صحة المرأة
العمليات التجميلية النسائية وأنواعها
أقبلت العديد من النساء في السنوات الأخيرة على إجراء عمليات تجميل الأعضاء التناسلية. وذلك لأسباب عديدة منها الولادة المتكررة، والتأخر في العمر ووجود مشاكل مهبلية تؤثر على العلاقة وغير ذلك من الأمور.
كما أن زيادة الطلب على هذه الجراحات ينبع أيضاً من مشاهدة النساء لمواقع الإنترنت والتلفزيون، الأمر الذي زاد الوعي لديهن للشكل الذي ينبغي أن يظهرن به، وذلك رغبة من المرأة في إرضاء نفسها ورفع الثقة بذاتها، بالإضافة إلى تحسين العلاقة الزوجية.
فقد أثبتت الدراسات القليلة المتوفرة تضاعفاً في أعداد النساء المقبلات على مثل هذه العمليات في السنوات العشر الأخيرة
فما هي أنواع العمليات التي تجرى للمرأة في هذا المجال؟
تجرى بعض العمليات التصحيحية في حالات التشوهات الخلقية أو الحروق والحوادث، وتشمل:
- عمليات رفع تهبيطات جدار المهبل الأمامي أو/والخلفي.
- معالجة سلس البول أو هبوط الرحم وتصليح ما يترتب على ذلك من مشاكل صحية.
- الإجراءات التجميلية التي سنتطرق إلى تفاصيلها
تتعرض عضلات المهبل إلى الارتخاء من تأثير الحمل والولادة أو بعد انقطاع الدورة الشهرية ونقص هرمون الأستروجين، مما يؤدي إلى الشعور بالترهل وعدم الإحساس بالرضا أثناء الجماع من الطرفين، بالإضافة إلى كثرة الإفرازات مما يزعج المرأة ويضطرها إلى اللجوء إلى عملية تضييق للمهبل.
تُنصح النساء عادةً باللجوء إلى تمارين الحوض الاحترازية لفترة من الزمن لمحاولة شد عضلات وجدار المهبل، بالإضافة إلى الوقاية من سلس البول، ولكن عند زيادة الضعف وعدم الاستجابة يتم اللجوء إلى إجراء العملية عن طريق واحدة من هذه العمليات:
- التدفئة الحرارية أو التسخين (Laser or radiofrequency): تعمل على تضييق أنسجة المهبل الداخلية والألياف مثل الكولاجين، مما يؤدي إلى تقلص المنطقة والشعور بالشد وتحفيزها على التجدد.
يتم هذا الإجراء في العيادة لمدة لا تتجاوز ١٠-١٥ دقيقة وبدون تخدير لأنها غير مؤلمة. لا يوجد دراسات كافية على فعاليتها في معالجة الارتخاء، ويفضل إجراءها في فترة ما بعد الولادة وذلك وقاية من الارتخاء وللحصول على نتائج أفضل يجب الالتزام بعدد الجلسات المحدد، من بعض أعراضها الجانبية الحروق، الآلام المستمرة أو الألم خلال الجماع.
- تضييق المهبل جراحياً (Vaginoplasty/ perineoplasty)، وذلك عن طريق شد العضلات الداخلية والأغشية المخاطية المهبلية واستئصال الجزء المترهل للتخلص من التوسع في جدار المهبل، بالإضافة إلى تضييق الفتحة الخارجية للمهبل وتجميل الأعضاء الخارجية.
تجرى هذه العمليات في المستشفى تحت التخدير من قبل طبيب النسائية المختص، وتحتاج ما يقارب الساعة من الوقت. ومن أهم أعراضها الجانبية: الألم، التهاب الجرح أو عدم التئامه، وينصح باتباع تعليمات الطبيب في فترة ما بعد الجراحة، حيث يجب الاعتناء بنظافة المنطقة، بالإضافة إلى الامتناع عن الجماع لفترة ٤-٦ أسابيع.
- تجميل الشفرتين تعد من أكثر التدخلات شيوعاً بين النساء بكافة الأعمار، إما لوجود عدم تناسق في حجم الشفرتين منذ البلوغ أو من أثر تغيرات الحمل والولادة والترهل وتتم بعدة طرق منها:
- عملية الـ Labioplasty، هي عملية جراحية يتم إجراؤها في المستشفى تحت التخدير الموضعي أو العام من قبل جراح النسائية المختص، حيث يتم استئصال الأجزاء الزائدة في منطقة الشفرتين وخياطتها بخيوط جراحية حساسة للمحافظة على المظهر التجميلي. تحتاج العملية من ٣٠إلى٦٠ دقيقة ويجب اتباع تعليمات العناية من الطبيب. من بعض أعراضها الجانبية الألم خلال الجماع، فقدان الإحساس بالمنطقة أو الالتهاب.
- عملية الـ clitoral hood reduction، تتم العملية الجراحية عادة مع العملية السابقة لاعتقاد البعض أنها قد تحسن الإحساس لدى المرأة خلال الجماع.
- حقن مادة الفيلر أو أنسجة دهنية من جسم المرأة نفسه في الشفرتين لخلق مظهر متناسق وغير مترهل، يتم الإجراء في العيادة بوضع مخدر موضعي من قبل الطبيب (labial augmentation) . يعتبر الإجراء مؤقت لأن مادة الفيلر تنتهي فعاليتها خلال ٩-١٢ شهر.
هناك بعض الأسباب الوظيفية التي قد تدعو المرأة إلى اللجوء إلى الإجراءات التجميلية منها:
- عملية الـ G Spot amplification، حيث يتم حقن مادة الفيلر أو أنسجة دهنية من المرأة في منطقة الـ G spot لتحسين الرغبة الجنسية عند المرأة. لا توجد أيضا دراسات كافية لتأكيد فعالية العملية.
- حقن مادة البوتوكس في جدار المهبل في حالات الـ vaginismus أو التشنج اللاإرادي في جدار المهبل مما يعيق إتمام عملية الجماع. هناك بعض الدراسات التي تعتبر هذا الإجراء حل جذري للمشكلة ولكن تأثيره مؤقت حيث يجب تجديد العملية كل ٦-٩ شهور.
- جلسات الليزر لمعالجة سلس البول عند النساء؛ تجرى هذه الجلسات بالعيادة بدون أي ألم وتلجا الكثير من النساء لها بالرغم من عدم وجود أي دراسات على مدى فعاليتها أو درجة التحسن في التحكم بالمثانة البولية.
يجب على المرأة عند الرغبة في الحصول على إجراء أو عملية تجميلية اللجوء إلى طبيب حاصل على التدريب الكافي لإجرائها، واتباع رأي وتعليمات الطبيب فيما يتعلق بالحاجة إلى إجراء العملية وتعليمات العناية وأخذ الاحتياطات اللازمة، والتأكد بأن اللجوء لإجراء جراحي عادة ما يكون الحل الأخير للمشاكل التي تعاني منها.
يجب على الطبيب أيضاً تقييم المريضة بشكل كامل من الناحية النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى التقييم الجسدي والسريري لمعرفة الأسباب المؤدية إلى لجوئها لطلب الإجراء التجميلي، وطمأنتها بأن الاختلافات الجسدية بين النساء تعتبر طبيعية، وذلك لتأكيد حاجتها للتدخل الطبي واختيار العملية المناسبة وتزويدها بالمعلومات الكافية من حيث نسبة نجاح العملية في تحسين الأعراض.
بما أنه لم تتوفر الدراسات الكافية لأي من الإجراءات المذكورة، ينبغي على الطبيب أيضاً التأكيد بأنه يمنع أي من هذه الإجراءات التجميلية لمن هي أقل من عمر ١٨ عاماً، وذلك لأن جسم المرأة يمر بتغيرات كثيرة منذ فترة البلوغ لحين اكتمال النمو الجسدي والعقلي والنفسي مما يؤثر على نسب النجاح وقدرتها على اتباع التعليمات المناسبة.
وأخيرا تنصح النساء بعدم اللجوء إلى مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات والنصيحة الطبية، محاولة اللجوء إلى أصحاب الاختصاص لأخذ المعلومات والعلاج اللازم.