قصص أمهات

بالأمل وحب الحياة نجوت من سرطان الثدي!

بالأمل وحب الحياة نجوت من سرطان الثدي!
النشر : أكتوبر 22 , 2024
آخر تحديث : أكتوبر 23 , 2024
آية صرصور، أم لطفلتين٬ فلسطينية٬ كاتبة محتوى باللغة العربية ومترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وبالعكس٬ كما أنها خبيرة في التسويق... المزيد

قصة الأم ابتهاج العفيف 

من نعم الله علينا أن يحيطنا بنعم لا تُحصى، وأعظم هذه النعم نعمة الصحة. لكن في لحظات معينة، نُدرك قيمة ما نملك فقط عندما نواجه تحديات الحياة. من بين تلك اللحظات الصعبة التي اختبرتها كانت عندما اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي. في البداية، شعرت بصدمة كبيرة، وكأن الطريق قد انتهى. لكن مع مرور الوقت، أدركت أن المرض ليس نهاية الطريق، بل بداية رحلة جديدة مليئة بالتحدي والتغلب.

الاكتشاف المبكر للمرض قد يكون أمرًا يثير الخوف للكثير من النساء، لكنه كان بالنسبة لي بداية الأمل. لحسن الحظ، تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى، مما سهل علاجه وزاد من فرص شفائي. تعلمت أن الفحص المبكر يخفف من وطأة الصدمة، ويمنح الفرصة للعلاج الفعال.

رحلة العلاج لم تكن سهلة، لكنها علمتني الكثير. أولاً، تعلمت قيمة الصبر والإصرار. شعرت بقوة دعم من أسرتي التي كانت بجانبي في كل لحظة. كل جرعة علاج كنت أتلقاها كانت تقربني أكثر من الشفاء، وتحفزني على الاستمرار. مع كل خطوة، كان الخوف يتلاشى وتزداد قوتي الداخلية.

لكن ما جعل تجربتي أكثر قوة هو أنني لم أواجه المرض بمفردي. كان لي فريق من الأطباء والممرضين الذين دعمني وساندني. كانوا بالنسبة لي أسرة ثانية، يرافقونني في كل مرحلة من العلاج، ويعاملونني برقي وإنسانية. الدعم الطبي والعاطفي كان عنصرًا رئيسيًا في تجاوز تلك الفترة الصعبة.

في خضم العلاج، وجدت نفسي ألجأ إلى الأمل والإيجابية. بدأت أرى الجمال في الأشياء الصغيرة، وأدركت أن القوة الحقيقية تكمن في مواجهة الصعاب بشجاعة. قررت أن أستغل الوقت في فعل شيء إيجابي، فبدأت مشروعًا بسيطًا في مدرستي، حيث حولت أرضها المهملة إلى حديقة من الأشجار. زرعنا مئة وخمسين شجرة، وكل شجرة كنت أزرعها كانت تمثل أملاً جديدًا بالنسبة لي. كان هذا المشروع بمثابة علاج نفسي لي، حيث شعرت أنني أزرع الأمل في الأرض كما كنت أزرع الأمل في قلبي.

اليوم، بعد أن اجتزت هذه المرحلة الصعبة، أصبحت أكثر قوة وتفاؤلًا. لم تتوقف حياتي عند المرض؛ بل كنت أواصل عملي كمديرة مدرسة، وأسعى دائمًا لتحقيق النجاح والتميز. تعلَّمت أن الحياة مليئة بالتحديات، لكن الإرادة والإيمان بالله يفتحان لنا أبواب الأمل.

نصيحتي لكل سيدة هي أن تسارع بالفحص المبكر. الاكتشاف المبكر يختصر الكثير من الوقت والجهد، ويمنحك الفرصة للشفاء. وتذكري دائمًا أن الحياة ليست فقط ما نمر به، بل كيف نتعامل مع ما نمر به. بالحفاظ على الإيجابية والإيمان بالله، يمكنك التغلب على أي تحدٍ.

اليوم، أنا امرأة مختلفة. تعلمت أن الحياة تستمر وأننا قادرون على صنع المستحيل.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية