قصص أمهات
برونوين ورحلة الأمومة مع تحديات اختلاف الثقافات
[caption id="attachment_13763" align="alignleft" width="220"] مع أولادها[/caption]
تتحدث إلينا برونوين سيل عن تجربتها في الأمومة والتربية وهي تتنقل من بلد إلى بلد، وتعيش في أماكن مختلفة في العالم برفقة زوجها وأطفالها، وكيف استقرت في الوقت الحالي في عمّان وأسست مجموعة لدعم الرضاعة الطبيعية في الأردن، وكيف أعادت اكتشاف شغف طفولتها بالموسيقى، مما قادها إلى تعليم الأطفال والأهل كيفية التعلم والتطور والاستمتاع بالموسيقى.
إن تغيير مكان السكن كل عدة سنوات أمر صعب بالتأكيد، ماذا تعلمت من سفرك حول العالم باستمرار؟
إنه صعب بالتأكيد! إن العثور على مجتمع للأمهات يشكل بالنسبة لي أهم عامل للشعور بالاستقرار في مكان جديد. إن الأمهات يواجهن نفس التحديات أينما كن، وكأم مغتربة، فإن “عائلتي” هي رفيقاتي من الأمهات - فنحن نقدم الدعم لبعضنا البعض عند ولادة طفل جديد، وعند حدوث تغييرات في حياتنا، وعندما نودع أصدقاءً آخرين حين يأتي موعد رحيلهم أيضاً.
إن زوجي يسافر كثيراً من أجل عمله أيضاً، لذا فإن وجود هذا الدعم من الأمهات الأخريات له أهمية إضافية.
بعد أن عشت في الأردن لعدة سنوات الآن، ما هو انطباعك عن الأمهات في عمان؟
إن الأمهات في عمان يواجهن نفس التحديات التي نواجهها في كل مكان! القلق بشأن الرضاعة، ونوم الأطفال، وكيف، عندما يكبر أطفالنا، نقوم بإثراء حياتهم ونوفر لهم الفرص لنساعدهم في نموهم وتطورهم، ليصبحوا أطفالاً سعداء وأصحاء. قرارات عن التعليم، وكيف سنغطي تكاليفه. إن مواضيعنا متشابهة! كلنا نريد الأفضل لأطفالنا.
أن الحموات هنا لهن سلطة وتأثير أكبر في الأردن منه في استراليا، مما يفرض تحديات مختلفة باعتقادي، وخصوصاً بالنسبة لشعور المرأة بسلطتها وحقها باتخاذ القرارات الخاصة بعائلتها اعتماداً على معتقداتها وقناعاتها الخاصة.
بعيداً عن هذا، هناك بعض الاختلافات الثقافية المثيرة للاهتمام، ومثال عليها موعد النوم مثلاً! كما أن الحموات هنا لهن سلطة وتأثير أكبر في الأردن منه في استراليا، مما يفرض تحديات مختلفة باعتقادي، وخصوصاً بالنسبة لشعور المرأة بسلطتها وحقها باتخاذ القرارات الخاصة بعائلتها اعتماداً على معتقداتها وقناعاتها الخاصة.
من التحديات التي واجهتها بشكل شخصي هو عدم توفر حضانات بدوام جزئي لأولادنا هنا في عمان، فأنا أعتقد بأن طفلاً عمره سنتان مازال صغيراً على الذهاب إلى الحضانة خمسة أيام في الأسبوع. ولكن لأن هذا هو ما يفعله الجميع هنا، فإن مجموعات اللعب لا تشتمل على العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم حول العامين ونصف. في هذه السنة سيبلغ ابني عمر السنتين ونصف عندما تبدأ المدرسة، وقررنا أن نبقيه في البيت هذه السنة، لكن علينا أن نتأكد من أنه سيحصل على القدر الكافي من النشاطات ليستمر في التعلم والتطور بوجود أقرانه، ومع إشراك الأهل أيضاً. إن هذا يدعم معتقداتي بأهمية الارتباط في التربية وأهمية مساعدة الأطفال على تطوير الاستقلالية من البيئة التي يشعرون فيها بالأمان، ومع مقدم رعاية يشكل القاعدة التي ينطلقون منها لاستكشاف هذه الاستقلالية.
لقد شاركت في تأسيس مجموعة (Breastfeeding in Jordan) قبل سنة تقريباً، والتي تضم الآن أكثر من ٢٠٠٠ مستخدم أغلبهم من عمّان. ما الذي دفعك لأخذ هذا القرار؟ وكيف كان أثره على الأمهات؟ وهل وصلتك ملاحظات سلبية عن الموضوع؟
لقد حصلنا على دعم غامر لهذه المجموعة، وذلك بسبب الحاجة الماسة إليها كمرجع للأمهات هنا في الأردن، وللأمهات الأردنيات في المنطقة أيضاً. لقد بدأت المجموعة عندما رأينا الأعداد المتزايدة للأمهات اللواتي يطلبن النصيحة من مجموعات التربية الأخرى في الأردن ولكن يحصلن على اختلاط في نوعية الأجابات والنصائح. كان هناك حاجة واضحة عند الأمهات للحصول على معلومات قيمة ذات جودة عالية، وعلى دعم حر وصادق في منتدى آمن، حيث لا يتعرضن للأحكام ولا يحصلن على نصائح خاطئة. إن الدعم الذي توفره الأمهات للأمهات فريد من نوعه حقاً، كما أن المعرفة والخبرة المتوفرة في المجموعة رائعة للغاية!
إن معرفة العاملين في الحقل الطبي وتدريبهم حول الرضاعة الطبيعية محدود في أحسن أحواله، وفي أغلب الأحيان عفا عليه الزمن. هذا بدوره يشكل مشكلة كبيرة للأمهات اللواتي يتمنين أن يقمن بالرضاعة الطبيعية، ولكنهن لا يحصلن على الدعم الذي يحتجن إليه لتحقيق هذه الهدف. ومن هنا كانت أهمية مجموعة الدعم هذه في الأردن (وهي لديها أيضاً صدى في البلدان الأخرى حيث يتوفر دعم أكبر من المهنيين). ما أكثر عدد المرات التي سمعت أو قرأت فيها عما يقال للنساء في المستشفيات: “ إن طفلك جائع، وعليك إعطاءه الحليب الجاهز قبل أن يبدأ حليبك بالنزول”، “لا يوجد لديك حليب كافٍ، عليك بتعويض الباقي بالحليب الجاهز”، “ إن طفلك يستيقظ كثيراً لأن حليبك ليس كافياً، عليك باستعمال الحليب الجاهز”. من الممكن أن يكون لهذه النصائح أثر كارثي على تأسيس إدرار الحليب بشكل كافٍ، وعلى ثقة الأم التي تود حقاً القيام بالرضاعة الطبيعية.
إن تناقل المعلومة شفهياً بين الناس لعب دوراً هاماً في جعل المجموعة محبوبة عند الأمهات في الأردن. إن حقيقة أننا كنا قادرين على تشجيع الأمهات وإعطائهن نصائح جيدة ودعم معنوي في هذه الفترة الحرجة من حياتهن أعطى المجموعة سمعة طيبة. وهذا أدى إلى انضمام أعداد متزايدة من الأمهات.
إن الأثر على الأمهات كان رائعاً حقاً. نحن نحاول كل جهدنا أن نتابع مع الأمهات الجديدات اللواتي يواجهن أوقاتاً صعبة، لنرى كيف تستمر رحلتهن مع مرور الوقت. الآن وبعد مرور سنة، نحن نرى الأمهات اللواتي كن يقاسين مع تأسيس إدرار الحليب، ومع الإمساك الصحيح بالحلمة، ومع تحديات العودة المبكرة للعمل وقد أصبحن في موقع يقدمن منه الدعم والنصيحة للأمهات الأخريات - يا له من إنجاز!
تؤمن العديد من الأمهات في الأردن بأن الأطفال بحاجة لاتباع نظام ثابت منذ عمر مبكر، وهذا قد يقلل من كمية الحليب الصحية إذا تم رفض إعطاء الحليب للطفل عن طلبه لذلك.
برأيك، ماهي الاختلافات الجوهرية بين نظرة النساء في استراليا ونظرة النساء في الأردن للرضاعة الطبيعية؟
أنا لم أمارس الأمومة وتربية الأطفال في استراليا، لذا فإن خبرتي محدودة بعائلتي والتي كانت دائماً مناصرة للرضاعة الطبيعية.
إن الأمهات هنا يقلقن بشكل عام من كمية الحليب الموجودة لديهن، وهذا القلق يتفاقم عادة بسبب النساء الأخريات في عائلاتهن، حيث أن العديد منهن يعتقدن أن على الأطفال النوم طوال الليل من عمر مبكر جداً وأن حليب الأم ليس كافياً. هذا ببساطة غير صحيح! أغلب الأمهات يستطعن إدرار حليب كافٍ لتغذية أطفالهم، ومن الندرة أن لا تستطيع الأم فعل ذلك. لم يكن لدي أبداً الكثير من الحليب، ولكنه كان كافٍ لأنني فهمت مبدأ العرض والطلب، وكنت جاهزة لإعادة طفلي إلى صدري عندما يبكي حتى لو كنت قد أطعمته قبلها بنصف ساعة، ولأنني قمت باتباع إشارات طفلي.
تؤمن العديد من الأمهات في الأردن بأن الأطفال بحاجة لاتباع نظام ثابت منذ عمر مبكر، وهذا قد يقلل من كمية الحليب الصحية إذا تم رفض إعطاء الحليب للطفل عن طلبه لذلك. لا يمكن التنبؤ بأنماط نوم وتغذية الأطفال ، وهي تمر بالكثير من المراحل. لكن للأسف هذه ليس النظرة السائدة هنا. إن النساء هنا يشعرن أن أطفالهن لا ينامون طوال الليل لأن الحليب الذي يحصلون عليه ليس كافياً. وهذا غير صحيح، ولكنه اتجاه من الصعب تغييره. أعتقد بأن الاتجاهات حول هذا الموضوع مختلفة في استراليا، وقد يكون السبب وراء ذلك هو حصول الأمهات على دعم مؤسسي أكبر في الأيام المبكرة مما يحصلن عليه الأمهات هنا.
الرضاعة الطبيعية في الأماكن العامة أمر آخر تختلف عليه الاتجاهات والآراء. تقلق العديد من الأمهات من هذا الموضوع هنا (كما قلقت أنا عندما أتيت للعيش هنا)، وبالتالي يقمن في النهاية بإعطاء الزجاجة لأطفالهن (سواءً كان حليباً طبيعياً أو جاهزاً) عندما يكنّ في الخارج، وهذا أمر يحزنني جداً، كما أنه من الممكن أن يؤثر على التأسيس الناجح لعلاقة الرضاعة. إن الإرضاع في الأماكن العامة في استراليا أمر عادي جداً، وهناك قوانين تحفظ حق المرأة بالأرضاع أينما كانت. لقد قمت بإرضاع أطفالي في كل مكان في الأردن وأستمر بعمل ذلك للآن، ولكني أعلم بأن العديد من الأمهات لا يرتحن لعمل ذلك، حتى اللواتي لم يواجهن مشاكل أو تعليقات بهذا الصدد.
كما أنه في الأردن، تعود العديد من الأمهات إلى العمل بعد ثلاثة أشهر بعد الولادة، مما يشكل تحدياً كبيراً في وجه الرضاعة الطبيعية! أنا أعرف العديد من الأمهات اللواتي استمروا بنجاح في الإرضاع الطبيعي، والتزمن بضخ الحليب أثناء ساعات العمل، ولكنه عمل مرهق ويتطلب الكثير من التفاني من طرفهن. لقد كنت محظوظة ولم أواجه هذا الموقف، لأن المرونة المرتبطة بعملي ليست بالأمر المنتشر هنا، وأنا اشعر بالامتنان لذلك كل يوم.
حدثينا كيف بدأت دروس “Kindermusik”؟ ولماذا اخترت دروس الموسيقى للأطفال بالذات؟
أنا موسيقية ونشأت في عائلة موسيقية. عندما كنا نعيش في نيروبي/كينيا، كان عمر ابني الكبير ١٨ شهراً وكنت أود حقاً أن آخذه إلى دروس الموسيقى للأطفال الصغار، والتي كنا نذهب إليها في ميلبورن وفي مدينة بنوم بنه في كمبوديا. لم أجد شيئاً هناك! وهكذا قررت أن أعلم نفسي، وأصبحت معتمدة لتعليم الموسيقى في أواخر العام ٢٠١٣.
إنا أؤمن أن Kindermusik هو البرنامج المثالي لدعم وتشجيع تطور الأطفال الصغار من كل النواحي، ابتداءً بالمهارات الحركية الكبيرة والدقيقة، إلى التطور اللغوي، إلى الثقة بالنفس، بالإضافة إلى تطوير حسهم الموسيقي. إن دروس الموسيقى والحركة للأطفال لا تعنى بتعليم الموسيقى فقط، بل توفر منصة مثالية لتطوير العديد من المهارات النامية، مثل القدرة على القراءة ومهارات الحساب.
أن أكون جزءاً من نمو وتطور الأطفال أمر مميز جداً؛ رؤيتهم وهم ينمّون ثقتهم بأنفسهم وهم يتفاعلون مع الأطفال والكبار الآخرين، ورؤيتهم وهم يتعلمون مهارات جديدة ويستكشفون طرقاً جديدة لتحريك أجسامهم. إن الأمر ممتع جداً أيضاً! فنحن نرقص ونلعب الألعاب ونعزف على الآلات ونضحك ونتفاعل معاً بطرق مختلفة. توفر هذه الدروس أيضاً أدوات للأهل للعب الموجه مع أطفالهم في المنزل، وبالتالي يستمتعون مع بعضهم البعض ويشجعون تعلم الأطفال وتطورهم في نفس الوقت. كما بإمكان الأدوات المتعلمة من دروس Kindermusik أن تساعد الأهل في مواجهة المراحل الانتقالية والتحديات الأخرى التي تواجههم مع أطفالهم.
هل لديك أي قصص من أهالي الأطفال عن تأثير دروس الموسيقى على حياتهم؟
يخطر الآن على بالي طفل عمره ثلاث سنوات. عندما بدأ بأخذ الدروس كان عمره سنتين وكان خجولاً جداً ولا يغادر حضن والدته. إنه الآن واحد من أكثر الأطفال المتحمسين! إنه مازال غير منطلق كثيراً ولكنه يتبع كل نشاطات الدرس بانتباه (إنه طفل عاقل وجاد!)، ويستمتع بعمل نفس النشاطات في المنزل. أصبح يغني لي “وداعاً” في نهاية الدرس! إن مشاهدة ثقته بنفسه وهي تزداد كان أمر مميزاً فعلاً.
مثال آخر أحب أن أشارككم به هو طفلة صغيرة في عمر التشتت - إنها لم تبلغ عمر السنتين بعد. وهذا طبيعي جداً ونحن ندخل العديد من الحركات في الدروس من أجل هذه الغاية بالذات. ولكن في كل مرة أقوم بغناء أغنية “الترتيب” أو أغنية “الاستماع” أو أغنية “موعد القصة” تأتي مباشرة لتشاركنا الترتيب أو لتنضم للنشاط الجديد. إن نشاطات Kindermusik رائعة في مساعدة الأطفال في المراحل الانتقالية، والتي تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة للعديد من الأطفال، وهذا يساعد على جعل الحياة في المنزل أسهل وأكثر هدوءاً واستقراراً للجميع.
مثال أخير أحب مشاركتكم به هو عن التحكم بالانفعالات عند أطفالنا الصغار. في دروسنا نلعب الكثير من ألعاب البدء والتوقف، ألعاب مرتفعة الصوت وأخرى منخفضة، ألعاب سريعة وأخرى بطيئة - كل هذه الألعاب تساعد الطفل على التحكم بانفعالاته الطبيعية. عندما يبدأ طفلي البالغ من العمر سنتين الركض حول المسبح، كل ما علي فعله هو غناء “slowly slowly” من إحدى أغنيات Kindermusik فيبطئ في الحال.
كيف تستطيعين التوفيق بين العناية بالمنزل والعناية بأطفالك وإدارة عملك الخاص الذي يأتي فيه العديد من الأطفال إلى منزلك؟
لدينا مربية رائعة تجعل كل هذه الأمور ممكنة! أنا أعمل كثيراً أثناء الليل، ولكنني أحاول قدر الإمكان الاحتفاظ بعطل نهاية الاسبوع لعائلتي. أنا حقاً أحب تواجد العائلات في منزلي كل يوم، لذا فإن هذا الأمر ليس مشكلة بالنسبة لي. ولكن بمساعدة المربية، ننجح بالحفاظ على منزل نظيف وأطفال
[caption id="attachment_13766" align="alignleft" width="300"] ابنها إليوت[/caption]
يتناولون طعامهم بشكل جيد. نقوم بالتسوق في عطل نهاية الأسبوع، وأحاول في الأيام التي لا أدرّس فيها أن أكون متواجدة من أجل أطفالي قدر الإمكان.
كيف غيرتك الأمومة؟ وماهي الناحية التي شكلت أكبر تحدٍ بالنسبة لك؟
إن هذا السؤال تحدٍ بحد ذاته! إن أكبر تحدٍ واجهته هو عدم توفر الدعم القريب من أهلي للمساعدة في العناية بأولادي. نحن نفتقد العائلة جداً، وحتى مع وجود مربية رائعة، فإن هذا لا يقارن بالدعم الذي تحصلين عليه من العائلة المترابطة والداعمة، مثل عائلتي.
لقد غيرتني الأمومة كثيراً. لقد حصلت على درجة الماجستير الثانية عندما كان عمر ابني الكبير ٩ شهور. قبل أن أنجب أبنائي كنت مدفوعة بشكل كبير لتطوير مسيرتي المهنية وكانت لدي أفكار واضحة عما كنت أريد تحقيقه على الصعيد المهني ( في مجال الصحة على النطاق الدولي). بعد ولادة ابني الأول، كل شيء تغير بالنسبة لي. أصبح وجودي معه ومساعدته على النمو، وتلبية كل احتياجاته هو ما أركز عليه في حياتي. وبما أنهم يكبرون الآن أشعر بأنني محظوظة لأنني تمكنت من العودة إلى بداياتي، إلى الموسيقى، وأن أشارك حبي للأطفال والموسيقى مع العائلات الأخرى هنا في الأردن، بينما أستطيع التواجد من أجل أطفالي متى كانوا بحاجتي.
قبل أن أنجب أبنائي كنت مدفوعة بشكل كبير لتطوير مسيرتي المهنية وكانت لدي أفكار واضحة عما كنت أريد تحقيقه على الصعيد المهني ( في مجال الصحة على النطاق الدولي). بعد ولادة ابني الأول، كل شيء تغير بالنسبة لي.
ماهي أهم القيم التي تودين تعليمها لأطفالك؟
الاهتمام بالآخرين. التعاطف. الوقوف بجانب من هم أقل حظاً منهم ومساعدتهم. العناية بالبيئة لتبقى موجودة لمستقبلهم ومستقبل أطفالهم.
ما هي النصيحة التي تودين تقديمها للأمهات في العالم العربي؟
حاولوا الاستمتاع بأطفالكم قدر المستطاع، لأنهم سيبقون صغاراً لفترة قصيرة. إن النوم المشترك والنوم المتقطع والانهيارات والبكاء والإضراب عن الطعام كلها أمور مؤقتة. إن من الصعب الاحتفاظ بهذا المنظور وسط صراعات الأهل اليومية! ولكن، إذا احتضنت طفلك أكثر، وإذا كنت متواجدة مع أطفالك بكل كيانك، واستلقيت معهم حتى يذهبوا في النوم، واستمتعت بخيال الأطفال الصغار، وأخبرتهم كل يوم أنك تحبينهم حتى في الأوقات التي تشعرين فيها بالإحباط والتعب، فإنك ستكونين أماً أسعد وسيكون لديك عائلة أسعد. وهذا ينطبق على كل الأمهات (بما فيهم أنا!)، وليس على الأمهات في هذا الجزء من العالم فقط.