التربية
زيد سوقي: إحداث التغيير من خلال رسومات الأطفال
أجرت المقابلة" معالي جميل، من فريق أمهات ٣٦٠
- هل من الممكن أن تعرّف عن نفسك وعن The Orenda Tribe؟
سؤال جيد جداً، حيث أنني أجد نفسي مرتبطاً بـ The Orenda Tribe، فهي حصيلة تجاربي وقيمي وما مررت به، وما أريد أن أكونه، ولكنني لا أعتقد أنك تريدين قراءة 30 سنة من هذا في هذا المقال، لذا سأبقي الموضوع بسيطاً، على الأقل في الوقت الحالي.
أنا اسمي زيد سوقي وسيصبح عمري 30 سنة بعد شهر. حاصل على شهادة البكالوريوس في هندسة أنظمة الحاسوب في جامعة بريستول، وقد حصلت مؤخراً على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة IE من مدريد.
تشتمل خبرتي العملية قبل The Orenda Tribe على العمل كمحلل مالي في مجال تمويل الشركات، كما شغلت العديد من المناصب في المجالات اللوجستية مثل العمليات والإدارة العامة، بالإضافة إلى الالتحاق ببرنامج إقامة والعمل كاستشاري في منظمة غير حكومية في جنوب أفريقيا.
عدا عن ذلك، تستطيعين تلخيص ما أحب في الكلمات التالية: الطبيعة، والسفر، ورياضة الجوجيتسو البرازيلية، والكتابة والعائلة والأصدقاء.
أما بالنسبة لـ The Orenda Tribe، فهو دار أزياء للأطفال تصنع تصاميمها من رسومات الأطفال الذين يعيشون في المجتمعات المنكوبة. مقابل كل قطعة تباع، نعيد جزءاً من الربح إلى المجتمعات على شكل شيء يحتاجون إليه.
إن أول منتجاتنا، وهو التي شيرت، مصنوع من قطن عضوي 100%، ومصنوع في تركيا ويقدم في السوق على أنه منتج ذو نخب أول. نحن نأمل أن نقرب المسافات بين الأشخاص الذين يشترون هذا المنتج وأولئك الذين يعيشون في المجتمعات المنكوبة، وذلك من خلال رفع وعي المشتري عما يحدث في تلك المجتمعات.
إن هدفنا الأسمى في The Orenda Tribe أن نصنع فرقاً بينما نجني ربحاً، وبالتالي نخلق نموذج عمل مستدام بذاته، والذي يضمن عائداً مستمراً للمجتمع وللشركة.
من خلال هذا، نأمل أن نلهم الشركات الأخرى لإدخال مفهموم رد الجميل للمجتمع كجزء أساسي في نماذج عملهم.
بكلمات بسيطة، ليس من الضروري على الواحد منا أن يختار بين العيش المرفه وعمل الخير.
- كيف خطر لك مفهوم The Orenda Tribe؟
إن ما بدأ كفكرة لعمل تي شيرتات تحمل عبارات أطفال مكتوبة بخط اليد والذي استلهمت فكرته من كتاب صغير يدعى “Really important stuff my kids have taught me” والذي قرأته بالصدفة، تحول تدريجياً إلى The Orenda Tribe، بعد أن حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من مدريد، وخدمت في منظمة غير حكومية في جنوب أفريقيا تدعى The Lonely Road Foundation، وعندما كنت بين أناس أعتبرهم الأكثر إلهاماً من بين من قابلتهم في حياتي. أناس يكرسون حياتهم لخدمة الآخرين المحتاجين، وهم يتمتعون بالدافعية والإيجابية أثناء قيامهم بذلك.
إن خبرة العمل في المنظمات غير الحكومية، والتي تمحورت حول الأيتام والأطفال الأكثر عرضة للخطر، بالإضافة إلى الجو الذي يشجع على الريادة الذي امتازت به الجامعة، وتفكيري بالأوضاع في الشرق الوسط، كل هذا أدى إلى نشوء The Orenda Tribe.
وقررت أن أتحدى نفسي وأتعدى نطاق حياتي المريح، وأنا الآن في رحلة لخلق المعادلة المثالية لي حيث أستطيع الجمع بين رد الجميل للمجتمع، وكسب العيش في نفس الوقت، وهو نموذج لو اتبعه الجميع سيكون له أثر كبير على العالم.
وفي يوم من الأيام قررت أنه ليس من الضروري علي أن أختار بين العيش المرفه وعمل الخير. تركت عملي، وقررت أن أتحدى نفسي وأتعدى نطاق حياتي المريح، وأنا الآن في رحلة لخلق المعادلة المثالية لي حيث أستطيع الجمع بين رد الجميل للمجتمع، وكسب العيش في نفس الوقت، وهو نموذج لو اتبعه الجميع سيكون له أثر كبير على العالم.
- ماذا تعلمت من العمل مع اللاجئين، وخصوصاً الأطفال منهم؟
إن الأطفال هم أطفال، سواءً كانوا في داخل المجتمعات المنكوبة أو خارجها.
إن الأطفال هم من كنا نحن في السابق، عندما كنا نستمتع بالأمور الصغيرة في الحياة، عندما كان لدينا حب الفضول عن العالم ما حولنا، وعندما كنا نقول ما يخطر على بالنا من دون تفكير، وعندما كنا نحلم ونتساءل ونجوب ما حولنا.
إن التواجد بين الأطفال يعيدني إلى بساطة الحياة، وهي تجربة تعيد التواضع للإنسان على نحو ما.
يجب علينا أن نمكَن هؤلاء الأطفال ليحافظوا على طفولتهم، وذلك من خلال تزويدهم بالأدوات الأساسية التي تسمح لهم بعيش طفولة طبيعية، أشياء مثل الرسم واللعب والتعليم.
إن الأطفال هم من كنا نحن في السابق، عندما كنا نستمتع بالأمور الصغيرة في الحياة، عندما كان لدينا حب الفضول عن العالم ما حولنا، وعندما كنا نقول ما يخطر على بالنا من دون تفكير، وعندما كنا نحلم ونتساءل ونجوب ما حولنا.
- هل من الممكن أن تحدثنا قليلاً عن مخيم الزعتري؟
إن مخيم الزعتري مخيم ضخم، ولم أرى إلا جزءاً بسيطاً منه. ما رأيته هو مدينة في طور البناء، وأناس يبتكرون طرقاً للعيش والبقاء، وأسواق تأخذ مكانها، ومجتمعات صغيرة تتكون في الداخل.
ما أحسست به هو الحنين إلى الحياة الطبيعية، إلى سوريا، إلى بيت طبيعي. كلها أصبحت من الرفاهيات، والتي ينظرأغلبنا إليها على أنها أمر مفروغ منه.
- إذا كان باستطاعة العالم أن يسمع أطفال المخيم، فماذا باعتقادك سيودون أن يقولوا؟
إن ميزة الأطفال أنهم يتأقلمون مع الوضع الذين يعيشون فيه ويستمرون في العيش في عوالمهم الصغيرة. إن السؤال المهم في نظري: ماذا سيقولون للعالم عندما يكبرون.
مع وجود الوضع المؤسف في سوريا وفلسطين والمناطق الأخرى في العالم، فإن العديد من الأطفال يولدون ويعيشون في مجتمعات منكوبة. سيكوّن هؤلاء الأطفال نسبة كبيرة من الجيل الناشىء، وكل واحد منهم سيكون إما عبئاً على مجتمعه أو قوة تأثير إيجابي فيه.
يجب علينا أن نلهم الأطفال بالأمل، ونوفر التعليم اللازم لهم، ونخلق الأجواء المناسبة لهم لإعادة إحياء مجتمعاتهم في المستقبل.
عندما أفكر بما سبق، عندما كان المشروع مازال فكرة، قلل الكثير من شأن المفهوم واستجابوا لاهتمامي بالموضوع بابتسامة شفقة وتربيت على الكتف، وهذا ما دفعني أكثر للسعي وراء هذا. أنا أشكرهم جميعاً.
- ما هي بعض الصعوبات التي واجهتك في البداية و/أو تلك التي مازلت تواجهها الآن؟
إنها صناعة جديدة علي، وأنا ما زلت في المراحل الأولى وما زلت أتعلم الأساسيات، ولكن مادام هناك هدف، فأنا أستمتع بتحدي نفسي ودفعها إلى التجربة، كما أنني متلهف دائماً لتعلم شيء جديد.
عندما أفكر بما سبق، عندما كان المشروع مازال فكرة، قلل الكثير من شأن المفهوم واستجابوا لاهتمامي بالموضوع بابتسامة شفقة وتربيت على الكتف، وهذا ما دفعني أكثر للسعي وراء هذا. أنا أشكرهم جميعاً.
عندما بدأت بالعمل، ورأى الناس الفكرة وقد بدأت تتحول إلى حقيقة، بدأت الأمور تتغير. وكما قال لي صديق مرة "عندما تعمل جيداً فستفتح أمامك الطرق من كل بد". فعلاً، ساعدني العديد من الناس خلال رحلتي ولحد الآن، كما كان العديد من الأشخاص في الأردن مصدر إلهام لي بما يقومون به من عمل الخير.
- ماهي بعض الطرق التي تقوم بها The Orenda Tribe برد الجميل للمجتمع؟
من خلال زيارة المجتمعات المنكوبة المختلفة في العامين السابقين ، وقبل البدء بـ The Orenda Tribe اكتشفت أن لكل مجتمع احتياجاته الخاصة.
وعليه، قررنا أن ننوع طبيعة عملنا ونقوم بتطويعه حسب احتياجات كل مجتمع.
نحن نريد الاندماج في كل مجتمع نعمل معه، ونستمع إلى الناس فيه، ونقيم احتياجات الأطفال ومن ثم نعمل وفقاً للمعلومات التي نجمعها.
إن عطاءنا يستهدف الأطفال، ومن خلال خبرتنا لحد الآن، يشتمل هذا على الحقائب المدرسية والقرطاسية والأدوات والموارد اللازمة لتوفير مساحات آمنة للأطفال، والملابس وأدوات الفن وغيرها.
سيتم الإعلان عن جميع التبرعات بشكل واضح على موقعنا الالكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا.
ونحن نتلهف الآن لاستكمال بيع الدفعة الأولى لكي نقوم بتبرعنا الأول!
- ما هي خططك المستقبلية بالنسبة ل The Orenda Tribe؟
أن نصل إلى الحجم الذي يؤهلنا لصنع فرق حقيقي.
إن خططنا تشتمل على جانب اجتماعي وجانب عملي، وكلاهما يسيران معاً يداً بيد.
من الناحية الاجتماعية، نريد أن نزيد من مدى وصولنا إلى المجتمعات المختلفة، وأن ننخرط بشكل أكبر في المجتمعات التي نعمل معها حالياً.
كما نريد أيضاً أن نستقطب الناس من خارج هذه المجتمعات للتطوع فيها من أجل رفع الوعي عن القضايا التي تدور هناك.
ونحن نأمل، وهذا السيناريو المثالي بالنسبة لنا، أن نعلم الأطفال من خلال دروس جادة في الفنون.
من ناحية أخرى، من الناحية العملية، نريد أن نوسع من خط انتاج تي شيرتات الأطفال ونحوله إلى علامة تجارية لجميع ملابس الأطفال والتي ستبيع منتجاتها على مستوى عالمي.
وفي الختام أود أن اشارك معك معنى Orenda.
Orenda هي القوى الغامضة الموجودة في داخل كل إنسان، وهي التي تمكنه من التأثير في العالم، ومن احداث التأثير في حياته. إذا كان هناك قوى كبيرة خارجة عن سيطرتك تحاول دفعك باتجاه معين، فإن الـOrenda هي استدعاء القوة الكامنة في الانسان من أجل تغيير القدر.