صحة الأطفال
إيجابيات الألعاب الإلكترونية ومضار الإدمان عليها
تعتبر الألعاب بمختلف أنواعها وأشكالها أمراً ضرورياً بل ومهماً جدا في حياة الأطفال أو المراهقين لما لها من تأثير كبير على النمو اللغوي والعقلي والجسدي لديهم.
فالألعاب لا تعد مصدراً للترفيه أو لقضاء وقت الفراغ فقط، وإنما هي إذا ما تم اختيارها بعناية وبطريقة منهجية وعلمية فإنها تقدم فوائد رائعة.
والألعاب تتنوع حسب ميول الطفل، الذي يتم في الغالب توجيهه من قبل الأسرة، فتكون ما بين ألعاب إلكترونية أو ألعاب تركيب يدوية أو ألعاب عقلية ذهنية أو ألعاب كرتونية يتم مشاهدتها عن طريق متابعة التلفاز.
وبما أن الألعاب ضرورية ومهمة لتلبية حاجات الأطفال المختلفة، فإنه على الوالدين منذ مراحل الطفولة المبكرة التدخل في اختيار الألعاب لأطفالهم بعناية كبيرة، وأن يتم مراعاة مدى مناسبة هذه الألعاب للمرحلة العمرية والفائدة التي سيجنيها الطفل من ورائها.
ومن ضمن الألعاب المنتشرة بكثرة في عالمنا منذ الثمانينيات وحتى وقتنا الحالي هي الألعاب الإلكترونية، والتي يلعبها الطفل من خلال الأجهزة الذكية أو البلاي ستيشن وغيرها من الأجهزة وتتطلب في معظمها شبكة انترنت.
إيجابيات الألعاب الإلكترونية
للألعاب الإلكترونية دور مهم لا يمكننا أن نتجاهله في تنمية قدرة الطفل على تحليل المعلومات وزيادة الوعي والإدراك لما حوله بصورة أفضل وأسرع، كما أنها تزيد من مستوى الخيال العلمي والقدرة على حل المشكلات وغيرها من المهارات الاجتماعية والعلمية المهمة.
وكما هو معروف لدينا أن لأي لعبة آثار جيدة على الطفل إذا تم استغلالها بشكل جيد، وآثار ضارة عليه إذا استخدمت بشكل خاطئ ومبالغ فيه.
ومن أبرز الأثار الإيجابية للألعاب الالكترونية ما يلي:
- زيادة المفاهيم والمعلومات والثقافة العامة.
- تنمية الذكاء وسرعة التفكير من خلال إيجاد الحلول لبعض الأفكار والألعاب الذهنية.
- تنمي القدرة على التخطيط ووضع الأولويات.
- تزيد الخيال العلمي عند الأطفال.
- تزيد من معرفة الأطفال بالتقنيات الحديثة وكيفية التعامل مع المشكلات التقنية بشكل سريع.
- تنمي التفكير الإبداعي من خلال البحث عن الحلول الخلاقة والمبتكرة.
- تساعد على اتخاذ القرار السريع والمناسب في الوقت المناسب.
- تشجيع ودعم العمل واللعب الجماعي الذي يؤدي إلى التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء.
- تساعد على إيجاد التنافس الشريف بين اللاعبين والبحث عن الحلول المتميزة والأصيلة.
- وسيلة للترفيه وقضاء وقت الفراغ.
سلبيات ومضار الألعاب الإلكترونية
إلا أننا نجد أن استخدام هذه الألعاب إذا ما زاد عن الحدود المعقولة من حيث عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام الأجهزة الذكية في اللعب، فإن ذلك سيؤدي بدون شك إلى نتائج سلبية وقد تصل إلى درجة الإدمان في حالات المبالغة الشديدة في اللعب. ومن هذه السلبيات:
- الخمول الناجم عن قلة الحركة والجلوس لساعات طويلة في اللعب.
- تسبب بعض الأمراض مثل إنحناء في العمود الفقري وضعف البصر وآلام في المفاصل وغيرها من الأمراض.
- العزلة وعدم الاختلاط بشكل طبيعي مع المحيط الاجتماعي، الأمر الذي قد يصل إلى الاكتئاب وغير ذلك من الاضطرابات النفسية والاجتماعية.
- ظهور بعض أعراض السلوك العدواني على الشخص نفسه أو على الأخرين.
- اضطرابات النوم والأرق بسبب التفكير بالألعاب والبحث عن حلول لها.
- تراجع التحصيل الدراسي الناجم عن انخفاض الانتباه وعدم التركيز أثناء الدراسة.
- ضعف التواصل بين أفراد الأسرة نتيجة العزلة وقضاء وقت طويل في الألعاب الالكترونية.
- ولعل أبرز مخاطر أو سلبيات الألعاب الالكترونية هو التعرض لقيم خاطئة ومفاهيم بعيدة عن الأخلاق والمبادئ الدينية.
- اقتباس بعض الألفاظ النابية والتي تصبح مع الوقت نظام حياة وقاموس يومي.
- آليات الشراء في الألعاب الإلكترونية قد تؤدي إلى خلق عادات شرائية سلبية عند الأطفال، منها نهم الشراء والإسراف بغض النظر عن قيمة الشيء ومدى فائدته، إضافة إلى قيام عصابات الجرائم الإلكترونية باستدراج الأطفال والمراهقين للإفصاح عن معلومات البطاقات الإئتمانية لسرقتها أو عن تفاصيل شخصية خاصة بهم.
لذا نحن كتربويين نشدد دائماً على دور أولياء الأمور على وجه التحديد بأن يكون فاعلاً في توجيه أبنائهم ومتابعتهم من حيث نوعية الألعاب والمدة الزمنية التي يقضونها في اللعب لضمان عدم الوصول لمرحلة الإدمان على هذه الألعاب، والتي تتطلب حينها تدخل علاجي من قبل متخصصين في هذا المجال.
إدمان الألعاب الإلكترونية
يعتبر إدمان الألعاب الإلكترونية كغيره من أنواع الإدمان الأخرى كإدمان الكحول أو المخدرات وغيرها من حيث شدة آثاره ومتطلبات العلاج، ومن أبرز الوسائل الشائعة والبسيطة التي من الممكن اتباعها في علاج الإدمان على الألعاب الالكترونية ما يلي:
- أن يقوم كل من الأب والأم بالتحدث وإجراء الحوارات الهادئة مع أطفالهم وتوضيح الآثار السلبية التي تحدثها الألعاب الإلكترونية على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية والدراسية.
- تخصيص وقت زمني محدد للعب يومياً بحيث لا يتجاوز ساعتين متفرقتين.
- عدم وضع الأجهزة الذكية في متناول اليد، حتى لا تبقى متاحة للطفل طوال الوقت.
- إشراك الأطفال في أندية وأنشطة رياضية لقضاء وقت الفراغ مما يبعدهم عن الألعاب الإلكترونية.
- توفير الكتب الممتعة ذات المواضيع المفضلة للأبناء لتشجيع القراءة.
- توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية وزيارة الأقارب التي تعمق من الصداقات وقضاء الأوقات المفيدة والممتعة.
- مساعدة الأبناء على وضع جدول لتنظيم الوقت وتوزيعه بشكل مفيد بحيث يضم وقتاً للدراسة ووقتا للاستراحة ووقتاً للنوم ووقتاً للأكل ووقتاً للعب.
- عدم تعنيف الأطفال بل العمل على تعديل سلوكياتهم بأسلوب هادئ لضمان تقبل النصيحة.
- التعرف على أبرز ما يتمتع به الأطفال من مواهب وقدرات والعمل على تنميتها.
- عدم شراء الأجهزة الالكترونية لمن هم دون سن السادسة، وعدم مواكبة أحدث الإصدارات حتى لا يكون ذلك سبباً في التعلق بهذه الأجهزة بما فيها من عناصر جذب للأطفال.
خلاصة القول، هذا الأمر موجه للآباء والأمهات والتربويين على اختلاف مواقع تواجدهم ليلعبوا دوراً فعالاً في توجيه الناشئة درءاً للوصول إلى مرحلة إدمان الألعاب الالكترونية بما فيها من مخاطر وسلبيات قد تودي بحياة المدمن إلى الهلاك، فيكون العلاج حينها أمرا لا فائدة منه وهذا ما لا نرجوه أبداً.