أخبار حول العالم
أطفال تحملهم القلوب لا الأرحام
ينتشر في مجتمعنا العربي قولٌ مفاده أن الأم هي التي تربي وليست التي تُنجب وذلك دلالة على أهمية التربية وانخراط الأم في الاعتناء بالأبناء، فالطفل وإن كان يعرف صوت والدته خلال فترة الحمل إلا أنه يتعرف عليها أكثر بعد الولادة نتيجة تفاعله المستمر معها وعنايتها به، لذلك نجد أنه من السهل على الأطفال تقبل الحاضنات ومن يقدمون لهم الرعاية وقد يميل الطفل للتعلق بالحاضنة التي تعتني به أثناء غياب الأم بسبب قضائه معها ساعاتٍ طويلة.
إن شعور الأمومة موجودٌ عند كل امرأة، فهي أم وإن لم تُنجب وكل واحدة قادرة على ممارسة الأمومة والتعامل مع الأطفال حتى وإن لم تمر بمرحلة الحمل وعملية الإنجاب لذلك تلجأ العديد من النساء اللاتي لا يستطعن الإنجاب أو اللاتي لم يسبق لهن الزواج إلى التبني رغبةً في ممارسة الأمومة والحصول على أطفال، وفي بعض الحالات تقوم بعض العائلات بتبني الأطفال رغبةَ في مساعدتهم ويكون لديهم غيرهم من الأبناء.
لكن هذا الأمر ليس سهلاً، فهناك الكثير من القوانين والمتطلبات والشروط التي تقف حائلاً في كثير من الدول أمام الراغبين في التبني، ففي ببعض الدول لا يتم السماح بتبني الأطفال وإن كانت القوانين تسمح بذلك فالنظرة المجتمعية لأطفال التبني والأفكار السائدة حولهم تجعل الأمر بغاية الصعوبة خوفاٌ من رفض المجتمع لهم ومعايرتهم بحالتهم حيث أن بعض الأطفال يكونون مجهولين النسب وتبقى هذه الوصمة مرافقة لهم طيلة حياتهم حتى أنه لا يتم إعطائهم اسم عائلة أو تغيير نسبهم إلى العائلة التي تقوم باحتضانهم فيبقى لقب لقيط مرافق لهم مدى الحياة، مما يضع على عائلاتهم مسؤولية كبيرة لمساعدتهم نفسياً وتأهيلهم لمواجهة المجتمع.
ومن القصص التي انتشرت مؤخراُ وأثارت اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي هي قصة شيماء " أم ليلي" أأم غير متزوجة من جمهورية مصر العربية، تبلغ من العمر 40 عاماُ تعمل كمتطوعة في مستشفى لمعالجة مرضى السرطان، لجأت شيماء للتبني لأنها أرادت أن تحصل على عائلة خاصة بها لاسيما وأنها تعيش لوحدها بعد وفاة والديها وتمتلك القدرة المالية على احتضان طفل وتكوين عائلة، لذلك اتجهت لأكثر من دار رعاية وقد اختارت طفلة صغيرة تبلغ من العمر 5 أشهر وأطلقت عليها اسم ليلى وقد كان من شروط الدار أن تقوم بإرضاعها 5 رضعات مشبعة كي تكون ابنتها بالرضاعة ،وهو ما قامت به شيماء من خلال المتابعة مع طبيبة متخصصة.
تصف شيماء شعورها بالحصول على ليلي وكيف أن وجود هذه الطفلة أضاف الكثير من الفرح والحياة لحياتها وتفاصيل يومها، وترى أن الحياة بعد ليلى أصبحت أجمل وأفضل. إن المشاهد لشيماء وطفلتها لا يستطيع أن يفرق ما إذا كانت أم ليلى الحقيقية أم لا، فنظرات الحب والحنان والألفة التي تحن بها شيماء كمشاعر أي أم أخرى. وكغيرها من حالات التبني كان هناك معارضة من الكثيرين حولها من فكرة تبني فتاة لقيطة وقد برر البعض رفضهم للموضوع بأن تبنيهم بمثابة تشجيع للبعض للتخلي عن أطفالهم، ولكن شيماء ترى أن من حق هؤلاء الأطفال الحصول على عائلة خاصة بهم وبأنها أم ليلى وهي طفلتها وترفض أن تستمع للتدخلات السلبية وتدرك حجم التحدي الذي ينتظر الطفلة في المستقبل وهي عازمة على تحضيرها بما يلزم لتقابل المجتمع، وأن تكون مدركة لوضعها وتشجع غيرها من النساء على اتخاذ هذه الخطوة للعمل على تغيير النظرة المجتمعية للتبني والتي تحرم العديد من السيدات من ممارسة الأمومة مع أطفال حرمتهم الحياة بظروفها من العيش مع والدين محبين في ظروف اعتيادية.
المراجع:
https://www.facebook.com/ajplusarabi/videos/735696790552845/