إن أحد الأوقات المهمة التي تجمع بين الوالدين والطفل هو وقت الخروج في السيارة سواءً لقضاء المشاوير اليومية أو النزهة الأسبوعية أو حتى السفر القصير للمدن المجاورة، وهو وقتٌ يشكّل صعوبة على الأبوين بي ي عض الشيء وذلك لأنه غالبًا ما يمرّ بنوبات بكاءٍ أو اعتراض من الطفل، أو قد يتعرض فيه الطفل للخطر.

ولكن بالقليل من التدبير والتخطيط للخروج سيكون وقتًا ممتعًا ومريحًا لجميع الأطراف وهذه بعض الأمور التي عليكِ أن تفكري بها:

• قبل الخروج مهّدي الأمر لطفلك، اخبريه أنكم تخططون للذهاب إلى أماكن معينة لتلك الأغراض وسوف تستمتعون سويّة، وقولي له: "ولكن لابد أن نتفق مسبقًا يا صغيري أن السيارة ليست كالمنزل أو مناطق اللعب، فلا يصح أن نتحرك كثيرًا ونجرب كل شيء لأن ذلك يعرّضنا للخطر أو يتلف سيارتنا ونحن نريد أن نبقى آمنين.

• تأكدي من إغلاق قفل الأمان للصغار في باب السيارة؛ بحيث إذا حاول الطفل فتح الباب لا يمكنه ذلك.

• ساعديه على حفظ وتذكر دعاء الخروج من المنزل ودعاء الركوب وردديهما له مع كل خروج، وحين يصبحُ أكبر سنًا أفهميه معناها ستصبح جزءًا من يومه يحبه ويعتاده.

• إن وجود مقعد الطفل في المقعد الخلفي قد يجعله بعيدًا عن مكيف الهواء، ويتعرض لأشعة الشمس فيشعر بالحرارة ويضيق ذرعًا بوقت السيارة، فتأكدي من وضع مظلة واقية من الشمس على نافذته، ومن اعتدال درجة الحرارة في مكانه.

• إن كان الوقت يوافق وقت قيلولته فهذا هو الوضع المثالي، إذ يشعر الأطفال بالاسترخاء أثناء هدهدة السيارة ويستسلمون للنوم بهدوء. وإن كان غير ذلك فقومي بإلهائه حتى لا يتأثر روتين نومه بسبب الخروج.

• الطفل يحب الاستكشاف، لا تتجاهلي رغبته الملحّة في ذلك وحاولي رفع مقعده ليرى من خلال النافذة العالم الخارجي ويتعرف إلى الأشياء من حوله.

• إلفتي نظره لما يراه وتحدثي إليه: "انظر للأشجار الطويلة يا لجمالها" أو "أين السماء؟ إنها بعيدة وواسعة!" أو إنارة الطريق والسيارات بألوانها وأنواعها.

• إن كان في مرحلة تعلم القراءة حفّزيه أن يحاول قراءة لوحات السيارات، أو لافتات الإعلانات ولوحات المحلات التجارية.

• قوموا بالغناء سويًا، ولا تكتفوا بالصمت الطويل، فيشعر بالملل أو الوحدة إن كان يجلس بمفرده في المقعد الخلفي.

• فكرة جيّدة أخرى، أن تحتفظي بصندوق للأنشطة خاص بالسيارة، تضعين فيه لعبة أو اثنتين، وكتبًا للتصفح، تفيدك لإلهاء طفلك، وأيضًا كتابًا للأنشطة بسن طفلك سيكون رفيقًا رائعًا وبديلاً للشاشات الذكية.

• إن أحب مشاهدة الخارج من النافذة وكان الجو مناسبًا، امنحيه الفرصة مع أهمية ضبط النافذة بحيث تفتح بقدر محدد يحميه من الانزلاق ويمكنه من الاستمتاع، ولا يستطيع هو فتحها .

• ضعي نفسك في مكان الطفل وطريقة نظرته لليوم، تخيلي أن طفلك يصف هذا اليوم من وجهته ماذا سيحكي عنه؟ هل سيقول خرجنا من المنزل وقام والديّ بربطي في مقعدٍ في الخلف بعيدًا عنهم، شعرتُ بالملل، وكان الجو حارًا مزعجًا، ولم أدرِ إلى متى سيستمر مشينا في هذا الطريق، وأنا ممنوع من التحرك وليس هناك أي شيء مسلٍّ؟ أم ستكون حكايةً لطيفة ويومًا يحب أن يحكي عنه.. هذا سيساعدك في الاقتراب منه وفعل ما يحبه ويبقيه هادئًا.