العلاقات
كيف ندعم شخصاً مقرباً مصاباً بالاكتئاب
الاكتئاب هو اضطراب خطير، ولكنه قابل للعلاج يؤثر على ملايين الأشخاص في العالم، من الصغار إلى الكبار. وخطورته تكمن في أنه يعوق الحياة اليومية، ويسبب ألماً هائلاً، ولا يضر فقط بأولئك الذين يعانون منه، ولكن يؤثر أيضاً على كل من حولهم.
إذا كان هناك شخص قريبٌ منكم يعاني من الاكتئاب، فقد يواجه عدداً من المشاعر الصعبة، بما في ذلك اليأس والإحباط والغضب، والخوف، والشعور بالذنب، والحزن، التي لا يكون عادة من السهل التعامل معها، وإذا أهملتم صحتكم أثناء اعتنائكم بالشخص المكتئب سوف ينعكس الأمر عليكم وعليه بشكل سلبي.
وجودكم بجانب الشخص الذي يعاني من حالة الاكتئاب ودعمكم يمكن أن يكونا حاسمين في تعافيه، يمكنكم مساعدته على التعامل مع أعراض الاكتئاب والتغلب على الأفكار السلبية واستعادة طاقته وتفاؤله واستمتاعه بالحياة. ابدؤوا بتعلم كل ما تستطيعون عن الاكتئاب وكيفية التحدث عنه بشكل أفضل مع الشخص المكتئب سواءً كان أحد الأصدقاء أو من أفراد الأسرة. ولكن عندما تفعلون ذلك، لا تنسوا الاعتناء بصحتكم العاطفية - فستحتاجون إليها لتقديم الدعم الكامل لمن تحبون.
أولاً: كيف نميز حالة الاكتئاب لدى أحد المقربين؟
لا يعاني كل شخص من الاكتئاب بنفس الطريقة، ويمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر.
إذا كان شخص مقرب منكم يعاني من الاكتئاب فقد تبدو عليهم الأعراض التالية:
- يبدو الشخص حزيناً أكثر من المعتاد.
- يبدو أكثر تشاؤماً من المعتاد أو يائساً بشأن المستقبل.
- يتحدث عن الشعور بالذنب أو الفراغ أو انعدام القيمة أكثر من المعتاد.
- يبدو أقل اهتماماً بقضاء الوقت معك أو التواصل بشكل أقل من المعتاد.
- ينزعج بسهولة أو يبدو سريع الانفعال بشكل غير عادي.
- لديه طاقة أقل من المعتاد، وتبدو حركاته بطيئة أو فاترة بشكل عام.
- لديه اهتمام أقل بمظهره من المعتاد أو أنه لا يقوم بعادات النظافة الشخصية كما يجب، مثل الاستحمام وتنظيف الأسنان.
- يجد صعوبة في النوم أو أنه ينام أكثر من المعتاد.
- يقل اهتمامه بالنشاطات والأمور التي كان يحب القيام بها سابقاً..
- يغلبه النسيان في كثير من الأحيان أو يجد صعوبة في التركيز أو اتخاذ قرار بشأن الأشياء.
- يتناول الطعام بشكل أكثر أو أقل من المعتاد.
- يتحدث عن الموت أو الانتحار.
كيف أساعد؟
يمكن أن تساعدكم هذه النصائح على أن تكونوا مصدر دعم لصديق أو قريب مصاب بالاكتئاب.
1. ابدؤوا محادثة مع الشخص المكتئب
دعوا هذا الشخص يعلم بأنكم موجودون من أجله. يمكنكم بدء المحادثة بمشاركة مخاوفكم وطرح سؤال محدد.
على سبيل المثال، يمكن أن تقولوا:
- "يبدو أنك كنت تمر بأوقات عصيبة مؤخراً. ماذا يدور بعقلك؟"
- "في المرات القليلة الماضية بدوت محبطًا قليلاً. هل هناك أي شيء يحدث لك وتريد التحدث عنه؟"
- "ذكرت أنك مررت ببعض الأوقات الصعبة مؤخراً، ما هو شعورك حيال كل شيء؟"
ضعوا في اعتباركم أن الشخص المكتئب قد يرغب في التحدث عما يشعر به، لكنه قد لا يرغب بسماع أي نصيحة.
تفاعلوا باستخدام تقنيات الاستماع النشط:
- اطرحوا أسئلة للحصول على مزيد من المعلومات بدلاً من الافتراضات.
- أظهروا التعاطف والاهتمام بلغة الجسد.
- قد لا يشعر الشخص الذي يعاني من الاكتئاب برغبة في التحدث في المرة الأولى التي تطلبون فيها ذلك، لذا لا تستسلموا واستمروا في إخباره بأنكم موجودون من أجله.
- استمروا في طرح الأسئلة المفتوحة (دون إلحاح) والتعبير عن قلقكم. حاولوا إجراء محادثات شخصية كلما أمكن ذلك. إذا كنتم تعيشون في مناطق مختلفة، فحاولوا استخدام الدردشة المرئية.
2. ساعدوه في العثور على الدعم الذي يحتاجه
قد لا يدرك الشخص أنه مصاب بالاكتئاب، أو قد يكون غير متأكد من كيفية الوصول إلى الدعم الذي يحتاجه. حتى لو كان يعلم أن العلاج يمكن أن يساعد، فقد يكون من الصعب عليه البحث عن معالج وتحديد موعد.
إذا بدا الشخص المقرب منكم مهتماً بالاستشارة، اعرضوا المساعدة في مراجعة المعالجين المحتملين. يمكن أن يكون تشجيعه ودعمه لتحديد الموعد الأول مفيداً جداً إذا كانوا يواجهون صعوبة في ذلك.
3.ادعموه من أجل مواصلة العلاج
تمر بعض الأيام قد لا يشعر فيها الشخص المصاب بالاكتئاب بالرغبة في مغادرة المنزل. يمكن للاكتئاب أن يستنزف الطاقة ويزيد من الرغبة في العزلة الذاتية.
إذا أبدى الشخص رغبته في إلغاء موعد الجلسة العلاجية قوموا بتشجيعه على الالتزام. الشيء نفسه ينطبق على الأدوية. إذا أراد التوقف عن تناول الدواء بسبب الآثار الجانبية، فكونوا داعمين له، وشجعوه على التحدث مع طبيبه النفسي حول التغيير إلى مضاد اكتئاب مختلف أو التوقف عن تناول الدواء تماماً. قد يؤدي التوقف المفاجئ عن تناول مضادات الاكتئاب دون إشراف أخصائي نفسي إلى عواقب وخيمة.
4. اعتنوا بأنفسكم
عندما تهتمون بشخص مصاب بالاكتئاب، فقد تحاولون ترك كل شيء والبقاء إلى جانبه ودعمه. ليس من الخطأ أن ترغبوا في مساعدة صديق، ولكن من المهم أيضاً الاهتمام باحتياجاتكم الخاصة.
إذا بذلتم كل طاقتكم في دعم أحد المقربين، فلن يتبقى لكم سوى القليل. وإذا كنتم تشعرون بالإرهاق أو الإحباط، فلن تكونوا قادرة على مساعدته كثيراً.
5. تعرفوا إلى الاكتئاب بأنفسكم
بينما يعاني الناس من الاكتئاب بشكل مختلف، فإن التعرف إلى الأعراض العامة والمصطلحات يمكن أن يساعدكم في إجراء محادثات أكثر عمقًا مع الشخص المصاب بالاكتئاب. اقرؤوا الأعراض والأسباب ومعايير التشخيص والعلاج بأنفسكم.
6. اعرضوا المساعدة في المهام اليومية
مع الاكتئاب، يمكن أن تكون المهام اليومية مرهقة. إذا لاحظتم وجود إهمال في الأعمال المنزلية والنظافة اعرضوا المساعدة على الشخص المكتئب، قد يقدّر الشخص عرض المساعدة، لكنه أيضاً قد لا يكون قادراً على توضيح ما يحتاجه.
إذا لاحظتم أن ثلاجته فارغة، فقولوا له: "هل يمكنني اصطحابك لشراء بعض الأغراض من البقالة، أو اكتب لي قائمة بما ينقصك؟" أو "لنذهب لشراء أغراض البقالة وطهي العشاء معاً."
مجرد عرض الشراكة والمساعدة في الموضوع يمكن له أن يجعل العمل يبدو أقل صعوبة عليه.
7. تحلوا بالصبر
يتحسن الاكتئاب عادةً بالعلاج، ولكن يمكن أن يكون العلاج عملية بطيئة تتضمن بعض التجربة والخطأ. قد يضطر المريض إلى تجربة بعض طرق الاستشارة أو الأدوية المختلفة قبل أن يجد طريقة تساعده في العلاج والتحكم بالأعراض. حتى العلاج الناجح لا يعني دائماً أن الاكتئاب يزول تماماً. قد تستمر الأعراض بالظهور من وقت لآخر.
في غضون ذلك، من المحتمل أن يمر الشخص المصاب ببعض الأيام الجيدة وبعض الأيام السيئة. فيجب عليكم التحلي بالصبر خلال ذلك.
8. ابقوا على اتصال دائم مع الشخص المصاب
السماح له بمعرفة أنكم ما زلتم تهتمون لأمره وأنكم بجانبه يمكن أن يساعد في تحسن حالته كثيراً. حتى إذا لم تكونوا قادرين على قضاء الكثير من الوقت معه بشكل منتظم، تواصلوا معه بانتظام من خلال رسالة نصية أو مكالمة هاتفية أو زيارة سريعة، أو بإرسال نص سريع يقول "كنت أفكر فيك وأنا أهتم بك" يمكن أن يساعد.
قد يصبح الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر انسحاباً وعزلة ويتجنبون التواصل، لذلك قد تجدون أنفسكم تبذلون المزيد من أجل الحفاظ على الصداقة. لكن الاستمرار في كونكم إيجابيين وداعمين في حياة هذا الصديق قد يُحدث فرقاَ كبيراً بالنسبة له، حتى لو لم يتمكن من التعبير عن ذلك في الوقت الحالي.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/how-to-help-a-depressed-friend#things-to-avoid