قصص أمهات
أثر سلبي لمواقع التواصل الاجتماعي لم انتبه إليه حتى الآن
هناك مثل يقول: "الصاحب ساحب" – أي أن الصديق لا بد أن يؤثر عليك وأن يسحبك معه لفعل شيء ما سواءً كان إيجابياً أو سلبياً! وهذا المثل بالنسبة إلي ينطبق تماماً على السوشال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تسحبنا معها لعوالم مختلفة وتترك فينا آثاراً ندركها وأخرى لا نشعر بها.
تطرق الكثير من الخبراء لموضوع تأثيراتها السلبية على صورة الجسد وتقدير الذات والقناعة وتقبل الآخرين، لذلك لن أسهب بالحديث عنها الآن فقد سمعنا عنها ما يكفي.
طبعاً لا أجد هذا الأمر هيناً وأرى أن له أثراً سلبياً واضحاً وخاصة أثناء مرورنا بأزمة كورونا، فلم نعد نتابع الأخبار وآخر الصرعات والمقالات لمعرفة ما يحدث من حولنا بل أصبحنا نتابع المؤثرين فقط لنعرف كيف يعيشون وماذا يلبسون، فنشتري بناءً على توصياتهم ونشتهي الطعام الذي يأكلون مما قلل ولو بشكل تدريجي من قدرتنا على اتخاذ القرار والتفكير بالخيارات المتاحة من حولنا والاستمتاع بما هو متوفر وموجود.
قد تشعرون أنني أبالغ بحديثي، ولكنني لاحظت هذا على نفسي وعلى نمط جديد اتبعه في الحياة مثل شرائي لمستحضرات تجميل التي تناسب مدونة أحبها دون الانتباه أنها قد لا تناسبني، وقد أتغاضى في المحلات عن منتجات من علامات تجارية معينة أو متجر إلكتروني جديد لأنني لم أسمع عن مدونة أو مؤثرة تحدثت عنهم من قبل.
برأيي، إن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد للتواصل فقط أو حتى للتجسس على الآخرين "الهواية التي نحب"، بل باتت تملي علينا طريقة عيشنا وخيارات لا تناسبنا دون أن نشعر.
لذلك، قررت هذا العام أن أسمع وأرى وأبقى على اطلاع وتواصل مع كل الحسابات التي أحب والمؤثرين الذين أتابعهم على اختلاف المحتوى الذي يقدمونه، ولكن في الوقت ذاته، أن أجرب كل ما هو جديد ومتاح من حولي وألا أنتظر رأي فلان به أو أن أحكم على مكان ما من قسم التقييمات في الصفحة أيضاً فلكل منا تجربته، وقد نظلم صاحب/ة العمل إن لم نعطهم الفرصة لعرض منتجاتهم وخدماتهم وتجربتها.
لن أقول إن خطتي لهذا العام هي التقليل من استخدام الهاتف أو فتح التطبيقات وتحديد الساعات، لأنني أستمتع بمتابعتها مثلكم تماماً.
خطتي الحقيقية هي ألا أدع أي أحد يؤثر على رأيي أو تجاربي في الحياة من خلف شاشاتهم، وأنا هنا لا أخص بكلامي المؤثرين والمدونين بل جميع من يسوق لشراء منتجات معينة أو لترك أخرى عبر هذه القنوات، فاستغلال اهتماماتي وتحديد خياراتي والتأثير على آرائي أمور لا أحبذها وأنصحكم جميعاً بالانتباه لها فهناك خيارات لا تعد ولا تحصى وقد تعجبكم وتطابق شخصياتكم أكثر من غيرها.
الفكرة من وراء حديثي هي أن تنوعوا من المحتوى الذي تتابعون ولا تحصروا اهتماماتكم في مواقع معينة حتى تستفيدوا من ذكائها الاصطناعي لتعرض عليكم كل ما هو متواجد من حولكم، هذه الحيلة التي اكتشفتها خلال الإغلاقات وهذا ما سأفعله كل أسبوع لأجدد معرفتي وأوسع آفاقي وأتفوق على خوارزمية زاكربرغ وغيره.
ما رأيكم هل تؤيدون وجهة نظري وهل لاحظتم هذا من قبل؟