العلاقات
الكثبر من التفاصيل الجميلة حولك قد تغفلين عنها
"إنها مرحلة.. ستمر ويكبرون!"
عبارة تتردد كثيراً على مسامع الأمهات، في دعوة لهن للاحتمال والصبر على ما يكابدنه من تعب وهن يربين صغارهن!
لكن.. كيف ستمر هذه المرحلة فعلاً؟ ربما تكون مليئة بالتعب والإرهاق والتصبُّر.. صعبة.. منهكة.. وتستدعي الكثير من التضحيات..
وربما تكون فاتحةً لحبٍّ جديد يُحيل صمت منزلك إلى صخبٍ محبب تؤرخين به تلك المرحلة التي ستذكرينها جيداً فيما بعد.. وربما تشتاقين إلى تفاصيل لم تلق لها بالاً في لحظة حدوثها.. تفاصيل إذا انتبهت لها الآن ستهون عليك رحلة الأمومة وتجعل حضور طفلك في حياتك ملاذاً لا عبئاً.. وإطلالة وجهه الملائكي فاكهةً تبدئين بها يومك..
لكل طفل ما يميزه من حركات وانفعالات تأسر القلب وتسعد الروح، وأنت في خضم ما تبذلينه من نفسك وجهدك قد تغفلين عن رؤيتها أو ملاحظتها! فكل يوم يمر كغيره.. ولا شيء سوى التعب!
لذا أنصتي إلى صغيرك واكتشفيه وهو يكتشف العالم، فلا شيء يضاهي نظرة الدهشة في عيني طفلٍ يرى الجمال في كل شيء ومن ثم يعيد صياغته!
كلماتهم
تذكرين أول كلمة نطق بها صغيرك؟ كيف كان شعورك حينها؟ هل ضحكت على كلمات قالها بطريقته الخاصة؟ وكأنها لغة جديدة تسعين جاهدةً لفهمها وتعلُّمها!
استقبالهم للهدايا
خلقت الهدايا والأعياد للأطفال.. هكذا قيل ويقال، وهو كلام صحيح تماماً، أنظري إلى عيونهم ترقص فرحاً بأية مفاجأة أو هدية تقدم لهم، وكيف تعلو أصواتهم احتفالاً بذلك. لذا لا تهملي أبداً هدية طفل، قدميها له بعناية وغلفيها بالزينة والحب، فهو بلا شك سيكافئك وكأنك جلبت له العالم بأسره!
أول المشي
خطواتٌ رعناء ويدان صغيرتان تستندان بكِ.. يحاول صغيرك أن يعبر من أول الممر إلى آخره، يحاول مرة ثانية وثالثة.. بينما أنت ترقبين وتصورين بكاميرة هاتفك تلك اللحظة الجلل، كيف لا وقد استطاع صغيرك أن يحرز أولى بطولاته، أن يخطو نحوك مزهوًّا بنفسه!
تقلب مزاجهم
بكاء كثير وصراخ لأنك حرمته من قطعة شوكولاتة، ثم تفاجئينه بلعبة صغيرة حتى تختلف ملامحه تماماً وتملأ ضحكاته المكان كأن شيئاً لم يكن! والأم الذكية هي من تستغل هذا التباين الطفولي في المشاعر لتوجيه الطفل لما تراه مناسباً له ولها.
تناول الطعام بأنفسهم
أنظري إليه يتناول المعكرونة فيملأ وجهه ويديه وطاولة الطعام بالصلصة الحمراء، فتكون أولى محاولاته في الاعتماد على نفسه والاستقلال عنك، أليست مشاهدة هذا كله أمراً ممتعاً ومدهشاً أيضاً!
خوفهم ولجوؤهم إليكم
يخاف فيركض إليك ثم يدفن رأسه في حضنك، فأنت ملاذه وبيته ومأمنه! فيطير قلبكِ إليه يدثِّره ويطمئنه ويهدئ من روعه، فلا أجمل من هكذا صورة تتجسد فيها فطرة الله التي ألقاها في نفس الأم وطفلها فأينعت عطفاً وحناناً.
الفوضى التي يحدثونها
فوضى عارمة.. لا شيء في مكانه.. ووسط كل هذا يقف صغيرك مبتسماً وكأنه يحقق انتصاراً ما.. إنجازاً ما.. هذه هي الفوضى الخلَّاقة التي يصنعها الأطفال وتصنع إبداعهم وحضورهم في آن.
عند نومهم
يحين وقت النوم فتأخذين طفلك إلى سريره، ما بين قصة ما قبل النوم وهدهدة ناعمة تنسدل عيناه كأنها إغفاءة ملاك، وأنت تراقبين وتعيدين شريط اليوم تفكرين بكل التفاصيل الصغيرة والجميلة التي جلبها لك حضوره في حياتك!
محاولاتهم في الاختباء
أليس طريفاً جداً ما يفعله صغيرك حين يخبئ وجهه خلف وسادة ظنًّا منه أنك لا تستطيعين رؤيته، وعندما تكشفين أمره، ينفجر ضاحكاً! وكأنك بإيجاده قد صنعت شيئاً عظيماً!
وغير ذلك الكثير من التصرفات والانفعالات الطفولية الساحرة التي تضفي طعماً ولوناً مختلفاً على حياة كل أم لا بل على العائلة بأكملها.. لذلك التقطي الكثير من الصور والفيديوهات لطفلك واحتفظي بها لك وله بالمستقبل.. فلا شيء أغلى وأثمن من لحظة حبٍّ صادقة قضيتماها معاً.
وأنت عزيزتي الأم شاركينا هنا بتلك اللحظة أو الحركة التي قام بها طفلك أو ما زال يقوم بها حتى طُبعت في ذاكرتك وتركت آثارها في نفسك.. لابد وأنك تبتسمين الآن وأنت تفكرين بها!