الأطفال 6-11 سنة
٦ نصائح عن كيفية الحديث مع الأطفال عن الأخبار العالمية
بين حين وآخر تطالعنا عناوين الأخبار بأحداثٍ صعبة، أياً كان مرتكبها وأياً كانوا ضحاياها الأبرياء. وحين يكون الموضوع حديث الساعة، لا بد أن يستثير ذلك فضول الأطفال وأسئلتهم، وخوفهم وقلقهم، وأن يتساءلوا لماذا يحدث ذلك، وإن كان سيحدث لهم.
ليس علينا "إخفاء" هذه الأحداث بإطفاء التلفاز وتجنب الحديث عن ما يحصل، بل علينا أن نساعدهم في فهم الأمور بهدوء وروية والإجابة عن أسئلتهم بما يتوافق مع عمرهم وقدرتهم على الفهم.
وفيما يلي بعض الأساسيات المتعلقة بالحديث مع الأطفال حول مثل هذه الأخبار والأحداث:
- أخبري طفلك ما حدث باختصار، وركزي على الإيجابيات. إذا كان طفلك صغيراً وسألك عما يحدث، يمكنك أن تقولي له مثلاً: "هنالك شخص سيء آذى كثيراً من الناس الأبرياء، وأتى أشخاص آخرون للمساعدة وتقديم الدعم للضحايا وأسرهم وبدأت الشرطة بالبحث عن الشخص السيء (أو وجدته وقبضت عليه بالفعل) لكي ينال عقابه."
- وإذا كان ابنك مراهقاً وواعياً، يمكنك أن تخبريه وتسأليه أنتِ عن رأيه وتناقشيه: "لقد حدث هجوم إرهابي (أو إجرامي أو انتقامي) في المنطقة. هل سمعت شيئاً في المدرسة؟ بماذا تفكر؟ كيف تشعر؟" وتحدثي معه في الأمر.
-
استمعي إلى طفلك ومشاعره وأفكاره: اسمحي له بالتعبير عن كل ما لديه وإفراغ قلقه والتحدث عن مخاوفه. أكدي عليه بأن مشاعره هذه طبيعية في مثل هذا الموقف وأنكِ شعرت بالقلق والخوف أيضاً، ثم اسأليه كيف يمكن أن نتعامل مع هذا الخوف لكي لا يبقى داخلنا. يمكنك تجربة التنفس البطيء معه، أو الرسم، أو إن كان أكبر سناً يمكنه كتابة كل مخاوفه ثم مناقشتها معكِ.
- أكدي لطفلك أن الناس ليسوا جميعاً سيئين أو أشراراً: إذا راح طفلك يعمم أن جميع الناس أشرار، أو أشار ابنك المراهق إلى أن الفئة التي ينتمي إليها المهاجم شريرة، فناقشي ذلك معه، وأخبريه أن الأناس الطيبون هم الأساس من كل عرق ودين، وكذلك السيئون، وهؤلاء هم الاستثناء. واضربي له أمثلة من حولكِ من أشخاص جيدين، أو من أخبار أخرى جيدة سمعتموها، أو من مظاهر التضامن التي حصلت بعد الحادثة.
- ساعدي طفلك في فهم الواقع: أخبريه أن الحياة ليست دائماً جميلة وممتعة، وقد تحدث أحداث صعبة، أو تمر كوارث طبيعية تؤثر في الجميع، وعلميه كيف يمكنه أن يساعد من حوله ممن يشعرون بالضيق: بإبداء التعاطف، أو الدفاع عن من يتعرضون للتنمر لو كانوا من العرق أو الدين أو الجنسية التي قام أحد أفرادها بالهجوم، أو الدعم الفعلي في مساعدة الناس الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الكوارث.
- شجعي طفلك على التفكير في طرق للتعبير عن التعاطف حسب عمره: ساعديه في رسم صورة والتحدث عن مشاعر الضحايا، أو في كتابة رسالة إلى الضحايا. من اللفتات الجميلة التي وجدها المصلون في أحد المساجد في الإمارات باقةُ ورود جميلة عليها بطاقة اعتذار من شخص نيوزلندي تركها هناك.
- إذا كان المهاجم ينتمي إلى دينكم أو جنسيتكم، وخصوصاً إن كنتم مغتربين: تأكدي من أن طفلكِ لا يتعرض للتنمر ويخشى أن يخبرك لكي لا يضايقكِ، وإن كان ذلك في المدرسة فيجب عليك إبلاغها لكي يتعاملوا مع الأمر. قد يشعر ابنك بالخوف أو بالحرج لأن المهاجم "يشبهه"، وعليك أن تساعديه في التعامل مع هذه المشاعر وفهمها.
بيني له أيضاً أن الأطفال الآخرين خائفون بدورهم، ويمكنه المبادرة بالتحدث إليهم والتعبير المشترك عن المشاعر معاً وسؤالهم كيف يعتقدون بأنه يشعر الآن لكي يتفهموا ما يمر به هو. أكدي له أنه يمكنه التحدث معك أو مع شخص بالغ آخر أو مع المرشد النفسي أو الاجتماعي حول هذا الأمر.
أتمنى أن تفيدكم هذه الخطوات، مع أمنياتي للجميع بالعيش في عالم يسوده السلام والأمان والألفة.
اقرئي أيضاً: