعوبات التي واجهتها في الرضاعة الطبيعية، تستطيع التنسيق مع استشارية الرضاعة بعد انتهاء الإجراء لفطم الطفل تدريجياً عن الحليب الجاهز ليعود إلى الرضاعة الطبيعية.
قد يعاني نفس الأطفال من الغازات، ويكبرون ليصبحوا انتقائيين في تناولهم للطعام، ويواجهون صعوبات في لفظ بعض الحروف مثل حرف الراء، واللام، والسين، والتاء. قد يكون السبب وراء كل ذلك هو اللسان المربوط، وهو سبب قد يبقى مجهولاً لسنوات عديدة.
ليس من الطبيعي أن تكون الرضاعة الطبيعية مؤلمة، ولكنها تكون كذلك في بعض الأحيان. وعندما تكون كذلك، فإنه من حقك البحث عن الأسباب والحلول، لذا قومي بالتحدث إلى استشارية الرضاعة أو طبيب اخصائي في اللسان أو الشفة المربوطة.
لرؤية المزيد من صور اللسان المربوط والشفة المربوطة، ولقراءة المزيد عن تأثير اللسان على الرضاعة الطبيعية، بإمكانك الاطلاع على مقال الدكتور مدحت أبو شعبان، طبيب الأطفال وأخصائي اللسان المربوط هنا: https://mypediaclinic.com/Blog/tongue-tie-diagnosis-and-treatment-dubai