العلاقات
الطلاق بسلام وتربية الأبناء بعده
أهلا وسهلاً بكِ أ.ندى حريري
-
بدايةً عرّفينا بنفسكِ، من هيَ (ندى) قبل أي شيء؟
ندى هي سيدة بسيطة، قارئة ومحبة للعمل الاجتماعي. أم وزوجة ومرشدة شخصية ومدربة في مجال الطلاق بسلام.
-
لديكِ تجربة شخصية قمتِ بتحويلها لمبادرة مهمّة جدًا في التشافي بعد الطلاق، كيف استطعتِ الخروج من تجربة قد تكون مؤلمة للبعض ومعرقلة لإنتاجيّتهم في مختلف المجالات إلى هذه المبادرة الفاعلة؟
لإيماني العميق أن التجارب المؤلمة لا توضع في طريقنا لتكسرنا أو تحطمنا وإنما لتقوينا أكثر وتساعدنا على النضج والنمو. كنت ولازلت أبحث دائما عن الخير والحكمة الموجودين خلف أي تجربة مؤلمة نتعرض لها واستخدمها للنمو والتوسع. وبما أني استطعت فعل ذلك فأي شخص آخر قادر بإذن الله على فعل الشيء نفسه إن وجد الدعم والمساعدة.
-
كيف كانت نفسيتك أو كيف تعاملت مع الطلاق وخاصة بوجود أطفال؟
كنت أحاول الصمود والتعامل مع مشاعري بعيداً عن أبنائي، كان لدي فريق الدعم الخاص بي من (المستشار النفسي، صديقات، عائلة) وبعدها عملت مع مدربة طلاق أجنبية حيث لم يكن يوجد أي أحد متخصص في الإرشاد والتدريب على الطلاق بسلام في العالم العربي.
ومعها تعلمت ألا أُهمل مشاعري وأن أكون حقيقية في التعبير عنها بهدوء حتى أمام أطفالي، بل إن ذلك سيساعدهم على التواصل مع مشاعرهم هم أيضا بخصوص الطلاق، نميل نحن الأمهات دائما لحماية أبنائنا من أي ألم ورغم أنه من الجيد جداً أن نجنب الأبناء الدراما والصراع إلا أن أي ألم قد يختبرونه في هذه المرحلة لابد أن يتم تفهمه وقبوله والسماح لهم به لأن وجود الألم في هذه المرحلة طبيعي جداً ومن السيء لنا كأمهات أن نطالبهم بإخفائه أو تجاهله .
-
هل تمكنتما من وضع خطة لتربية مشتركة بعد الانفصال؟ ما هي أهم جوانب التربية المشتركة؟
والد أبنائي كان مهتم دائما بمصلحة أبناءه وأن لا يتأثروا بشكل سلبي من الطلاق وعملنا بجهد أنا وهو حتى نتعامل مع خلافاتنا أثناء الطلاق وما بعده بعيدا عنهم، واستمرينا في أداء أدوارنا نحو الأبناء على أكمل وجه كما كنا نفعل أثناء الزواج، فالطلاق كان نهاية لعلاقتنا الزوجية ولم يكن نهاية لعلاقتنا الوالدية أو لعائلتنا الصغيرة التي تغير شكلها فقط ومكان سكن أفرادها إلا أنها بقيت موجودة.
-
كيف وجدتِ أثر مبادرة تبات ونبات على الشريحة المستفيدة منها، وما أثر مجموعات الدعم عليهم؟
الأثر كان عميق لأن برنامج تبات ونبات ليس مجرد مبادرة وإنما هي مجموعات صغيرة لا تزيد عن 8 أشخاص في كل مرة تخضع لإرشاد جماعي مكثف بالإضافة إلى نادي قراءة لكتب مختارة بعناية مع الكثير من التمارين والأنشطة التي تساعدهم في الغوص بداخل أعماقهم لتغيير نظرتهم لأنفسهم ومن ثم تساعدهم النظرة الجديدة الأكثر لطفاً وتقبلاً في تغيير نظرتهم للقصة التي عاشوها في الزواج أو الطلاق. كما تساعدهم مجموعات الدعم لمدّ يد العون بين سيدات يعِشن نفس التجربة لبعضهن البعض، فلا يشعرن بالوحدة أو العزلة التي تفرضها عليهم حالة الطلاق أحياناً.
-
كيف كان تحوّل فكرة الدعم لمن يمرّ بهذه التجربة، إلى عمل منظم بشكل مهني، وهل هناك من أشار عليكِ بأهمّية هذه الخطوة أم كانت بدافعٍ شخصي؟
في البداية وقبل دراستي للإرشاد في مجال الطلاق بدأت هذه المجموعات بشكل شخصي بعد اطلاع على أهداف مجموعات الدعم وطرق إدارتها، وأثناء دراستي للإرشاد في مجال الطلاق كان يتم تدريبنا على إدارة مجموعات دعم بأشكالها المختلفة فهناك المجموعات المغلقة التي يتكرر فيها نفس الأشخاص لفترة من الوقت وهناك المجموعات المفتوحة والتي يتغير فيها المشاركين في كل لقاء عن الآخر. وهنا قررتُ تحويلها لعمل مهني منظم بحيث يجد الأشخاص في المنطقة مجموعة مناسبة لهم تتحدث لغتهم وتنتمي لنفس مجتمعهم.
الآن مجموعات الدعم تتسع وتُقام عن بعد ويشارك فيها سيدات من أنحاء العالم العربي.
-
ما هي نصائحك للمرأة المطلقة سواء أم أو لا؟
أن تتذكر أنها ليست المرأة الوحيدة التي تعيش هذه التجربة، وأن الطلاق أمرٌ وارد وتصحيح لعلاقة غير جيدة، فلا تحمل نفسها ما لا تطيق ولا تغرق في دوامة اللوم والحسرة، لديها حياة غنية ممتلئة بها وبمن تحب فلتتابع نموها واتساعها يوماً بعد آخر فما زال هناك الكثير لتكتشفه والكثير لتتعلم منه.
-
حدّثينا أكثر عن عناوين ورش العمل التفاعلية، وإصدارات الكتب المتوفرة على الموقع وكيف يمكن أن تدعم المرأة والرجل بعد تجربة الطلاق. وما هو دور هذا النوع من الوعي في تقليل أضرار الطلاق على جميع الأطراف.
ورشة العمل الأهم بعد برنامج نبات ونبات للتشافي من الطلاق هي دورة أبنائي بعد الطلاق وهي دورة تثقيفية واسعة تغطي معظم الجوانب التي تتسبب في تردد الأهل وخوفهم على أبنائهم أثناء الطلاق كما تدربهم على التعامل مع مشاعر أبنائهم ومشاعرهم هم ايضا تجاه الطلاق والتي غالبا ما تحتوي على شعور بالذنب أو تأنيب الضمير لانتهاء الزواج.