قصص أمهات
أحلى اثنين... هما طفليّ الصغيرين!
"قومي بإجراء اختبار حمل"- 4 كلمات غيرت عالمنا!!
كانت صغيرتي جنى تبلغ من العمر 8 شهور عندما طرح عليّ زوجي الاقتراح أعلاه. "ماذا؟ كم هذا مضحك؟ ذلك أمر مستحيل، أليس كذلك؟ إنه شيء سخيف، أليس كذلك؟ أوه، ولكن هل يمكن أن يكون صحيحاً؟ طفل آخر؟ مستحيل"؛ هذا بعض ما دار في رأسي من ملايين من الأفكار أثناء إجراء اختبار الحمل.
وفي عمر 17 شهرًا رحبت جنى بقدوم شقيقها عدنانو (كما تسميه) إلى هذا العالم، وهنا بدأت الرحلة!
ضِعف العناء وضِعف التعب وضِعف الجهد المبذول ولكن الأهم من ذلك كله ضِعف المرح... إن وجود طفلين دون سن الثانية يعني أن الأمر لن يكن سهلًا على الإطلاق، فالأمر أشبه بوجود توأمين إلا أن المشكلة أنهما ليسا توأمين بالفعل.
لديك طفل صغير (بسن المشي) في المنزل، قد بدأ للتو فهم كيفية التواصل مع العالم الخارجي وفي نفس الوقت لديك طفل حديث الولادة يعتمد اعتمادًا كليًا عليك طوال اليوم. نعم، القيام بإعداد الوجبات والاستحمام والنوم لكليهما إلا أن لكل منهما روتينه الخاص والذي يختلف بالمواعيد تمامًا عن الآخر.
وإلى جانب الغيرة المتوقعة، وجدنا أنفسنا مضطرين إلى التعامل مع حالات الإضراب عن الطعام والمرض المتكرر في المنزل، ومراحل جديدة من قلق الانفصال وغير ذلك الكثير. وبالنسبة إلينا كان التماسك هو المفتاح- حيث حاولنا الالتزام بالروتين المعتاد لدينا فيما يخص كافة الأمور التي سبق وذكرتها مهما كلّف الأمر! وهنالك حيلة أخرى وجدناها مفيدة خلال هذا الوقت وهي تقسيم العناية بالطفلين بين الأم والأب- وهذا منح جنى الشعور بأنها لا تزال "مميزة"، وحتى عندما تكون العناية بها من نصيب ماما، لا يزال بابا ملكها (وقد كان بابا يعتني بعدنان عندما لا تكون جنى متواجدة).
وعندما كبرت جنى قليلًا، وأصبح تدبر الأمر مع عدنان أكثر سهولة بعد عدة أشهر، زرعنا بذرة "الحب"- وهي بذرة لا تزال تنضج وتنمو بطرق جديدة متعددة وجميلة كل يوم!
"عدنان هو حبيبك"؛ "عليك العناية بعدنان"؛ "جنى وعدنان أفضل صديقان"– هذه كانت بعض العبارات التي كنا نذكرها ونكررها كل يوم وعند كل تصرف جيد مرارًا وتكرارًا! وأصبحت جنى مساعدة ماما الصغيرة- فهي تساعد ماما في التغيير لعدنان واستحمامه ووضعه في الفراش لينام؛ إننا لم نزرع أي خوف بل زرعنا الثقة فقط فيما يخص علاقة الشقيقة الكبرى ودورها.
وبلغ عدنانو فيما بعد السنة الأولى من عمره، وأصبح العالم جميلًا فجأة لأنهما اثنين! لا تتذكر جنى أي يوم لم يكن شقيقها في الجوار؛ وأصبح عدنان يرى في "زوزو" نموذجًا له وكل ما يتمناه هو أن يكون مثلها في كل يوم- واليوم وهما بسن الرابعة (تقريبًا) والثانية من العمر أعتقد بصدق بأن تقارب صغيريّ بالعمر هو أفضل هدية استطعت أن أقدمها لهما يومًا، كما أنني أصبحت على علم بأنه أينما أخذتنا الحياة سيظل هؤلاء الاثنان "أعز الأصدقاء" على الدوام.
بارككما الله يا ملاكيّ الصغيرين- متمنية لكما قضاء المزيد من المغامرات الجميلة يدًا بيد!