صحة المرأة
كيف تعرفين أنك مصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
"د. ليندا، يجب أن أشعر بالفرح والمتعة لكوني أصبحت أماً، لكني أشعر بعكس ذلك تماماً أنا متوترة طوال الوقت، ولا أملك الطاقة الكافية لتحمل ذلك، لا أعتقد أني أستطيع الاستمرار"
عادةً ما أجيب هذه الأم ومثيلاتها من الأمهات أن تراجع طبيبها الخاص بأسرع وقت، فيبدو أن الأعراض التي تمر بها هي أعراض إكتئاب ما بعد الولادة، الذي يصيب 15% من الأمهات بعد ولادتهن. حيث يعد إكتئاب ما بعد الولادة "Postpartum Depression" اضطراباً خطيراً لا يؤثر عليك وحسب وإنما يؤثر على طفلك وعلاقتك بزوجك. وكلما سارعت في تلقي العلاج كلما كانت النتائج أفضل بالنسبة لك ولعائلتك.
ما هي أعراض إكتئاب ما بعد الولادة؟
إن معرفتكِ لهذه الأعراض ستساعدك أنت وزوجك أن تميزوها بشكل أسرع وأسهل، وبهذا تستطيعين الحصول على الدعم الذي تحتاجينه مباشرةً.
فعليكِ أن تراجعي الطبيب للتأكد من إصابتك بإكتئاب ما بعد الولادة إذا كنت تعانين بشكل يومي ولمدة أسبوعين تقريباً أكثر من ثلاثة أعراض مما يلي:
- تشعرين بالحزن وبفقدان الأمل.
- ذهاب المتعة بالحياة، فأنت لا تستمتعين بالأشياء التي كانت تفرحك وتمتعك سابقاً، أي أنك لا تستمتعين بأي شيء مهما كان.
- خسارة في الوزن (ما يقارب الـ 5% أو أكثر من وزنك دون اتباعك لأية حمية معينة).
- لا تستطيعين النوم، أو أنك تكثرين منه.
- الشعور بالعصبية وسرعة الانفعال والغضب.
- الشعور برغبة دائمة في الاستلقاء.
- الشعور بالتعب وفقدان الطاقة.
- احساسك بالذنب وبأنك عديمة الفائدة.
- لا تستطيعين التركيز على أي شيء.
- تفكرين كثيراً بالموت (عندما تصلين للحظات كهذه عليك طلب المساعدة فوراً)
- تصيبك الوساوس وتشعرين بالقلق الشديد على طفلك فتأخذينه إلى الطبيب مراراً، فيكون الطفل سليماً في كل مرة.
- لا تشعرين أنك مهتمة بطفلك.
- تشعرين بالتعب وبإرهاق شديد يمنعك من الاستمرار.
- تشعرين أن طفلك صعب جداً وأنك لا تستطيعين التأقلم مع هذه الحياة الجديدة.
- لا تهتمين بنفسك، فتهملين نظافتك الشخصية ولا تلتزمين بمواعيد الطبيب والمراجعات بعد الولادة.
- تشعرين بالفشل وبأنك أم سيئة غير قادرة على الاعتناء بطفلك.
- جميع أعراضك هذه لا تتحسن عندما تأخذين وقتاً للراحة بعيداً عن كل مسؤولياتك.
- تشعرين أن زوجك لا يفهمك، أو أنه لا يهتم بك، وهذا صحيح أنه قد لا يفهم اكتئاب ما بعد الولادة ولكن ليس صحيحاً أنه لا يهتم.
كيف تكونين عرضة للإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة؟
إن معرفتكِ بالعوامل التي تسبب خطر الإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة سيساعدك أنت أو من حولك في التعرف على الأعراض مبكراً، وهذه العوامل تشمل:
- أن تلد الأم وهي في عمر صغير (أقل من 25 سنة)
- أن تكون الأم عزباء، منفصلة عن زوجها أو أرملة.
- أن يكون هناك تاريخ من الاضطهاد تعرضت له الأم، سواء كان جسدياً أو عقلياً أو عاطفياً.
- إذا كانت الأم من النوع الذي يقلق بشكل كبير.
- إذا كان في تاريخ عائلة الأم من أصابها اضطراب ما بعد الولادة او اضطرابات نفسية أخرى.
- إذا كانت الأم رافضة لفكرة الحمل من البداية.
- إذا كانت الأم من النساء اللاتي يعانين من متلازمة ما قبل الحيض "Premenstrual syndrome".
- إذا كانت الأم تعاني من مشاكل صحية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة خلال الحمل، وغيرها من الأمراض التي قد تظهر خلال فترة الحمل.
- أن تعاني الأم من مشاكل في النوم خلال الحمل.
- إذا ولدت الأم في فصل الشتاء.
- إذا عانت الأم من مشاكل في الرضاعة الطبيعية واضطرت أن تتوقف عن ذلك في وقت مبكر.
- ان تعاني الأم نتيجة لسلوكيات طفلها الصعبة مثل قلة النوم والمغص والبكاء المفرط لأي سبب كان.
عادة ما تشعر الأمهات المصابات بإكتئاب ما بعد الولادة أن الأمور ليست على ما يرام، فيصيبهن التعب والإرهاق والحزن، دون ان يدركن أن هذه مشكلة صحية حقيقية. والسبب في ذلك هو شعورهن بالذنب وبالخجل لأنهن لم يعشن ذلك الحب الغامر مع أطفالهن مثلما يشاهدن في الإعلانات التلفزيونية أو كما يسمعن من غيرهن من الأمهات، ولهذا فهن لا يطلبن المساعدة!
وكما قلت سابقاً إكتئاب ما بعد الولادة لا يؤثر عليك وحسب وإنما يؤثر على طفلك وعلاقتك بزوجك. لذا وفري علي نفسك كل هذا العناء، فإن تلقيك للعلاج سيحمي طفلك من أية آثار سلبية ممكنة، وسيساعدك على التحسن والحفاظ على علاقة زوجية صحية وحيوية.
إذا كنت أنت أو زوجك تشكان بأنك ربما تعانين من أية أعراض تدل على إكتئاب ما بعد الولادة، عليك التحدث إلى طبيبك فوراً لتحصلي على المساعدة.
طرق العلاج
ينبغي أن يكون علاج إكتئاب ما بعد الولادة شاملاً لكل الجوانب الحياتية التي يؤثر عليها من الأم إلى العائلة ككل. وتعد الأدوية والعلاج النفسي أو مزيج بينهما هي الطرق الأكثر شيوعاً للعلاج. سأتحدث في مقالات لاحقة بإسهاب عن طرق أخرى شاملة لعلاج إكتئاب ما بعد الولادة.