قصص أمهات
أول مرة يتعرض فيها طفلي للشمس!
كانت ولادتي لطفلي في بدايات فصل الخريف الماضي، وكنت في الأيام الأولى وعلى الرغم من خوفي وتوتري لدى قيامي بأي تصرف تجاهه احرص على أن اتبع نصائح الأطباء والأخصائيين بتعريض الطفل حديث الولادة للشمس من خلال النافذة حتى يأخذ حاجته من فيتامين د.
إلا أنه ومع تقدم الوقت، أصبح الجو أكثر برودة ولم تعد أشعة الشمس قوية بما يكفي، مما جعل فكرة التعرض للشمس شبه مستحيلة، لذلك التزمت بإعطائه جرعة مكملة من فيتامين د حسب توصية طبيبته.
تخيلوا أن طفلي لم يتعرض للشمس بشكل مباشر لفترة طويلة بعد ولادته، الأمر الذي جعلني أتطلع إلى اليوم الذي سنأخذه لـ "يتشمس"!
وبالفعل، في أول يوم مشمس من شهر شباط قررنا التوجه إلى شاطئ البحر الميت لتعريض طفلي حديث الولادة للشمس! شعرت بالحماس والقلق في نفس الوقت، فقد انتابتني بعض المخاوف مثل أن أكون أشعر بالدفء وهو يشعر بالبرد أو أننا قد استعجلنا بالذهاب فربما لن يحتمل الشمس هناك!
لكن حين وصلنا تبددت هذه المخاوف وأنا أراقبه وهو يغمض عينيه تفادياً لوهج الشمس مستغرباً، ألمس يديه تارة ووجهه تارة أخرى، كان متحمساً جداً مما جعلني أشعر بمزيج من المشاعر دفعة واحدة.. الفرح والقلق والبهجة والخوف.
بدأت تظهر عليه علامات الفرح والارتياح وظهرت الابتسامة على وجهه وسرعان ما ابتدأت خدوده بالاحمرار، علمت حينها أن الطقس مناسب له، واللطيف بالفعل أنه وبعد وصولنا بساعة دخل في نوم عميق في الهواء الطلق لمدة ساعتين، وكأنه كان ينتظر هذا الوقت للاسترخاء، وبالتأكيد حرصت على تغطية رأسه ووجهه بمظلة العربة.
ومن يومها أصبح أمر تعريضه للشمس أساسي كلما سنحت لي الفرصة بذلك، ونظراً لظروف الحجر المنزلي الحالية فإنني أخرج به إلى شرفة المنزل أو مدخل العمارة وأتوق يومياً لهذا الوقت كي أرى علامات الفرح والوعي تظهر على وجهه الصغير.
ولأنني أحرص على صحته وهي النقطة الأساسية التي أركز عليها، فإنني أقوم بأخذ جميع الاحتياطات والخطوات الوقائية التي قرأت عنها وأخبرتنا عنها طبيبته المختصة عند تعريضه للشمس:
- تغطية الرأس معظم الوقت.
يجب أن يرتدي الطفل قبعة شمسية أو تغطية الرأس بمظلة لحماية رأسه ووجهه من الحر. واحرصي أن توفر القبعة أيضًا الظل للكتفين والرقبة.
قد تجدين صعوبة في إقناع طفلك أن يبقي القبعة على رأسه (لأن الأطفال يمكنهم تخيل ألعاب ممتعة من أي شيء). عليك حينها اختيار قبعة ذات أربطة تحت الذقن.
- اختيار أفضل توقيت خلال النهار.
الهدف الأساسي لمعظم الأمهات من تعريض أطفالهم للشمس هو الحصول على فيتامين د المعزز لامتصاص الكالسيوم ونمو العظام والأسنان، وتعتبر الساعات الثلاث التي تلي شروق الشمس والساعات الثلاث التي تسبق غروب الشمس هي أفضل الأوقات للحصول على فيتامين د هذا ما نصحتني به طبيبة الأطفال.
- السن المناسب للتعريض للشمس.
يجب ألا يتعرض الأطفال دون سن ستة أشهر لأشعة الشمس لأن بشرتهم لا تحتوي على ما يكفي من صبغة الميلانين (صبغة توفر بعض الحماية من الشمس).
حتى بعد سن الستة أشهر، يجب أن تكوني حريصة وبشكل كبير على مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك في الشمس بتقدير (20 دقيقة كحد أقصى للأطفال ذوي البشرة الفاتحة و٣٠ دقيقة كحد أقصى للأطفال ذوي البشرة الداكنة).
- استخدام واقي الشمس.
حتى إذا كنت تخططين لإبقاء طفلك في الظل وأن يرتدي القبعة وكان سنه والتوقيت مناسباً واتخذت كافة الإجراءات، يجب عليك دائماً وضع واقي الشمس على بشرة طفلك.
يكون الأطفال أكثر حساسية تجاه أضرار أشعة الشمس ولذلك يحتاجون إلى واقٍ من الشمس ذو درجة عالية، وأن يكون مصنع للأطفال خصيصاً ليكون خالٍ من العطور والمواد الكيميائية التي قد تضرهم.
- زيادة شرب السوائل للمحافظة على رطوبة أجسامهم.
يمكن أن يعاني الأطفال من الجفاف بسبب التعرض الطويل للشمس، بالضبط كما يحصل للكبار والبالغين أيضاً، لذلك يجب التأكد من حصول طفلك على كمية سوائل مناسبة طوال اليوم. بالنسبة للأطفال الرضع فوق عمر الستة أشهر، إذا كان طفلك يرضع الحليب الصناعي، فيجب عليك أن تعطيه زجاجات من الماء البارد بكميات مناسبة بين الرضعات.
إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فيقول الأطباء والأخصائيون أنك لن تحتاجي إلى إعطاء طفلك أي ماء إضافي إلى حد عمر الستة أشهر.
وفي النهاية أحببت أن أشارككم تجربتنا الأولى لأذكركم بأهمية تعريض الطفل حديث الولادة للشمس وفوائد ذلك بالنسبة لهم، من تعزيز لنمو العظام والأسنان وتقوية مناعتهم وضبط مستوى الأنسولين في الدم بحسب الدراسات.