الأطفال الرضع 3-6 أشهر
لماذا تتعب بعض الأمهات مع أطفالهن أكثر من غيرهن؟
ما أن تضع الأم طفلها حتى يسارع الجميع في تقديم النصيحة الذهبية الأشهر "نامي عندما ينام طفلك"، والتي تنجح مع معظم الأمهات في كثير من الأحيان، وتفشل مع البعض الآخر!
ترى ما السبب؟!
تقضي الأم الجديدة أياماً تتساءل لماذا طفلها يختلف عن باقي الأطفال، لماذا يبكي أكثر من غيره، ولماذا لا يمكنها أن تحصل على الراحة أبداً!
وقد لا يصدق أحد أن طفلها لا يهدأ على الإطلاق! فتدور في دوامات من اليأس وتبقى حبيسة سؤال بلا جواب: ما الخطأ الذي فعلته!
عزيزتي الأم المرهقة أنتِ لم تقترفي أي خطأ، وطفلك ليس به مشكلة، هو فقط مختلف عن غيره، يسمى ذلك الطفل في علم التربية (طفل ذو احتياجات عالية – High needs baby)، وهو ليس طفلًا سيئاً أو جيداً، ولكنه فقط طفل مختلف يشكل فهمه والتعامل معه تحدياً كبيراً بالنسبة للأم.
كيف تعرفين أن طفلك "ذو احتياجات عالية؟"
- لا يغفو
القيلولة رفاهية لا تحدث كثيراً في منزلك، فبينما ينام الأطفال الآخرون لمدة ساعتين إلى ثلاث في المرة، تكون قيلولة طفلك قصيرة جداً، وقد يستيقظ بعد 20 أو 30 دقيقة في حالة هياج وبكاء.
- يعاني من قلق الانفصال بشكل عنيف!
هو غير قابل للتكيف، ويطور ارتباطاً قوياً بوالديه، فيتعامل مع محاولات ألذهاب إلى الحضانة أو البقاء مع أي مقدم رعاية آخر بالصراخ الذي قد يستمر حتى تعودي.
- لا ينام وحده
نادراً ما ينام في غرفته الخاصة، فيكون أفضل خيار للحفاظ على الهدوء في هذه الحالة هو إحضار سريره بجانب سريرك.
- يكره ركوب السيارة
يكره الحبس والعزلة، فيضطرب ويبكي لحظة وضعه في المقعد.
- لا يستطيع الاسترخاء
عندما يُترك الطفل وحده! يصبح هائجاً ومتوتراً ويبكي باستمرار حتى يتم حمله وتهدئته.
- غير قادر على أن يهدأ لوحده
هذا الطفل لا يهدِّئ نفسه بنفسه، بل يعتمد على والديه لتهدئته، وأحياناً يطور هؤلاء الأطفال نمطاَ من الرضاعة الطبيعية من أجل الراحة وليس الجوع.
- حساس للمس
يحتاج إلى لمسه باستمرار، وهويطلب حمله على مدار الساعة.
- لا يرتاح للضوضاء ولا للغرباء
الضوضاء والأماكن الغريبة المزدحمة، والوجوه الكثيرة تغضبه، فينفجر في بكاء لانهاية له!
- ليس لديه روتين يومي
يمكن لروتين منتظم ومتسق أن يجعل الأبوة والأمومة أسهل. لكن لسوء الحظ ، لا يمكن اعتماد روتين محدد لهذا الطفل! فقد يستيقظ، ويغفو ويأكل في أوقات مختلفة كل يوم!
- لا يبدو سعيداً أو راضياً أبداً
قد تشعرين بالإرهاق والإحباط والذنب في بعض الأحيان، فقط اعلمي أن مزاج طفلك ليس خطأك، وتأكدي من أنك وطفلك ستكونان بخير.
إن التعامل مع الطفل كثير الاحتياجات هو تحدٍ كبير بالنسبة للوالدين، فمساعدته على تطوير شخصية ثابتة دون أن يصبح أنانياً مهمة تحتاج إلى الكثير من الصبر والتقبل والهدوء.
لكن عندما يتمكن الطفل من التعامل مع متطلباته ومشاعره والوصول إلى الهدوء النفسي والاسترخاء والتوازن بمساعدة والديه، فإنه يتحول إلى شخص رائع لديه من الذكاء العاطفي ما يستطيع أن يسعد به نفسه والآخرين من حوله.
فالطفل نعمة وهدية من الله إذا تعلمت كيف يمكنك التعامل معها، ونقمة وعناء إن لم تكوني واعية ومستعدة لخوض تلك المعركة..
وأنت لا يمكنك تغيير مزاجه أو شخصيته بسهولة، وأفضل ما يمكنك فعله هو التزام الهدوء والصبر وانتظار تغير احتياجاته.
كيف تحافظين على هدوئك مع طفلك كثير الاحتياجات؟
إليك بعض الحيل التي ستساعدك في المحافظة على هدوئك وتجنب فقدان أعصابك مع طفلك كثير الاحتياجات:
- خذي استراحة
لا تشعري بالذنب لتركه مع أفراد الأسرة الآخرين أو جليسة الأطفال، فإن أخذ قسط من الراحة هو ما يمكنك من استعادة توازنك والبقاء هادئة لوقت أطول.
قد يبكي طفلك طوال رحيلك، ولكن إذا كنتِ واثقة من قدرة الآخرين على التزام الهدوء مع طفلك، فلا تشعري بالذنب.
- تعاملي بهدوء
لا بد وأن طفلك يبكي طوال الوقت ولا يتدرج في بكائه! فهو يبدأ بالصراخ مباشرة، وكأن عليك الحضور فوراً لتلبية جميع رغباته!
لن تستطيعي الانتصار أمامه سوى بالهدوء فقط، وعليك الحذر دائماً وتأمين أماكن تواجده لأنه يندفع ويستكشف كل ما حوله دون النظر هل هو خطر أم لا؟!
- قضاء وقت أكثر خارج المنزل
طفلك كثير الحركة حتى أثناء الرضاعة! فعقله المتوتر وعضلاته المشدودة المستعدة للعمل تحتاج إلى الارتخاء ولا يكون ذلك إلا بالحركة، لا يستطيع المكوث في منزل مغلق طوال اليوم، فلابد أن يرى الطبيعة بشكل مستمر.
يمكنك توفير بعض الأنشطة الحركية في المنزل لتفريغ طاقته بشكل مستمر إذا لم يتسن لك الخروج يومياً.
- تجنبي المفاجآت
طفلك يفضل النمو في بيئة هادئة آمنة مستقرة، وتزعجه التغيرات المفاجئة بشدة، فهو يحتاج دائماً لأن يعرف ما الذي سوف يحدث مسبقاً، أين سيذهب، ماذا سيفعل، من سيقابل، وهكذا..
لذا يفضل أن تخبريه بخطة اليوم مسبقاً لتجنب المفاجآت والانفعالات الشديدة.
- علميه كيف يتواصل بهدوء
ذلك الطفل ينتظر منك دوماً الخضوع والاستسلام لمتطلباته، وإذا لم يحدث ذلك يتعكر مزاجه ويبدأ بالصراخ المستمر.
يحتاج الوالدان إلى التعامل معه عن طريق تنمية طرق التواصل الهادئ وليس التحكم، ومساعدته على تعلم الطريقة التي يوازن بها بين احتياجاته واحتياجات الآخرين، وكيف يستطيع أن يحول طريقته من الأمر والسيطرة إلى الطلب والاحتياج.
- تفهمي ولبي احتياجاته
الغضب المتكرر وتعكر مزاجه لعدم إشباع احتياجاته النهارية يؤثر سلباً على نومه ليلاً، فيصبح نومه متوتراً ومتقلباً.
يحتاج إلى الكثير من المساعدة للتحول من حالة اليقظة إلى حالة النوم ثم للدخول إلى مرحلة النوم العميق، كما أنه يحتاج بشدة إلى التلامس الجسدي أثناء نومه.
لذا هو بحاجه إلى النوم بجوار أمه أو في سرير منفصل عنها، ولكن يجاور سريرها حتى تستطيع أن تشبع حاجته إلى التلامس الجسدي معها في فترات مختلفة من الليل.
- لا تعقدي مقارنات
من المهم تجنب مقارنة طفلك بأطفال أصدقائك الأكثر هدوءاً، فالمقارنات لا تساعدك، لكنها تزيد فقط من إحباطك. افهمي أن طفلك فريد ولديه احتياجات فريدة.
- لا تشعري بالذنب حيال تلبية احتياجات طفلك
إذا كان طفلك يبكي طوال اليوم، وكل يوم، فقد يقترح الأصدقاء والعائلة عليك بحسن نية أن تتركيه ليبكي أو أنهم يشجعونك على عدم تلبية كل احتياجاته كي لا تفسديه.
هذه الاقتراحات قد تنجح مع طفل آخر، لكن ليس مع طفلك، بل ستزيد الأمر سوءاً! فطفلك يحتاج الآن إلى الطمأنينة، أما فيما بعد عندما يكبر يمكنك البدء بوضع الحدود وقول لا.
- تذكري أن كل ذلك سيمر!
من المهم أن تتيقني أن هذه المرحلة مؤقتة وأن العديد من الأطفال يحتاجون إلى القليل من الحب والاهتمام الإضافي لينموا بشكل جيد.
- قللي من التزاماتك و مهماتك المنزلية
أنتِ بالفعل تؤدين مهاماً مرهقة كثيرة، وتحتاجين للكثير من الهدوء لتتعاملي مع صغيرك بشكل جيد، فلا ترهقي نفسك أكثر بمهام يمكنك تأجيلها وبالطبع لا تحبطي نفسك باللوم!
قائمة مهام منطقية ستكون حلاً مناسباً! .
لا يوجد تشخيص "طفل ذو احتياجات عالية"، هي ليست حالة طبية، فجميع الأطفال يتضايقون في بعض الأحيان، هي مجرد مؤشرات على أن طفلك من أولئك الأطفال الذين يحتاجون درجة أعلى من الاهتمام وأسلوب مختلف في التعامل لأن احتياجاتهم أكثر قليلاً من غيرهم.
عادة ، تحل هذه السمات من تلقاء نفسها عندما يكبر طفلك في مرحلة الطفولة وما بعدها.
يمكن أن يكون الطفل ذو الاحتياجات العالية مرهقاً جسدياً ونفسياً. ومع ذلك، إذا تعلمت كيفية فهم إشارات طفلك، وأخذ فترات راحة خاصة بك، وحصلت على الدعم، فسيكون من الأسهل التأقلم حتى تمر هذه المرحلة.
وعندما يكبر ذلك الصغير سيدهشك بذكائه الاجتماعي وحبه لكِ، قد يستغرق وقتاً اطول لينفصل عنكِ و يندمج في الحياة، وقد يشكل ذلك تحدياً مزعجاً لكِ.. لكنه سيكوِّن اهتماماته وحياته الخاصة في النهاية، وان أحسنتِ التعامل مع احتياجاته واكتسبتِ ثقته فقد اكتسبت صديقاً حنوناً مدى الحياة!
هل لديكم طفل مشابه أو تعرفون أماً لديها مثل ذلك الطفل؟