قصص أمهات
صرت أماً لطفلين: ها نحن قد عدنا من جديد!
بعد ثمانية أشهر من ولادة ابنتي جنى، علمنا بأننا نتوقع حضور طفل آخر (لا أستطيع القول بأننا كنا نتوقع ذلك تماماً!) ولكن مع إيماننا بأن الله يخطط الأفضل لنا دائماً، تقبلنا خبر هذا الحمل بصدر رحب، وسعدنا كثيراً عندما علمنا لاحقاً بأن عدنان الصغير في طريقه إلينا. هذا يعني أنه سيصبح لدينا ولد وبنت، وبالتالي بإمكاننا التوقف عند هذا الحد (سنرى بشأن ذلك فيما بعد!).
لا، أنا لست أماً سيئة ولا أفضل طفلتي الأولى، ولكن الحياة تأخذ مجراها، وتجدين نفسك مجبرة على الاهتمام بالطفل الصغير الذي يسبب الفوضى في حياتك.
عاهدت نفسي على أن أعطي هذا الحمل نفس الاهتمام والعناية التي أعطيتها لحملي الأول، إلا أنه ثبت لي بأن هذا الأمر مجرد حلم جميل منذ البداية. مع وجود طفلة صغيرة تحتاج إلى مراعاة نموها وتطورها في هذه الفترة الحرجة، وجدت نفسي فجأة وقد وصلت إلى الثلث الثالث من الحمل! ومذكرات الحمل التي كنت أريد كتابتها؟ بدا أمراً مضحكاً للغاية! دروس اللماز؟ مضحك أكثر! التحضير والقراءة؟ أنا أعرف الكثير الآن عن المرحلة العمرية لطفلتي الأولى. أعتقد بأنكم فهمتم الآن ما هو الوضع.
لا، أنا لست أماً سيئة ولا أفضل طفلتي الأولى، ولكن الحياة تأخذ مجراها، وتجدين نفسك مجبرة على الاهتمام بالطفل الصغير الذي يسبب الفوضى في حياتك (وبيتك أيضاً)، وكأي تجربة جديدة في الحياة، فإنها تأخذ المزيد من الاهتمام. بالإضافة إلى ذلك، فإن لديك في الجولة الثانية كافة المعلومات الأساسية، والعديد العديد من الأغراض الخاصة بالطفل الرضيع (بغض النظر عن جنسه)، وتشعرين بقلق وتوتر أقل تجاه قدراتك كأم!
في الأسبوع ٣٩ من حملي، وبينما كنت ألعب مع صغيرتي جنى على الأرض، أحسست ببداية آلام المخاض المألوفة! ومع أنني علمت بأن الوقت قد حان إلا أنني تأكدت من إكمال جنى للعبها لمدة ٢٠ دقيقة إضافية، ومن ثم نهضت، وتأكدت من أنها تناولت طعامها وارتدت ملابسها، وأن كل شيء في المنزل كان مرتباً (بما أنني قضيت ١٢ ساعة في المخاض في المرة الأولى، كنت أعلم بأن لدي متسعاً من الوقت لتدبير بعض الأمور).
في الطريق إلى المستشفى، وجدت نفسي أقول لزوجي “ أنا لست مستعدة. لا أشعر بأنني قد حضّرت بما فيه الكفاية، ولست متأكدة من قدرتي على القيام بهذا.” ولكن بمجرد وصولي إلى المستشفى ودخولي، بدأت غرائز الآمومة بالعمل، ومثلما كان الأمر في المرة الأولى، ومثلما هي الحال بالنسبة لجميع الأمهات في العالم، كنت أعلم بالضبط ما علي عمله.
بعد خمس ساعات، وفي الساعة ٩ مساءً من يوم ١٩ نيسان ٢٠١٦، رحبنا بقدوم طفلنا عدنان إلى العالم وإلى قلوبنا المليئة بالحب والفرح، وعرفت مباشرة عندها بأنه علي أن أضعه على صدري ليلامس جسدي، ولنبدأ معاً رحلة الرضاعة الطبيعية.
ومع أنها رحلتي الثانية مع الحمل والولادة، وبالرغم من أن الكثير من الأمور باتت مألوفة، إلا أنه بالنسبة لي. فإن الأمر الوحيد الذي لا تستطيع الأم أستطيع الاكتفاء منه أبداً، أو أن تصبح معتادة عليه هو كمية الحب الهائلة التي لا يمكن وصفها والتي ستملأ قلبك عندما يوضع طفلك الصغير بين ذراعيك - سواءً كانت التجربة الثانية أو العاشرة!
وهكذا بدأت الرحلة، رحلة الأمومة لطفلين، وفوضى العناية بطفلين تحت عمر السنتين - ها نحن قد عدنا من جديد!