مذكرات
طفلتي الفاشينيستا تحب الألوان والحياة
أشاهد طفلتي ذات الثلاث سنوات وهي تمشي سعيدة بنفسها ببنطالها زهري اللون وقميصها الأصفر، وجهها متورد، مليئة بالحيوية والحياة. طفلتي الفاشينيستا تحب الألوان! ولا يهمها إن كانت متناسقة مع بعضها أم لا، حتى أنها قد تنام بثياب السباحة إذا أعجبتها في بعض الأحيان!
لطالما تعرضنا لتلك النظرات الناقدة من الأهالي الآخرين لما ترتديه طفلتنا، بالإضافة إلى كلمة جدتها المتكررة "شرشوحة"!
في البداية حاولنا السيطرة على طريقة ارتدائها لثيابها، والتحكم بذوقها فيما يتعلق بالألوان وتناسقها، لكني قلت في نفسي بأن هذه طفلة، والأطفال يحبون الألوان بالطبيعة! نحن أيضاً كنا نحبها في صغرنا، كنا نريد تلوين غرفنا وحيطان المنزل بأجمل الألوان وأزهاها، فنحن لم نكن نوفر لوناً إلا ونستخدمه في الرسم هنا والتلوين هناك، والآن ماذا حدث؟! أنا أراهن أن غالبيتنا لو قمنا بفتح خزائننا لوجدنا أن معظم ملابسنا ألوانها قاتمة وحيادية مثل: الأبيض والأسود والرمادي، قد نجد قميصاً ملوناً أو قميصين، لكن ليس أكثر من ذلك!
بالفعل قامت زوجتي بفتح خزانتها في أحد الأيام، وأرتني ألوان ثيابها الحيادية التي تملأ الخزانة، وعبرت لي عن خوفها من ارتداء ثياب ملونة خشية عدم تناسقها أو تجنباً لتعليقات الناس.
فما الذي حدث لنا مع مرور الوقت؟! كيف انتقلنا من عالم ملون جميل إلى آخر قاتم باهت وحيادي؟! ومنذ متى بدأنا نسمح للناس بمحاكمتنا فيما يخصنا؟!
نعم، أنا أفضل أن أرى طفلتي تمشي بفخر وزهو بما تلبس وتختار من الثياب، لكي تتعلم منذ صغرها أن الحياة ليست سوى ما نتخذه من خيارات، وأن هذا العالم على صعوبته وتحدياته التي لا تنتهي من الممكن أن يكون ملوناً وجميلاً.
اقرئي أيضاً:
قائمة بالأغراض الأساسية للسفر مع الأطفال
أجمل أزياء الأطفال - شتاء ٢٠١٨
مذكرات آدم: صباح بنكهة طفلة
بالصور: 3 طرق لارتداء بنطال العمل فاتح اللون
مذكرات أم عاملة: كيف غيّرت طريقة تربيتي لأبنائي
بالصور: 3 طرق لتنسيق البناطيل المقلمة