صحة المرأة
الإجازة طويلة جداً... كيف يمكنك الاستمتاع بها؟
حسناً، انتصفت إجازة الصيف تقريباً، ولاحظت أن لسان الحال لدى معظم الأمهات في هذه الفترة يقول: "متى تنتهي الإجازة ويعود أبنائي إلى مقاعد الدراسة وإلى روتينهم اليومي لكي أرتاح؟!"
ورغم أنني لا أعيش مشكلة "الإجازة" تحديداً، إلا أنني أقوم بالتعليم المنزلي لطفلتي، ولذا فهي معي طوال الوقت داخل المنزل وخارجه إلا فيما ندر. بالتالي، فإن الاستثناء الخاص بالإجازة هو حياتنا اليومية العادية! لذا، ورغم أنني كنت قد كتبت مقالاً بعنوان ٨ أفكار لصيف مفيد وممتع مع أطفالكم، إلا أنني وجدت أنه من المفيد كتابة مقال إضافي، إلا أنه هذه المرة يضع الأم في الحسبان لموازنة الأمور.
إذن، كيف تجعلين بقية الإجازة ممتعة لكِ تحديداً وتجدين فيها وقتاً لكِ، وقضاء العطلة مع تطوير شخصية أبنائك ومراعاتك لوقتك في الوقت نفسه؟
- التخطيط، ثم التخطيط، ثم التخطيط: من المهم أن تعملي باستمرار على التدرب على مهارة التخطيط لديكِ؛ سواءً في تنظيم كيف " أقضي وقتي" ، أو ما ستفعلينه في الفترة القادمة، أو ما تريدين العمل عليه مع أبنائك. كما أن التخطيط سيساعدك في رؤية كم أنجزتِ من أمور وكم لم تنجزي بعد، وما الذي يمكنك العمل عليه لكي تتمكني من تعديل خططك لتصبح أكثر واقعية، أو لزيادة دافعيتكِ، أو حتى لطلب المساعدة في الأمور التي يصعب عليكِ إنجازها وحدكِ.
- وقتك الخاص: علمي أبناءك أنهم حتى لو كانوا في إجازة فإن هذا لا يعني أن يطلبوا منكِ القيام بكل شيء يريدونه! وخصصي لنفسك بعض الوقت للاسترخاء نصف ساعة أو ساعة في أوقات النهار (صباحاً أو ظهراً أو مساءً، أو حتى جميعها!)، وأخبري أبناءك أن هذا الوقت لكِ فقط، وأن مقاطعتكِ لا يجب أن تكون إلا للضرورة القصوى. خططي مسبقاً لإشغالهم بأنشطة مفيدة أو ألعاب متنوعة في ذلك الوقت، واجعلي هذا الوقت لكِ فقط: للاسترخاء، أو القراءة، أو الخروج وحدكِ إن أمكن، أو شرب قهوتك في هدوء، أو الحديث مع زوجك... إلخ
- القراءة: رغم أن كثيرين لا يلجؤون إلى القراءة إلا للضرورة، حتى أن بعض الأشخاص لم يمسكوا كتاباً مفعماً بالمعلومات منذ أن أنهوا سنوات الجلوس على مقاعد الدراسة، إلا أن القراءة لها فوائدها الكبيرة في التطوير الذاتي المستمر، وفي استقطاع وقت للاسترخاء والتقليل من التوتر. وإن كان ما تقرئين عنه يتعلق بأمر يهمكِ حالياً وتطبقين ما فيه أولاً بأول، فسوف يساعدك ذلك في تطوير نفسك وإضافة مهارات جديدة إلى مهاراتك. كما أنكِ بهذا تكونين قدوة لأبنائك بحيث توضحين لهم أن القراءة لا تقتصر على الكتب المدرسية ولا تقتصر على الفصول الدراسية فقط بل في الإجازة ايضا ، بل تمتد إلى ما بعدها. يمكنكِ حتى الاتفاق معهم على تخصيص وقت يومي للقراءة في موضوع واحد أو مواضيع مختلفة، ثم مناقشة أفكاركم معاً حول ما تعلمه كل منكم وما وجده مثيراً للاهتمام، أو حتى ما لم يعجبه!
- منح بعض المهام المنزلية لأبنائك: معظم الضغط الواقع علينا كأمهات يعود إلى أننا نقوم بكل شيء تقريباً لكل فرد في الأسرة. وهذا في الواقع خطأ كبير. لذا، ابدئي بتحميل أبنائك بعض المسؤوليات التي تبدأ من إجازة الصيف وتستمر معهم حتى في أيام المدرسة. يمكنك التخطيط لهذا مسبقاً كل عام حسب قدرات أبنائك وأعمارهم. ومن المهام التي يمكنهم البدء بها مهما كان عمرهم: ترتيب السرير صباحاً، تجهيز الطاولة للوجبات ووضع الأطباق في الحوض عند الانتهاء من تناول الطعام، وضع الغسيل في الغسالة أو إخراجه ونشره، إعداد وجبة خفيفة لأنفسهم (أو يمكنك للأطفال الأصغر سناً تخصيص درج أو منضدة بحيث تجهزين عليها وجباتهم الخفيفة المفضلة لكي يتمكنوا من أخذها مباشرة دون إزعاجك كلما شعر أحدهم بالجوع)، تجميع أكياس القمامة من المنزل لرميها في الخارج، تخصيص 10 دقائق أو 20 دقيقة يومياً لترتيب غرفتهم أو ألعابهم. هذه بعض الاقتراحات فقط، إلا أنكِ أدرى بأبنائك وبما يمكنهم القيام به!
- التعرف على شخصيات أبنائك: في الواقع، هذا الأمر مهم جداً خلال فترة إجازة الصيف، إن كنت تتسائلين "كيف أقضي وقتي " مع أولادي في فترة الأجازة فهذا الوقت هو الذي تمضين فيه مدةً طويلةً معهم مقارنةً بأيام الدراسة. لذا، فإن الفرصة مواتية هنا لكي تتعرفي على أبنائك بشكل أفضل وما هي أحلامهم وطموحاتهم وآمالهم، وكيف يفكرون، ومن هم أصدقاؤهم وكيف يتأثرون بهم. يمكنك أيضاً مشاركتهم بعض قصصك الخاصة حين كنتِ طالبة لكي يتعرفوا عليكِ أكثر هم أيضاً، وبعض الأمور التي استفدتها في حياتك والتي تودين أن تنقليها لهم بطريقة سلسة من خلال سرد ما مررتِ به بدل مجرد النصح الذي قد لا يلقى لديهم الوقع نفسه. ادخلي عالمهم بمعرفة ما يحبون والقيام ببعض الأنشطة التي يستمتعون بها معهم، واسمحي لهم بدخول عالمكِ والتعرف عليكِ أكثر، خصوصاً للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن العاشرة والذين بدؤوا طور المراهقة؛ فهذا الأمر مهم جداً في بدء علاقة صداقةٍ قوية بينكم.
أتمنى أن تفيدك هذه الأفكار في إكمال إجازة الصيف بروح مختلفة، وأن تزيد من التقارب بينك وبين أولادكِ مع منحك مساحة خاصة بكِ في الوقت نفسه.