قصص أمهات
الفحص المبكر أنقذ حياتي قبل سبع سنوات
قصة الأم لين ريماوي
شعرت وكأن صاعقة كهربائية قد أصابتني عندما أخبرني الطبيب أول مرة بإصابتي بسرطان الثدي، لم أكن أتوقع أن أصاب بهذا المرض، على الرغم من أن هناك حالة سابقة لسرطان الثدي في العائلة، حيث سبق له أن أخذ منا أم زوجي، ولكن لم أتوقع أن يصيبني أنا.
اكتشفت قبل 7 سنوات عندما كنت أبلغ من العمر 31 عاماً عن طريق الفحص الذاتي في شهر أكتوبر اصابتي بسرطان الثدي، حيث لاحظت وجود كتلة وتغير في حجم الثدي، مما دفعني لزيارة مركز لعلاج السرطان في فلسطين حيث أقيم، وبعد القيام بعدد من الفحوصات أثبتت إصابتي بالمرض، وقد كان الخبر صاعقاَ!
فكرت حينها في أطفالي الثلاثة وزوجي وعائلتي وكيف يمكن أن أتركهم إن أصابني مكروه لا سمح الله. لكنني استجمعت قواي، حتى أن الطبيب كان متفاجئاً من ردة فعلي عند موافقتي على البدء بالعلاج الكيماوي في اليوم التالي، حيث أدركت في تلك اللحظة أن حياتي قد تغيرت وأنني على بعد خطوة من البدء في مرحلة وتحدي جديدين، وبسبب حبي لأبنائي كنت قوية وأردت أن أبدأ العلاج حتى أتخلص من المرض بشكل أسرع. اقرئي أيضاً (المتابعة والأثر النفسي للسرطان!)
وقد كان الفحص المبكر والكشف المبكر للمرض حياة بالنسبة لي، حيث إننا اكتشفنا الكتلة وإصابتي بالمرض في بدايته، وكان هناك فرصة كبيرة لشفائي والسيطرة عليه، وقد قمت بعد العلاج الكيماوي بإجراء عملية وسلسلة من العلاجات اللاحقة، وقد كان لدعم زوجي ومساعدته لي في أداء المهام المنزلية ومساعدتي في رعاية أبنائنا دوراً كبيراً في تجاوز المحنة وشفائي من المرض.
فقد كان هو وعائلتي وأصدقائي السند والدعم الإيجابي لي طيلة رحلة العلاج، الرحلة التي عانيت فيها من شتى أنواع الألم، وخاصة أثناء العلاج الكيماوي، الذي أثر على جسدي وسبب سقوط شعري، والذي كان أثره سيئاً جداً على نفسيتي وجسدي.
مررت خلال رحلة العلاج في 3 مراحل، وقد كانت المرحلة النهائية هي مرحلة العلاج الإشعاعي والذي كان يتطلب مني الذهاب في رحلة طويلة يومياً إلى مدينة القدس، والذي جعلها رحلة صعبة وشاقة هي إجراءات الاحتلال ونقاط التفتيش والحواجز، إلا أنني كنت أتجه إلى هناك وأنا في قمة سعادتي لزيارة القدس، وفي محاولة لجعل رحلة علاجي رحلة إيجابية، حيث حاولت أن أنظر للأمر من ناحية أخرى، ففي النهاية كان لا بد من الذهاب في هذه الرحلة كل يوم ولكن تعاملي مع الأمور بشكل إيجابي جعلها أقل صعوبة وتعب.
لا أنكر أن أطفالي كانوا أكبر همي، فأنا كنت أخشى أن أتركهم بدون أم، وأن يعيشوا بدون حناني كما خسر أباهم أمه بسبب مرض السرطان، حيث توفيت أم زوجي نتيجة إصابتها بهذا المرض، وكان لهذا الأمر الأثر الكبير على شعوري بالقوة ورغبتي في الشفاء والتحدي.
إن الفحص المبكر كان سبب شفائي، لذلك فأنا أنصح جميع النساء بالاهتمام بأنفسهن وأن يقمن بالفحص المستمر للثدي مرة كل شهر وملاحظة أية تغييرات قد تطرأ على حجم الثدي أو الافرازات أو اللون، وعلى الرغم من شفائي من المرض، إلا أنني أقوم بعمل جلسات مراجعة وفحص بشكل دوري ولا زلت أهتم بأجراء الفحص الذاتي.
عندما أخبرني الطبيب بخلو جسدي من المرض، شعرت وكأنني كنت أقبع في بئر عميق وقد خرجت منه، وذلك بفضل الله وشعوري بالإيجابية طيلة رحلة العلاج، فالنفسية مهمة جداً للشفاء من هذا المرض، فهو ليس جزءاً من العلاج إنما العلاج جميعه برأي الشخصي، وأنصح كل امرأة تواجه هذا المرض ألا تستسلم، فالمرض يعطينا حياة جديدة، ويمكنك تجاوزه بالصبر والعزيمة والابتسامة.
اقرئي أيضاً: أهم الممارسات والأغذية التي تحمي المرأة من سرطان الثدي