الأعياد
لماذا نجهز بيوتنا لعيدٍ خالٍ من الزوار؟
بقلم: دعاء النابلسي، أم لطفل
عيدٌ لن نتمكن فيه من احتضان أحبتنا ومشاركة الطعام وليالي السمر معهم. لن نخرج من البيوت، ولن يقرع أبوابنا أحد. ومع ذلك نجد أنفسنا ملتزمين في طقوس استقباله من تجهيز المنزل، وتحضير الكعك والقهوة، وإن لم نتمكن من شراء الملابس تَوَجَّهنا إلى استحداث أفضل ما لدينا مسبقاً، فنعيد له رونقه لنرتديه.
ننشغل بهذه الطقوس وننسى لبرهة ما نحن فيه، فيستيقظ الوعي سائلاً: لماذا نجهز بيوتنا لعيد لن يزورنا فيه أحد؟
في زمنٍ بتنا نفكر ونحلل تصرفاتنا واستجاباتنا لم تعد أجوبة كـ "هذا ما وجدنا عليه آباءنا" تُشَكِّل أي دافعٍ لنا أو حتى تقنعنا، فأبحثُ إلى أن أجد السبب الحقيقي، ووجدته!
نحن نقوم بكل ما نقوم به استقبالاً للعيد وبَرَكَته، العيد الذي اعتدنا رؤيته في عناق الأحبة، وفي الهدايا والعيديات، العيد الذي تعودنا أن نحمله معنا ونطلقه في الشوارع والأسواق حتى التبس علينا الأمر واعتقدنا بأنه هو الهدايا والعيديات والشوارع والأسواق.
ليأتينا هذا العام حاضراً واضحاً لكن على هيئة أخرى نسيناها ولم نعد نميزها.
فالعيد في رائحة الخبز تدفئ أرواحنا، في التكبيرات تطمئن السمع والأفئدة، في صدقةٍ تَذهَبُ خفاءً إلى يد محتاج، في دعاءٍ صادقٍ يلامس القلب قبل أن ينطلق إلى السماء، وفي اجتماع العائلة الواحدة على مائدة إفطار صباحي افتقدناها، أو لعبة جماعية تتعالى فيها ضحكاتنا -أو مناوشاتنا- وتسطر ذكريات جميلة للغد.
العيدُ باقٍ ولا يمنعه ظرف من الوصول. ولعلها فرصتنا هذا العام لنتعلم مهارة البحث عنه واستشعاره في العادي جداً واللا معتاد، ولنعتمدها في الأعوام اللاحقة، وسندرك حينها كم نحن مغمورون في النِعَم والجمال.