قصص أمهات
!في فجر كل عيد أحتفل كطفلة صغيرة
بقلم: دعاء النابسلي، أم لطفل
كطفلة صغيرة أجالس أول خيوط الشمس، بانتظار سماع التكبيرات التي تأبى كل عامٍ إلا أن تأسرني بفرحها... يغادرني النوم ويتركني أتسامر مع طقوسي، فأذهب لتفقد ملابسي الجديدة، كل شيئ تمام التمام، ليتني اشتريت إكسسوار الشعر ليكتمل فيها هندامي، أمُرُ على ملابس طفلي الجميل، أتأكد من ترتيبها وجاهزيتها، أفرح بها جداً وأحسب عدد السنوات القليلة اللازمة كي يشاركني هذا الملاك سعادتي في العيد وطقوسه.
بعدها أُعَرِّجُ على المطبخ لاستراق حبة أو حبتين من الكعك الذي ضجت البناية برائحة خبزه مساء أمس، آكلُ أول حبة فخورة بإنجازي وأما الثانية فهي لإتمام لذةٍ ابتدأتها أختها،
ثم يبدأ بداخلي المونولوج المتعلق بموعد النوم، يجب أن أنام كي أتواجد مع العائلة على سفرة "فطور العيد" لن أسمح لنفسي بتفويته هذا العام فما العيد إلا مشاركة للفرح وهذه المرة سأشاركه إلى أقصى درجاته، فأعود أدراجي وأحاول النوم مجدداً وتبقى فرحتي بالملابس والكعك والعيديات ولمة العائلة على الموائد تسليني إلى أن أستسلم للنعاس أخيراً.
أتذكر حديثاً كان بيني وبين صديقة سابقة في المرحلة الإعدادية قالت لي حينها بأن عادة شراء الملابس وترقب العيد بعيني قط هي عادة طفولية تبهت مع السنين بازدياد المسؤوليات والوعي بما حولنا من نكسات وخيبات أمل،
ترى ألا زلتُ أقبع في مريول الطفولةِ أُطِلُ على الحياة من شباك السنين؟ أم أن السواد حولي لا يعنيني ولا يطفئني؟
كل عام وأنتم كالأطفال، عيونكم لا تلتقط إلا الفرح وقلوبكم تتسع لكل العالم