العلاقات
"لم يكن خطئي بل خطؤك أنت!"... جملة يجب أن يتجنبها الزوجين
ذكرت في مقالي السابق أربع أنماط للتواصل قد تؤدي إلى الطلاق الانتقاد، الدفاع، الازدراء، الصد والابتعاد. قمت بتوضيح النمط الأول وهو "الانتقاد". أما في هذا المقال سأقوم بشرح النمط الثاني من التواصل وهو "الدفاع" وإعطائكم بدائل عنه تساعدكم في الحفاظ على علاقتكم الزوجية.
"ليست غلطتي أننا تأخرنا، تأخرنا بسببك أنت."
"لا ليس بسببي!"
حديث مألوف جداً، أليس كذلك؟
الدفاع هو شكل من أشكال حماية الذات التي قد تعتمد على لوم الطرف الآخر -الشريك- (الاستنكار) أو، أحيانًا، عرض أنفسنا كضحية من أجل الهروب أو درء هجوم معيَّن. كأنك تقول لشريكك:" أنت المشكلة وليس أنا". وللأسف الدفاع بهذه الطرق لا يساعد في حل المشكلة ويمنع الشريكين من تحمل مسؤولية أفعالهم ومواجهتها مما يؤدي إل تصاعد الأمور وزيادة الصراع.
أمثلة على نمط التواصل "الدفاع":
- خلق الأعذار- بالقول إنك تعرضت لظروف خارجة عن سيطرتك أجبرتك على التصرف بطريقة معينة أو قلب الموقف ليتحمل مسؤوليته الطرف الآخر وإيقاع اللوم عليه. "لم يكن خطئي!"
- هي تقول: "هل اتصلت بنور وزيد لإخبارهم أننا لن نأتي الليلة كما وعدتني هذا الصباح؟"
- رد دفاعي
- هي تقول: "هل اتصلت بنور وزيد لإخبارهم أننا لن نأتي الليلة كما وعدتني هذا الصباح؟"
هو يجيب: "كنت مشغولاً للغاية اليوم. في واقع الأمر، أنت تعرفين مدى انشغال جدول أعمالي. لماذا لم تقومي بذلك بالنيابة عني؟"
- رد غير دفاعي
هو يجيب: "اعذريني، لقد نسيت. كان ينبغي عليّ أن أطلب منك هذا الصباح القيام بذلك لأنني كنت أعرف أن جدول يومي مزدحم. دعيني أتصل بهم الآن".
- الشكوى كأنك ضحية بريئة، كالقول: "هذا ليس عدلاً..."
- الرد بشكوى أو بانتقاد للطرف الآخر – أي أن تستقبل شكوى شريكك بشكوى أخرى أو انتقاد آخر له متجاهلاً ما يقوله/ تقوله. ومن هنا، يدخل الشريكان في حوار لا يسمعان بعضهما البعض فيه ويتحول الأمر إلى صراع بينهما مَن يتذمر أو ينتقد أكثر! فعندما لا يتم معالجة أو معرفة الشكوى الأساسية سيحتد النقاش ويزيد الاستياء من الطرفين. فمثلاً:
- هي: "لقد تركت الحمام في فوضى عارمة، اضطررت للتأخر عن عملي لأقوم بتنظيفها."
- هو:" وأنتِ قمت بتعبئة غسالة الصحون بطريقة خاطئة، فكان عليَّ ترتيبها وتعبئتها من أول وجديد."
- الاختلاف ثم الرد بشكوى أو انتقاد للطرف الآخر مثل قول: "هذا ليس صحيحاً، فأنت الشخص الذي ..."، فيكون الرد: "فعلتُ هذا لأنك فعلت ذلك ...".
- نعم وبالإضافة إلى ذلك – عندما تبدأ حديثك "بالموافقة" على ما ذُكر ومن ثم الاختلاف عليه فتبدأ بتكرار نفسك دون الالتفات إلى ما يقوله الشخص الآخر. بعبارة أخرى، تقول "نعم، وبالإضافة إلى ذلك ..." أو تتظاهر بالموافقة لتقوم بذكر شكوى أخرى فقط. على سبيل المثال، "نعم، لقد حاولت بالفعل أن أفعل ذلك واستغرق الأمر فترة ما بعد الظهيرة. فأنت تعلم أنني لا يمكنني التوقف عن العمل في أي وقت أو لفترة طويلة كما يمكنك أنت!".
ما هي بدائل الدفاع عند التواصل مع الشريك؟
- تقبُّل تحمل المسؤولية حتى ولو لجزء من الخلاف؛ حاول سماع شكوى شريكك وتحمل بعض المسؤولية عن المشكلة. "ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا؟" و "ماذا يمكنني أن أفعل حيال ذلك؟" على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "حسناً، جزء من هذه مشكلتي، ربما عليَّ أن أخطط لوقتي بأكثر فعالية."
- استخدم نعم، بدلاً من نعم وبالإضافة إلى ذلك.
- أعد صياغة السيناريو الداخلي الخاص بك: استبدل طريقتي الاستنكار أو لعب دور الضحية البريئة بأساليب تدل على التقدير، التفهم وتحمل المسؤولية والتي تقوم بدورها بتهدئة الخلاف والدلال على مصداقيتك أمام الطرف الآخر.
- تدرب على عدم اللجوء إلى الدفاع أثناء النقاش أو المجادلة – انظر إلى كلام شريكك عند النقاش أو المجادلة وكأنه مجرد أفكار ولا تتشبث بمعانيه وتفسيراته التي قد تدور في رأسك.
قبل أن تصاب بالهلع وتدرك أنك فعلت كل هذه الأشياء في بعض الأوقات، تذكر: إنها مسألة تكرار ودرجات! يشير الباحثون إلى أن الأزواج السعداء يفعلون هذه الأشياء، لكن الفرق يكمن بأن الأزواج الغير سعيدين يقومون بها باستمرار أو بشكل متكرر ومكثف. وعندما يصبح التواصل في حد ذاته تجربة سلبية، ينهي الشركاء التواصل فيما بينهم فينفصلون.