الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية خلال شهر رمضان
كتابة د. موديا بترجي – من كتاب "فن يتلاشى. مقهوم الرضاعة الطبيعية في الشرق الأوسط"
تتساءل العديد من النساء عما إذا كان يتوجب عليهن الصوم أو لا أثناء قيامهن بالإرضاع، حتى أن بعض النساء يخترن عدم الإرضاع ليتمكن من الصيام في رمضان. الخبر الجيد هو أن الأم قد لا تحتاج إلى القيام بأي تغييرات هامة من جهة ما تتناول أو تشرب أثناء الرضاعة الطبيعية، على الرغم من أن هناك بعض النقاط الهامة التي يجب تذكرها.
النظام الغذائي الصحي هام لصحة الأم
من الخصائص الرائعة لحليب الثدي أنه يلبي الحاجات الغذائية للرضيع، وإن كانت الأم لا تأكل جيداً أو تصوم. وكون الطفل لن يتأذى من صوم والدته لا يعني أن الأم لن تعاني من نقص في التغذية.
من المهم جداً أن تتناول الأم فيتامينات ومواد غذائية كافية، لأنها تحتاج إلى طاقة كافية لتلبية المتطلبات الجسدية للاعتناء بمولودها الجديد. في فترة الصوم، ستتغير كمية الحليب في الثدي فقط إذا كانت الأم لا تحصل على سعرات حرارية كافية خلال اليوم، بحيث يجف الماء من جسمها.
وفقاً لدراسة أجريت في الإمارات العربية المتحدة، لم يكن هناك اختلافات هامة في المكونات الغذائية لحليب الثدي الذي تم أخذه خلال شهر رمضان المبارك وبعده، لكن يبقى من الضروري بالنسبة للام المرضع أن تتغذى جيداً وأن تأخذ قسطاً من الراحة حتى يتمكن جسمها من تحمل متطلبات الصوم.
مع الأخذ في الاعتبار بأن التغذية الجيدة لا تعني بالضرورة زيادة كميات الأكل، حيث يمكن للأم أن تعتبر فترة الرضاعة الطبيعية بمثابة استمرار لحملها حين كانت تتبع حمية غذائية متوازنة من الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة والأطعمة التي تمنحها البروتين والحديد والكالسيوم. الصيام في فترة الرضاعة مقبول، ولكن ينبغي على الأم أن تتريث وتعتني بصحتها.
يجب أن تترو الأم المرضع في شهر رمضان وأن تعيش كل يوم بيومه. كما أن عمر الطفل عنصر هام جداً يجب أخذه في الاعتبار عند الصوم. فالرضيع الذي يقل عمره عن الستة أشهر يرضع فقط من دون أي وجبة أخرى، لذلك، فهو يحتاج إلى والدته أكثر. أما الرضيع الذي يتجاوز عمره الستة أشهر، فيرضع أقل، لذلك يكون الصيام والاهتمام به أسهل. إذا كانت الأم ترضع وتصوم من دون أي شكوى، عليها أن تكمل صومها في ذلك اليوم.
وفي حال اختلف شعورها في اليوم التالي، فبإمكانها دائماً التوقف عن الصوم بمجرد أن تشعر بالضغط والإرهاق من جراء الرضاعة الطبيعية وأن الصوم يؤثر على صحتها وصحة طفلها بشكل سلبي، كشعورها بالمرض أو الدوار أو ملاحظة تغير لون البول إلى اللون الأصفر القاتم الذي يدل على جفاف الجسم. في هذه الحالات يمكن للأم المرضع أن تفطر وأن تعوض لاحقاً عن هذا اليوم (تؤدي الكفارة)، أو أن تطعم مسكيناً عن كل يوم تفطره. يفضل هنا استشارة دار الافتاء في البلاد التي تكون فيها، أو الرجوع إلى كتاب في الفقه لمعرفة الحكم الصحيح.