الأطفال الصغار 24-36 شهر
8 نصائح تنظم علاقة طفلك بالتلفاز والأجهزة الإلكترونية
تمر بعض اللحظات على بيت ياسمين ورامي وهم في فوضى عارمة، ابنهما مهند يصرخ، وابنتهما تجلس إلى الآيباد، رامي يتحدث في هاتفه، ياسمين تراسل أمها على الواتس آب، والتلفاز يتوج هذه الفوضى بصوته الرنان في الخلفية دون أن يتابعه أحد..
يفتحونه ولا يجدون ما يسرهم والحل الأمثل في تلك اللحظة أن يبقوه مفتوحاً ليشاركهم جلستهم على أمل أن يعرض شيئاً يعجبهم، وفي وسط ذلك يلعب طفلهم أحمد ذو العامين بألعابه ويسترق النظرات إلى كل المعطيات التي حوله.
لقد أصبح التلفاز لدى الكثير من الناس جهازاً يشاركهم جلستهم سواءً استمعوا إليه أم لم يستمعوا، مما يجعلهم يعتادون الضوضاء لتصبح أمراً عادياً.
طبعاً هذا عدى عن إضاعة الوقت في التقليب من قناة إلى قناة بفائدة ترجى أو لا ترجى، إنما هي لإضاعة الوقت الذي نملك الكثير منه!
لن أناقش مخاطر التلفاز أو تأثيره على نمط حياتنا أو تحكمه في أدمغتنا، وإنما سأوجه النظر إلى الفئة التي تتأثر بذلك دون أن نعي أو ندرك تأثرها... أطفالنا!
إننا ننسى أن اطفالنا أيضا يعتادون على نمط حياتنا، ننسى أنهم يتلقفون أفعالنا ويتربصون بتحركاتنا ظناً منهم أن هذا هو الوجه الأمثل للحياة.
فمثلاً لو أننا أغلقنا التلفاز فجأة في بيت رامي لاعترض طفلهم أحمد الصغير وبدأ بالبكاء، لقد اعتاد على وجوب تشغيل التلفاز منذ لحظة استيقاظه وحتى موعد نومه.
ونحن بعد هذا النمط السيء الذي عودنا أطفالنا عليه نأتي لمحاسبتهم مستقبلاً لماذا هم متعلقون بالتلفاز؟! ولماذا يهملون دراستهم؟ لماذا لا يركزون في امتحاناتهم؟
منذ ولادة طفلك يجب أن تضعي قواعد خاصة بالتلفاز والتاب والموبايلات وكل مظاهر التكنولوجيا، سيمنحك تطبيقها علاقة منظمة مع طفلك:
- لا تلفاز مع أي نشاط آخر، ستغلقين التلفاز فوراً عند رؤيته منشغلاً بلعبة ما، ولو جلست لتلعبي معه يجب أن يختار إما الجلوس إليك أو إلى التلفاز، وأنا على ثقة أن طفلك سيختارك، لأن الأطفال في العادة يعوضون النقص الذي يجدونه في علاقاتهم بالتلفاز، فهو يريد من يتكلم معه أو يسرد له حكاية.
- إن استقبالنا للمعلومات يختلف عن استقبال الأطفال لها، فلو أعطيت طفلاً مصباحاً ضوئياً ستكون نظرتك له مختلفة عن نظرة طفلك، فهو سيحلل الكثير من المعطيات وسيتفحص الجهاز كخبير سينظر إلى الألوان ومفتاح التشغيل وكل النتوءات
وبالتالي فإنك عندما تلعبين مع طفلك لعبة ويكون التلفاز مفتوحاً فإن ذلك سيشتت انتباهه، فهناك الكثير من المعطيات التي يريد أن يستقبلها، أما إذا أغلقته سيزداد تركيزه وسيبقى ذهنه محصوراً معك.
- إن الأطفال يحبون التلفاز لأنهم يبحثون عن المتعة والتسلية، فإذا وفرتها لهم بأي طريقة أخرى سيصبح التلفاز الخيار الأخير لديهم.
- اختاري لطفلك ماذا سيتابع على التلفاز، فقناة مثل براعم ستكون خياراً جيداً إذا استخدمت بالقدر غير المبالغ فيه، ستنمي الكثير لطفلك وستفتح له آفاقا، وذلك بعكس القنوات الغنائية الخاصة بالأطفال والتي تعود طفلك على الضوضاء والصخب.
ولقد حذر بعض الاستشاريين التربويين منها مثل د. مصطفى ابو سعد و الأستاذ أحمد عبدالله، ويمكنك العودة إلى عنوان (تأثير قنوات الأناشيد على الأطفال) على اليوتيوب للمزيد من المعلومات.
- شاركي طفلك عند مشاهدة التلفاز، ألقي تعليقاتك وأنت ترتبين بيتك، تستطيعين التعليق على تصرف شخصية في البرنامج بالسلب أو الإيجاب مما يزيد من إدراك طفلك وفهمه للأحداث وإحساسه بوجودك.
- بالنسبة للآيباد أو الموبايل حملي التطبيقات التي تنمي قدرات لطفلك، التركيز، الذاكرة، تعليم الأرقام والحروف، وابتعدي عن التطبيقات التي لا تشغل الطفل إلا بالصخب والسرعة كألعاب السيارات.
- ربما تعتقدين أن جميع من يتحدث عن مخاطر الأجهزة الإلكترونية ينظر، فهم لا يعيشون حياتك ولا ظروفك، وأنت محقة في ذلك، إن هؤلاء الكتاب ينقلون لك سبل التربية المثالية وأنت عليكِ بمحاولة اتباع طرقهم. خذي من الجميع بقدر استطاعتك وقدرتك وبقدر ظروف حياتك.
كل منا يمر بأحداث تختلف عن الآخر، وبالتالي تختلف الأولويات وظروف التربية، ولكن يكفي أن تكون لديك قاعدة أساسية ومعرفة وعلم بأساليب التربية وأن تسعي دوماً إلى تطبيق الأفضل حتى تقفي أمام الله سبحانه وقد أديت الأمانة التي وهبك إياها.
- تحدي نفسك كل يوم وضعي هدفاً، اليوم لن أدع طفلي للتلفاز أو أي جهاز إلكتروني، وفي نفس الوقت سأقضي مع طفلي يوماً جميلاً مليئاً باللعب والمرح، إن هذا سيؤثر حقاً، فحتى لو لم تستطيعي إلغاء هذه الأدوات تماماً في يومك، سيساهم ذلك في التقليل قدر الإمكان منها.
أعلم أن الأمر صعب ولكن عليك المحاولة، أحيانا تتمنين أخذ استراحة قصيرة خلال اليوم دون الاستماع لأي شكوى أو طلب، ودون أن تضطري لمشاركة صغيرك في لعبه وسرد القصص له، وترين أن التلفاز والأجهزة الإلكترونية هي البديل المريح.
أنا أم مثلك، وأعاني مثل ما تعانين تماماً، لقد كنت أفكر مثلك وأتمنى مثلك إلى أن تساءلت في نفسي: ماذا لو كان هذا اليوم آخر يوم في حياتي؟!!
أعتقد أن الأمر سيتغير، ستبذلين كامل جهدك من أجل أن تعطي طفلك أكثر وأكثر، من أجل قضاء أكبر وقت معه، من أجل تعليمه واللعب معه والاستمتاع به وبأمومتك.
تذكري هذه الكلمات كلما تعبت وأرهقتك الأحوال، كلما انحنى ظهرك..
تذكريها دائماً، كلما استيقظت ورأيت وجه طفلك بجانبك، احمدي الله على نعمة اليوم الجديد والفرصة الجديدة للتغيير، احمدي الله على أنك تملكين طفلاً، وانطلقي إلى يوم مفعم بالحيوية والإنجاز.
اقرئي أيضاً: