صحة المرأة
حقيقة أم خرافة، الجماع يسبب التهاب المثانة لدى المرأة؟
يعتبر التهاب المثانة الشكل الأكثر شيوعاً بين التهابات المسالك البولية الناجمة عن حدوث عدوى بكتيرية في البول عادة ما تسببها بكتيريا الإشريكية القولونية (E.coli)، والتي تشكل جزءاً من البكتيريا المعوية النافعة، ولكن بمجرد دخولها عبر مجرى البول تتسبب في حدوث عدوى التهابية في الجهاز البولي.
في الواقع، يتعرض ما يقارب 50 % من النساء للإصابة بعدوى التهابات المسالك البولية البكتيرية بما في ذلك التهاب المثانة مرة واحدة على الأقل خلال أحد المراحل العمرية في حياتهم (لا سيما في سن العشرينيات)، كذلك فإن نسبة الإصابة لدى النساء تفوق الرجال بحوالي الـ 10 مرات
ويعزى السبب في ذلك إلى عدة أمور من أهمها:
1. التشريح البدني لجسم المرأة:
هناك عدة اختلافات تشريحية تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية مقارنة مع الرجال، ومنها :
-
قصر المسافة بين فتحة الشرج وفتحة البول، مما يتيح للبكتيريا الانتقال بسهولة من البراز والدخول عبر مجرى البول.
-
قصر طول الإحليل (مجرى البول)، وهو الأنبوب المسؤول عن خروج البول من المثانة إلى خارج الجسم، مما يسمح للبكتيريا بالوصول بشكل أسهل وأسرع إلى المثانة.
2. فترة الحمل:
تحدث الالتهابات لدى المرأة خلال فترة الحمل ونتيجة للاختلافات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة , إحداها التهاب المسالكك البولية .
3. استخدام موانع الحمل:
مثل مبيدات النطاف التي تسبب تهيج المنطقة التناسلية وقتل البكتيريا النافعة فيها.
4. فترة ما بعد انقطاع الطمث:
وذلك بسبب التغيرات الهرمونية وتراجع مستوى هرمون الاستروجين الذي يلعب دوراً في الحفاظ على الأنسجة المهبلية، بحيث تصبح الأنسجة المبطنة للمهبل والمجرى البولي أكثر جفافاً ورقة، وبالتالي فقدان قدرتها على مقاومة العدوى.
بناء على كل ما سبق، يمكننا القول بأن المرأة النشطة جنسياً هي الأكثر عرضة للإصابة بعدوى التهابات المسالك البولية، والتي تشمل عدوى التهاب المثانة
سنتطرق فيما يلي للحديث عن العلاقة بين ممارسة الجماع والإصابة بالتهاب المثانة لدى النساء، والطرق التي تساعد في تجنب حدوث ذلك.
كيف يمكن تفسير العلاقة بين ممارسة الجماع والإصابة بعدوى التهاب المثانة؟
تصاب العديد من النساء بالتهاب المثانة أو ما يسمى بالتهاب المسالك البولية نتيجة النشاط الجنسي وممارسة الجماع؛ وذلك بسبب انتقال البكتيريا عند الاتصال المباشر والاحتكاك مع الأعضاء التناسلية الذكرية، وكما ذكرنا فإن قصر المجرى البولي لدى النساء يساهم بوصول البكتيريا إلى المثانة بشكل أسرع وحدوث العدوى.
في بعض الأحيان تعرف هذه الحالة باسم التهابات شهر العسل او التهاب المثانة في شهر العسل، وهي حالة مرضية تنطوي على تعرض المرأة للإصابة بالتهابات المسالك البولية وبالتحديد التهاب المثانة بعد ممارسة الجماع لأول مرة، أو استئناف ممارسة الجماع بعد فترة زمنية طويلة من الانقطاع.
في معظم الأحيان، يعود السبب في ذلك إلى العفوية في ممارسة الجماع في الأيام الأولى حيث غالباً ما يحدث في غياب الاحتياطات الصحية اللازمة، كذلك فإن ممارسة الجماع بشكل متكرر أو لفترات طويلة يؤدي إلى حدوث تهيج والتهاب في المجرى البولي وبالتالي إلحاق الضرر ببطانة المجرى البولي، مما يسمح للبكتيريا بالدخول عبره بشكل أسهل والتسبب بحدوث التهاب المثانة ( التهاب المسالك البولية ) .
عادة، يصاحب التهاب المثانة الناجم عن ممارسة الجماع مجموعة من الأعراض المشابهة لالتهاب المثانة بمختلف الأسباب الأخرى، ومن ضمن هذه الأعراض:
-
الشعور بالألم أثناء الجماع وعدم القدرة على تحمل الإيلاج وإكمال العلاقة الحميمة.
-
الشعور بوجود حاجة ملحة للتبول بشكل متكرر حتى بعد القيام بإفراغ المثانة.
-
التبول المؤلم والشعور بالحرقة.
-
الإحساس بالألم أو الضغط أسفل الظهر وفي البطن.
-
تغير رائحة البول.
-
تعطر البول أو ظهور دم فيه.
كيف يمكن الوقاية من التهاب المسالك البولية بعد ممارسة الجماع؟
لا يمكننا القول بأن التوقف عن ممارسة الجماع هو الحل لتجنب الإصابة بالتهاب المسالك البولية أو ما يعرف بالتهاب المثانة، وإنما هناك العديد من التدابير الوقائية والتي من شأنها المساعدة في تقليل تراكم البكتيريا ودخولها عبر المجرى البولي وتقليل فرص الإصابة بعدوى المسالك البولية.
ومن هذه التدابير الوقائية:
-
التبول قبل ممارسة الجماع وبعده مباشرة، وذلك بهدف شطف المجرى البولي والتخلص من البكتيريا العالقة.
-
استخدام المزلقات الجنسية ذات القوام المائي لا سيما لدى النساء اللواتي يعانين من الجفاف المهبلي للتقليل من تهيج الأنسجة المخاطية أثناء ممارسة الجماع.
-
الاهتمام بالنظافة قبل ممارسة الجماع، وذلك بغسل الأعضاء التناسلية، وتنظيف فتحة الشرج مع الالتزام بتجنب المسح من الخلف إلى الأمام أثناء التنظيف بعد تمرير البراز لتقليل فرصة وصول البكتيريا إلى المجرى البولي.
-
تجنب استخدام المواد المعطرة، أو مزيلات العرق حول الأعضاء التناسلية، كذلك تجنب استخدام الدش المهبلي دون حاجة ضرورية (بحيث يوصى به من قبل الطبيب)، فكل هذا قد يسبب حدوث تهيج في المنطقة والقضاء على البكتيريا النافعة مما يسهل حدوث العدوى.
-
الإكثار من شرب الماء (ما يعادل 8 أكواب يومياً) للحفاظ على رطوبة الجسم، إذ يساعد ذلك في تخفيف كثافة البول ويسهل حركته مما ينظم عملية التبول ويقلل فرصة وصول البكتيريا الى داخل المجرى البولي.
-
ارتداء الملابس الداخلية القطنية الفضفاضة والابتعاد عن النايلون أو الملابس الضيقة التي تسبب تهيج المنطقة.
المراجع:
- The Link Between UTIs and Sex. Retrieved on the 17th of November, 2019. From, https://www.everydayhealth.com/urinary-tract-infections/the-link-between-utis-and-sex.aspx
- Cystitis.Retrieved on the 17th of November, 2019. From, https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/cystitis
- Honeymoon Cystitis.Retrieved on the 17th of November, 2019. From, https://www.zavamed.com/uk/honeymoon-cystitis.html
اقرئي أيضاً:
٤ عمليات تجميل المهبل الأكثر شيوعاً
هل تؤثر الولادة الطبيعية على العلاقة الحميمية؟
التهابات المسالك البولية مع الحمل
تأثير العادة السرية على العلاقة الحميمة
6 أفكار لقضاء ليلة رومانسية مع زوجك