صحة الأطفال
الأطفال الانتقائيون للطعام: العلامات والطرق للتعامل معهم
يعتبر الأكل الانتقائي سلوكًا شائعًا في مرحلة الطفولة المبكرة، مما يجعل الوالدين يشعران بالإحباط والارتباك بشأن كيفية التعامل مع الطفل بشكل صحيح. ما هي انتقائية الأكل وما هي العوامل المحفزة والوقائية لها؟
هل يعتبر طفلي انتقائي ومن الصعب إرضاؤه في الطعام؟
للإجابة على هذا السؤال، يحتاج المرء إلى فهم أنه لا يوجد تعريف موحد عالمي للأكل الانتقائي، ولا توجد أداة واحدة معترف بها على نطاق واسع لتحديد ذلك. أحد التعريفات الشائعة للأكل الانتقائي هو "استهلاك مجموعة متنوعة غير كافية من الطعام من خلال رفض مجموعة كبيرة من الأطعمة المألوفة وغير المألوفة".
ومع ذلك، فإن هذا التعريف يميز بشكل مهم بين سمات الانتقائية في الأكل مقابل الخوف من الأطعمة الجديدة (المعروف أيضًا باسم رهاب الطعام)، وكيف أنه من المهم لمقدمي الرعاية فهم هذا التمييز حتى لا يتم تصنيف الطفل بطريقة خاطئة على أنه من الصعب إرضاؤه في الطعام. فيما يلي تفاصيل أكثر عن ذلك.
ما هو رهاب الطعام؟
الخوف من الطعام هو الخوف أو الإحجام عن تناول الطعام أو تجربة طعام جديد. يمكن أن يحدث هذا لجميع الأطفال عندما يكبرون حتى يصبحوا أكثر وعيًا بالخصائص الحسية للأطعمة الجديدة، ولا ينبغي وصفها بأنها انتقائية في الأكل. في الواقع، من وجهة نظر تطورية، من المتوقع أن يظهر الأطفال الصغار رفضًا أوليًا للطعام للتأكد من أنه ليس ضاراً.
إلى جانب ذلك، قد يتم تصنيف الأطفال الصغار بشكل خاطئ على أنهم انتقائيون في الأكل عندما يكبرون من الرضاعة إلى سنوات الطفولة وما بعدها. خلال ذلك الوقت، يتباطأ معدل نمو طفلك، وكذلك تنخفض شهيته. عندما يزداد وعيهم بالطعام، سيبدؤون في تطوير تفضيلاتهم الفردية، وسيصبح تناول طفلك الصغير للطعام حذرًا وغير متوقع وانتقائي، وهذا يعتبر جزءاً طبيعياً من نموهم.
الآن لجميع الآباء القلقين على أبنائهم، كن مطمئنًا أنه حتى أكثر الأطعمة التي يرفضها الطفل سوف يتقبلها في نهاية الأمر من خلال التعرض المتكرر لها! تشير الأبحاث إلى أن الطفل سيقبل الطعام بعد حوالي 10-20 مرة، حيث يتلاشى قلق الطفل تجاه الطعام الجديد تدريجيًا.
إذن ما هو الفرق بين السلوكيات التي نلاحظها في "الأكل العادي" و "الأكل الانتقائي"؟ لمعرفة ذلك، انظر الجدول أدناه.
الأكل الطبيعي |
الأكل الانتقائي |
يتقبل هذا النوع من الأطعمة في يوم ويرفضه في يوم آخر. |
لا يقبل أن يأكل إلا أكله المفضل فقط |
يأكل كمية قليلة في بعض الأوقات |
يشعر بالاستياء عند رؤية صنف جديد من الطعام |
يتذوق الصنف الجديد؛ ومن ثم يقوم بإبعاده |
يتذمر وقد يبكي على طاولة الطعام |
رؤية الطعام عدة مرات قبل تذوقه |
قلق الطفل بخصوص قدرته على تناول الطعام خارج المنزل |
الآن بعد أن عرفنا الفرق بين الأكل العادي والأكل الانتقائي، دعونا نلقي نظرة على العوامل المرتبطة مباشرة بالأكل الانتقائي.
ما هي العوامل التي قد تزيد من احتمالية انتقائية الأكل؟
- الضغط
عندما يشعر الأطفال بالضغط من أجل تناول الطعام، فمن المرجح أن يأكلوا كميات أقل. يمكن أن يبدو أسلوب الضغط مماثلاً للآتي "جربه من أجلي من فضلك"، أو "خذ قضمه فقط"، أو "كل هذه ، فهي صحية".
في الواقع، وجدت إحدى الدراسات أنه عندما تم توجيه تعليمات للأطفال في سن ما قبل المدرسة بتناول البسكويت لأنها "صحية"، فإنهم يأكلون كميات أقل منها. على العكس من ذلك، عندما لا يتم إعطاء تعليمات، يأكل الأطفال أكثر.
- المكافآت
تقديم مكافأة مقابل تناول الطعام - "إذا أكلت البروكلي، ستحصل على قطعة من الكوكيز"! عند استخدام المكافآت، سيقل إعجاب وقبول الطعام الذي سيتم تناوله، ويبدأ الطفل في كره الطعام.
- التربية السلطوية
السيطرة المفرطة والضغط الذي يجرد الطفل من أي شعور بالاستقلالية. مثال على ذلك "قم بالأكل وإلاَّ" هذا يمكن أن يجعل الطفل أكثر انتقائية تجاه الأطعمة المقدمة عندما يسعى الطفل جاهدًا للاستقلالية والشعور بالذات، وبهذه الطريقة يشعر بأنه محروم من خلال أسلوب التربية السلطوية.
- قلق / اكتئاب الوالدين:
إذا كان أحد الوالدين قلقًا أو مكتئبًا، أو أظهر سمات طعام انتقائية أثناء تناول الوجبات، فمن المرجح أن يكون الطفل انتقائيًا؛ لأن الطفل سوف يشعر بالإحباط حول وقت تناول الطعام.
ما هي العوامل الوقائية التي تخفف من انتقائية الأكل؟
- الوجبات العائلية
تناول وجبات الطعام على المائدة كعائلة، ويشمل ذلك تناول الطفل لما يأكله الوالد خلال أوقات الوجبات المقررة حيث يتعلم الأطفال من تقليد عادات والديهم. الأكل لا يتعلق فقط بالطعام المقدم، إنه يتعلق بخلق تجربة إيجابية مشتركة تعزز التواصل الاجتماعي.
- الأبوة والأمومة المستجيبة
توفير نظام للوجبات واختيار الطعام مع الثقة أيضًا في أن الطفل سيعرف مقدار ما يأكله. تجنب الضغط أو الرشوة أو استخدام الطعام كمكافأة.
- إشراك الطفل في تحضير الوجبة
عند تعريض الطفل للطعام قبل الأكل، مثل إشراكه في إعداد وجبات الطعام وطهيها، هذا سيتيح له الإلمام بالطعام المختار حتى قبل تناوله، مما يجعله مقبولاً أكثر.
بصورة عامة، من المهم أن ندرك أنه لا يجب تصنيف جميع الأطفال بشكل افتراضي على أنهم انتقائيون ومن الصعب إرضاؤهم في تناول الطعام.
عوضا عن ذلك، يجب على مقدمي الرعاية فحص التغييرات التي يمكن إجراؤها بخصوص أمور التغذية للحفاظ على بيئة تغذية إيجابية للطفل، خالية من صراعات وقت الطعام.
تأكدي من طلب المساعدة من محترف يمكنه العمل بشكل تعاوني لحل العوامل التي قد تعيق تجربة التغذية السلسة.