قصص أمهات
هكذا تحقق حُلمي.. سيدة أعمال مستقلَّة
أجرت المقابلة: سنا هاشم
اسمي عائشة من دولة الإمارات عمري 35 سنة متزوجة منذ ثماني سنوات و أُم لولدين عبدالله خمس سنوات وحمد 3 سنوات، تخرجت من كلية ال IT تخصص تكنولوجيا ادارة المعلومات. كانت لدي وظيفة عمل ضابط عقود والآن لدي عملي الخاص في إدارة صالون ونادي صحي خاص للسيدات في العاصمة أبوظبي.
أحببت أن أشارككم تجربتي لنصح كل أم ترغب في تحقيق حلمها في إنشاء عمل خاص بها. لأقول لكِ أنَّه يُمكنكِ ذلك حتماً بالقليل من الصبر والإصرار.
بدأ الأمر صدفة بمكالمة هاتفية من صديقتي وقبل شهر واحد من موعد زفافي، سألتني إن كنت متحمسة لأكون شريكة معها في صالون للسيدات، وفوراً وافقت دون أي خبرة سابقة لي في كيفية إدارة عمل شخصي. لكني كنت متحمسة لخوض هذه التجربة فقد كان هدفي في أن أكون سيدة أعمال مستقلة.
عائشة مع شريكاتها
بعد زواجي، بدأت في العمل وتأسيس هذا المشروع من الصفر. وهُنا بالطبع أصبحت لديَّ مسؤوليات إضافية، بيتي ومشروعنا الخاص ووظيفتي. لذا قررت كخطوة أولى ترتيب أولوياتي وتنظيم الأمور فقمت بتقديم استقالتي من الوظيفة بدوام كامل، كي اتمكن من التركيز بين بيتي و عملي الشخصي أيضاً.
لقد كانت تجربة تعليمية كبيرة بالنسبة لي ولشركائي أيضاً. نعم، استغرق الأمر ما يُقارب العامين حتى بدأ المشروع في الظهور وتقديم الدخل الجيد كمردود لنا. وهذا ليس بالوقت القصير إلَّا أنَّهُ تحقق في النهاية!
حينها فكرت في العودة إلى وظيفة عمل بدوام كامل إلًّا أنني حملت بابني الأول، وهنا أخذت حياتي منعطفا آخر بالذات أني حملت بطفلي الثاني مباشرة بعد ثلاثة عشر شهراً فقط من طفلي الأول.
إلا أنني قررت أن أنظر للأمر بصورة إيجابية بأنَّهُ حان الآن الوقت لأعيش تجربة جديدة واؤسس حلمي في الأمومة.. المشروع الأعظم الذي يقع على عاتق كل أُم.
لقد قمت باستثمار وقتي كلَّه لأطفالي. وبدأت بالعودة تدريجياً إلى العمل. إلَّا أنَّ المسؤوليات كانت كبيرة ومتعددة خاصة مع غياب زوجي عن المنزل بسبب عمله. وهنا للأسف اهملت نفسي، لكنني قررت من جديد إعادة التفكير في أولوياتي بالذات عندما تم تشخيصي بالإصابة في التصلُّب المُتعدِّد (MS).
لقد كان هذا الأمر نقطة تحول في حياتي وبشكل مختلف. لكن وجود أطفالي كان الدافع الأكبر لتحدي هذا الأمر بكل ثقة وتفاؤل، وقررت التغيير في كثير من الأمور في حياتي، لأجد أنَّ المِحنَة قد تكون مِنحَة في كثيرٍ من الأحيان.
- قررت تعزيز علاقتي مع الله والتقرب منه أكثر.
- الانتباه إلى صحتي واتباع أسلوب حياة صحي أكثر من قبل.
- أصبحت امضي وقت أطول وأفضل مع أطفالي، وحرصت على التركيز أكثر على تطورهم العاطفي وخلق ذكريات أجمل معهم. وعلى خوضهم تجارب جديدة مختلفة لإثراء خيالهم.
- إعادة التواصل مع أصدقائي وعائلتي.
- تخصيص وقت خاص بي وحدي رغم جدول عملي المزدحم.
عائشة في عيد ميلاد طفليها
إنَّ التحدي الرئيسي في حياة كل أُم هو إيجاد التوازن الصحيح بين حياتها المهنية، الزواج، والأطفال، والمنزل وحتى احتياجاتها الخاصة. نحن بحاجة إلى أن تكون المرأة أنانية في بعض الأحيان، وأن تأخذ قِسطاً من الراحة وتتجاهل الشعور بالذنب لأنَّه لا يوجد أحد مثالي. علينا النظر إلى الأمور بطريقة إيجابية ونواصل السعي في طريق تحقيق أحلامنا.
نصيحتي للأُمهات اللاتي يُخططن لبدء الأعمال التجارية الخاصة بهم هو دراسة السوق بشكل جيد للغاية واختيار الأعمال التي يمكن أن تناسب نمط حياتهم الخاص بهم أيضاً.
وأخيراً في أي عمل يحتاج الأمر إلى الصبر والمُثابرة والإيمان بالهدف.
بالتأكيد بتوفيق من الله والدعم الكبير الذي تلقيته من زوجي وعائلتي وحتى اصدقائي كان له دور كبير جداً في كل ما قُمت بتحقيقه.
مسؤوليتكِ في انشاء عمل خاص لا يختلف عن مسؤوليتك تجاه وجود طفل جديد. في كلا الأمرين يتطلب أن تكوني مُتاحة على مدار الساعة والتعامل مع التحديات اليومية التي تمر في طريقكِ بحكمة وهدوء. إنَّها طريق وعِرة ألّا أنَّها مُجزية جداً عندما ترين تعبك وجهدك يتحول إلى نجاح تعيشينه وتفخرين بهِ.