قصص أمهات
ماهية الأمومة والوجه الآخر لها
دعوني أبدأ بإخباركم بأنني لا اعتقد بأن هنالك واحداً...
هل سبق وأن استيقظت وشعرتِ بأنك تقدمتِ إلى الوظيفة الخطأ؟ نعم، إنني أُسمي الأمومة بوظيفة، وظيفة بدوام كامل غير مدفوع الأجر مع استنزاف جسدي وعاطفي كامل للعقل والجسد والروح.
الكثيرات منكن قد يصدرن حكمًا بعد قراءة ما ذكرت أعلاه، وقد تقفز العديد منكن إلى الاستنتاج بأنني قد أبدو كتلك الأم المثيرة للشفقة والجاحدة وغير السعيدة وما إلى ذلك.
ولكن ألسنا جميعنا كذلك في بعض الأحيان؟ نعم، أنا أعتقد بأننا كذلك.
لن أتطرق إلى الجوانب الوردية والمشرقة والجميلة للأمومة جميعها، ولكنني سأشارك معكن الجوانب الجيدة والسيئة، الجميلة والقبيحة، أي الحقيقة بوجوهها الكاملة.
أنا أم لثلاثة أولاد رائعين، أحدهم في العاشرة والآخر في الثامنة وأصغرهم في الثانية من العمر. كما أنني الأم الخارقة "سوبرماما" تمامًا مثلكن، ولكن، لنكن واقعيين الآن، إلى أي مدى نحن خارقات بالفعل؟ وإلى أي مدى نتسم بالمثالية والكمال؟
لنقف هنا للحظة، هل علينا بالفعل أن نكون خارقات ومثاليات؟ الجواب هو لا، فليس هنالك أم مثالية أو إنسان مثالي برأيي الشخصي.
أود أن أشارك معكن عزيزاتي كيف يمكن أن تكون الأمومة أكثر مما قد نحتمل وكيف أنني ما زلت لا أعرف بالضبط كيفية مواجهة ضغوطات الأمومة الكثيرة. وهو ما نميل جميعنا إلى فقدانه في بعض الأحيان فنبدأ بلوم أنفسنا وكرهها كذلك.
فإذن كيف نحافظ على هدوئنا؟ وكيف نتولى كافة الأمور من حولنا ونحن هادئات؟ إنني حقًا لا أملك الإجابة على هذه الأسئلة إلى الآن، ولكنني أؤمن بإمكانية الوصول إلى ذلك إذا حاولنا التركيز على ما هو مهم، وما يستحق ذلك.
دعنَ نتكلم عن الحب لدقيقة، الحب الذي نملكه لأطفالنا... تلك اللحظة التي تجلسين فيها وتأخذين بالبكاء وتبدئين بلوم نفسك على أمور في تربيتهم لم تجري كما أردت أو اللحظة التي تعلمين فيها من أعماق قلبك مقدار حبك لأطفالك، ومقدار تضحيتك لأجلهم. مجرد تفكيرك في هذه اللحظات ستحصلين على السلام الداخلي وقد تجدين حلولاً!
الحب...الحب هو الدواء الشافي وصانع المعجزات، وأنا أؤمن بأن الحب يشفي الجميع...
عندما بدأ أبنائي بالنضوج، بدأت الأمور بالتغير كثيرًا، بدأت أميل إلى التحدث والنقاش معهم بدلاً من الصراخ أو توجيه الأوامر، بدأت أشعر أنني أصبحت أكثر حكمة... وأنا متأكدة أنك ستشعرين بالأشياء ذاتها، وسوف تندهشين من ذلك بالفعل.
إن التحدي الذي يكمن في أن تكوني أمًا تقوم بكافة المتطلبات اليومية والمهمات المتعددة وإدارة كافة الأمور المتعلقة بالمنزل قد يكون مرهقًا جدًا، ولذلك أشعر بالاستسلام في بعض الأحيان وبأنني لا أستطيع القيام بالمزيد، ومن ثم يأتي يوم تشعرين فيه بأن عليك دفع نفسك لأداء الأفضل واستمرار المحاولة لإيجاد الحلول، لأنها هذه هي الحياة في النهاية، نواصل التعلم ونفشل ونسقط ومن ثم نتماسك ونعود للنهوض من جديد.
إن الرحلة طويلة ولكنها ممتعة، إنها صعبة ولكنها مليئة بالضحك والدموع ولحظات من الفخر وتذكرن دائمًا أيتها الأمهات العزيزات بأنكن لستن لوحدكن!