صحة المرأة
ثقي بي... لا يوجد حمية غذائية واحدة تناسب الجميع
الحقيقة هي أن كل شخص منا منفرد بنظام غذائي يتناسب مع التركيبة الجينية الخاصة به وهو ما يُعرف بالتفرد الكيميائي الحيوي (Bio-individuality). لابد أنك لاحظت بصورة أو بأخرى بأن الغذاء الذي يحتاجه الطفل أو المراهق يختلف تماماً عن الذي يحتاجه الرجل أو المرأة. كما تختلف احتياجات الجسم للغذاء حسب الجهد وطبيعة العمل.
ومع ذلك، فقد شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً للعديد من حميات إنقاص الوزن "الرجيم" التي لا تأخُذ بالحسبان الاختلافات الفردية. بدايةً من الحميات الغذائية عالية الكربوهيدرات في السبعينيات إلى الحميات الغذائية منخفضة الدهون في الثمانينيات، ووصولاً إلى الحميات الغذائية الغنية بالبروتينات في فجر القرن الحادي والعشرين. الأمر الذي جعلني أتساءل كيف يمكن لخبراء التغذية أن يدّعوا أن هذه الحميات أو ما يعرف بالروجيم تناسب الجميع؟ وما هي الحمية المناسبة لكل شخص ؟
الجدير بالذكر أن هنالك العديد من العوامل التي تشكل المظاهر الغذائية الفردية، وسنقوم في هذا المقال بالتطرق إلى العوامل الرئيسية منها:
- عمليات الهدم والبناء (الأيض):
تعد عمليَّة الأيض، أو معدل تحويل الطعام إلى طاقة، إحدى أهم العمليَّات الحيوية التي تشكل مظاهر التغذية الفردية. ولذلك من المهم معرفة معدل الأيض في الجسم لتحديد كمية السعرات الحرارية المناسبة للشخص. ببساطة، فإن معدل الأيض هو المسؤول عن حرق السعرات الحرارية في الجسم، أو تخزين سعرات حرارية إضافية بحسب معدل نشاط الأيض.
ربما تلاحظ أن المراهقين يُقدمون على تناول مختلف أنواع الأطعمة مثل البرجر، والبطاطس المقلية، ومخفوق الحليب والمثلجات في وقت واحد دون الشعور بالتخمة أو عسر الهضم. السبب هو أن المراهقين عادةً ما يكون لديهم معدل أيضٍ أعلى من البالغين، ولهذا فهم قادرين على حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع.
- فصيلة الدم:
تؤثر فصيلة الدم أيضًا على مظاهر التغذية الفردية، إلى أن الكثير من الناس يجهلون فصيلة دمهم بالرغم من أهميتها في تحديد الغذاء الذي يتوافق مع الجسم. فصائل الدم الأربعة الرئيسة هي A، B، AB، O، ولكل فصيلة من هذه الفصائل ما يناسبها وما قد يضرها من الأطعمة والحميات الغذائية.
ولذلك، فإن تناول الطعام الذي لا يتوافق مع فصيلة دمك قد يؤدي إلى مشاكل صحية. مما يوضح كيف أن الطعام الذي يناسب أحدهم قد يسبب تسمماً غذائياً لشخص آخر.
موضوع التفرد الكيميائي الحيوي يَسهُبُ شرحه، ويدخُل في حياتنا اليومية بشكل كبير. لذا وَجَبَ الحِرصُ علينا ودراسة أي برنامج غذائي ومدى مناسبته لأجسامنا قبل المباشرة في تطبيقه.