صحة الأطفال
كيف تنظمين الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشات؟
"دكتورة ليندا، طفلي يبلغ من العمر 18 شهراً، وهو يصاب بنوبات من الغضب عندما أطفئ ألعاب الكمبيوتر أمامه، ما الذي يجري؟ وكيف أمنعه عن هذا التصرف؟"
يشاهد معظم الأطفال الصغار والرضَّع الشاشات لساعاتٍ عديدة في كل أسبوع بشكل عام وبعضهم الآخر يشاهدها بشكل يومي. ومقالي هنا يقدِّم ملخص سريع لآثار تعرُّض الأطفال إلى هذه الشاشات بشكل متكرر، ويقترح بعض العادات السليمة التي من الممكن أن تساعدكِ إذا قررتِ تحديد فترة جلوس طفلك أمام الشاشات خلال اليوم.
الآثار السلبية للشاشات:
تؤدي مشاهدة الشاشات لفترات طويلة إلى الآتي:
- صعوبات في النوم وعدد ساعات نوم أقل. فالأطفال بين عمر ال 6 إلى 12 شهراً يعانون من قلة النوم ليلاً إذا تعرضوا إلى الشاشات في ساعات المساء المتأخرة.
- مشاكل في الانتباه (ليس غريباً أن يعاني العديد من أطفالنا من اضراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD)
- ضعف في مهارات التعلُّم.
- البدانة، حيث أثبتت دراسة لأطفال في عمر السنتين أن أوزانهم ترتبط بشكل كبير بعدد الساعات التي يقضونها أمام الشاشات، فتزداد بازديادها.
التطبيقات التعليمية وآثارها
قد يكون لمشاهدة الشاشات بعض الأثر الإيجابي وهو ينحصر في وجود بعض التطبيقات التعليمية، حيث أن العديد من الآباء والأمهات يستغلُّون الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات لعرض محتوى تعليمي يستفيدون منه.
لكن لسوء الحظ فإن المئات من التقييمات الحديثة لهذه التطبيقات أظهرت ما يلي:
- محتوى هذه التطبيقات يعتبر رديء الجودة من وجهة نظر تعليمية.
- هذه التطبيقات تستهدف المهارات الأساسية فقط مثل الحروف والألوان.
- معظم هذه التطبيقات تم تطويرها دون استشارة خبراء في التعليم والتطوُّر.
- يمكن لميزات بعض الألعاب أو الكتب الإلكترونية التي تهدف لجذب انتباه الطفل أن يكون لها أثر سلبي عليه. فتؤثر على فهم طفلك للمادة التعليمية التي كان من المفترض أن يعلمه إياها التطبيق، كما أنها تقلل من تفاعله معك أثناء المشاهدة (وهذا يفسر بكائه عندما تغلقين التطبيق).
أنت أهم معلم لطفلك!
تفاعلك مع طفلك أو رضيعك يعتبر أمراً بالغ الأهمية لتطوره الصحي المتكامل. فإن تفاعلك معه:
- يقوي التواصل العاطفي بينكما.
- يوفر بيئة أكثر صحة.
- يحفِّز تطوره اللغوي وقدرته على التعلُّم ومهاراته الاجتماعية.
- يدربه على التحكم في عواطفه
كما ترين، لا يمكن لأي تطبيقٍ من التطبيقات التعليمية توفير كل ما سبق. فأنتِ السر في نجاح ونمو طفلك. وأنا هنا لا أقترح منع الأطفال من استخدام التطبيقات، ولكن يجب استخدامها بحكمة ومع خطة جيدة.
في المحصلة، يمكن القول بأن الوقت الذي يقضيه طفلك في مشاهدة البرامج قد يكون مفيداً له في حال كان المحتوى تعليمياًّ أو أنه يوسع ويغني تجربة التعلُّم لدى طفلك، مثل التطبيقات والبرامج التي تعلم لغات أجنبية.
وكلما كنتِ أكثر وعياً في تخطيط الوقت الذي سيقضيه طفلك في مشاهدة البرامج في المنزل، كلما استفاد طفلك أكثر وقل ظهور الأعراض الجانبية السلبية عليه.
بعض المقترحات من د. ليندا
- عندما يشاهد طفلك برنامج أو يستخدم تطبيقاً ما، تأكدي من أن تكوني معه وتتفاعلي معه بينما يشاهد البرنامج.
- اختاري البرامج التي سيشاهدها طفلك جيداً
- اجعلي بعض الأوقات والأماكن خاليةً من الشاشات: مثل وقت تناول الطعام والوقت الذي تعتنين فيه بطفلك (مثل تغيير الحفاظ أو الاستحمام)، وبدلاً من الإبقاء على صوت التلفاز في الخلفية قومي بالاستماع إلى الموسيقى والتحدث إلى طفلك.
- رتبي وقتاً خلال اليوم لتجلسوا جميعاً كعائلةٍ واحدة وتقوموا بالقراءة أو اللعب أو الغناء بعيداً عن الشاشات.
- كلما ازداد الوقت الذي يصرفه الأهل على استخدام الموبايل أو الحاسوب أو التلفاز، كلما ازداد الوقت الذي يصرفه الطفل على استخدامها أيضاً كلما كبر بالعمر، هذا لأنه يتعلم من خلال مشاهدة والديه ومراقبتهم.
- يمكنكم إيجاد أداة رائعة من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تساعدكم في تنظيم الوقت الذي يقضيه أطفالكم أمام الشاشات، وذلك من خلال هذا الرابط.http://cmch.tv/special-features/time-management/
اقرئي أيضاً:
كيف تغيرت ابنتي بعد أن أوقفت وقت الشاشات!
بهذه الطريقة يمكنك إقناع طفلك أن يطفئ التلفاز بكل هدوء!
هل أمنع أبنائي عن الإلكترونيات أم أعطيها لهم عندما يشاؤون؟
تأثير التلفاز والوسائل الإعلامية على الأطفال الصغار
كيف استطاعت زينا أن تُبعد أطفالها عن الشاشات باستخدام "صندوق الأنشطة"