التقييم والتشخيص
اضطراب الشلل الدماغي عند الأطفال
يعد الشلل الدماغي اضطراباً عصبياً سببه وجود تشوه أو حدوث تلف في الدماغ، والذي قد يحدث قبل الولادة أو خلالها، أو خلال أول سنتين من عمر الطفل. إن الشلل الدماغي يؤثر بشكل رئيسي على حركة الجسم والتنسيق في حركة العضلات. تشير بعض الأبحاث الأخيرة في الولايات المتحدة والمطبقة على السكان هناك إلى أن ٤ من ١٠٠٠ طفل يتم تشخيصهم باضطراب الشلل الدماغي.
الأسباب:
من بين الأسباب التي تحدث قبل الولادة:
-
حدوث الالتهابات خلال فترة الحمل، مثل: الحصبة الألمانية.
-
عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الطفل بسبب وجود مشكلة في كفاءة عمل المشيمة.
كما يعد انخفاض كمية الأكسجين الواصل إلى الطفل أثناء الولادة من الأسباب في أقل من ١٠٪ من الحالات.
بينما تشتمل الأسباب التي تحدث خلال الأشهر أو السنوات الأولى من الحياة على:
-
الإصابة باليرقان.
-
الإصابة بالتهاب السحايا.
-
التعرض للإصابات في منطقة الرأس.
لا يعتبر الشلل الدماغي مرضاً، وهو لا يزداد سوءاً مع مرور الوقت، بمعنى أن إصابة الدماغ لا تصبح أسوأ. ولكن مع نمو الطفل ووضوح المعيقات الحركية لديه، يبدو تأثير الإصابة بالشلل الدماغي أكثر وضوحاً.
الأعراض المبكرة:
هناك بعض الأعراض المبكرة والتي قد تدل على إصابة الطفل بالشلل الدماغي:
-
عند حمل الطفل يبدو جسده ليناً أكثر من الطبيعي.
-
قد تبدو العضلات صلبة أو متشنجة.
-
مشاكل في الرضاعة وتناول الطعام والبلع.
-
قد لا يستطيع الطفل إبقاء رأسه مرفوعاً عند الاستلقاء على بطنه، أو عند إجلاسه.
-
يحرك جهة واحدة من جسده فقط وبشكل مستمر.
-
عدم تحقيق المعالم النمائية في الوقت المناسب، مثال: لا يستطيع أن يقلب نفسه أو يجلس بمفرده بحلول عمر الستة أشهر.
لا يعتبر الشلل الدماغي مرضاً، وهو لا يزداد سوءاً مع مرور الوقت، بمعنى أن إصابة الدماغ لا تصبح أسوأ
التشخيص:
إن تشخيص الشلل الدماغي في الأطفال الذين يولدون بعد فترة حمل كاملة يتم في غالب الأحيان بين عمر ٦ أشهر وعمر ١٨ شهر. ولكن، وبسبب عدم وضوح الأعراض عند الولادة أو في الأشهر الأولى من الحياة، قد يتأخر التشخيص. في بعض الحالات الخفيفة، قد يتم التشخيص في عمر متأخر كعمر ٥ سنوات.
تظهر أعراض الاضطراب بشكل مختلف عند كل طفل، وذلك حسب المنطقة المتأثرة في الدماغ وحدة الإصابة. وهذا ينعكس بدوره على نوع الشلل الدماغي (بالنسبة لقوة العضلات)، وعلى المنطقة المصابة في الجسم، وعلى درجة الإصابة وحدتها.
وعليه، قد يتم تشخيص الطفل إما بـ :
-
توتر عضلي منخفض يؤدي إلى عضلات رخوة (الارتخاء).
-
توتر عضلي عالي يؤدي إلى عضلات مشدودة (التشنج).
إن حدة الإصابة تتراوح من خفيفة إلى متوسطة، إلى حادة. بينما تتبع الأعضاء المصابة التوزيعات التالية:
-
الشلل الرباعي:
يصيب كافة أنحاء الجسم، ولكن الأطراف العلوية تكون أكثر تأثراً من الأطراف السفلية.
-
الشلل المزدوج:
تتأثر بهذه الإصابة الأطراف السفلية وقد يتأثر جذع الجسد أيضاً.
-
الشلل النصفي:
يتأثر بهذه الإصابة أحد جوانب الجسم.
-
الشلل الأحادي:
يتأثر بهذه الإصابة أحد الأطراف فقط.
إن إصابة الطفل بالشلل الدماغي لا تعني أنه لا يستطيع أن يحقق الأهداف أو ينجز في حياته، ولكن بعض الأطفال بحاجة إلى دعم أكثر من غيرهم
بعض الإصابات الطبية الشائعة والمرافقة للشلل الدماغي:
-
اعتلالات السمع أو البصر
-
انخفاض القدرة على التحكم بالمثانة
-
الصرع.
-
مضاعفات في جهاز التنفس.
-
إعاقات في النطق.
-
إعاقات عقلية.
التدخل:
بالرغم من أن الشلل الدماغي حالة تصاحب الشخص طيلة حياته، إلا أن هناك العديد من التدخلات التي قد تساعد في التقليل من أثرها وتعمل على تحسين نوعية الحياة. إن التدخلات العلاجية والنفسية والطبية متوفرة حسب نوع الحالة وشدتها.
إن إصابة الطفل بالشلل الدماغي لا تعني أنه لا يستطيع أن يحقق الأهداف أو ينجز في حياته. بعض الأطفال بحاجة إلى دعم أكثر من غيرهم، ولكن العديد يستطيعون الالتحاق بالمدارس والجامعات ، كما يستطيعون قيادة السيارة وممارسة الألعاب الرياضية وتكوين عائلة. فهناك العديد من قصص النجاح لأشخاص مصابين بالشلل الدماغي ممن تفوقوا في المجالات الرياضية والفنية وفي مجال الأعمال، وغيرها.
“بالرغم من أننا نستطيع تعريف الشلل الدماغي وتحديده. إلا أن الإصابة به لا تعرّف عن الشخص ولا تحدده”