الأطفال ما قبل المدرسة 3-4 سنة
ماذا أخبرت طفلي في الحجر المنزلي لأخفف من قلقه؟
ما إن بدأت بوادر الحجر الصحي بمدينتنا جدة في السعودية بسبب جائحة كورونا، وتوالت مظاهر توقف الحياة الطبيعية للمدن الأخرى، ابتداءً بإغلاق المدارس، ثم المساجد والمراكز التجارية والطلبات الداخلية للمطاعم والنوادي الرياضية وغيرها الكثير حتى بدأ الخوف والتوتر يدبّ في نفس صغيري ذو الـ 4 أعوام، كان يراقب أعيننا حين نحلل الأوضاع ونتناقل الأخبار والإحصائيات، دون أن يستطيع عقله الصغير أن يزن المخاطر ويقدر الأمر بقدره الذي يستحق، فيشعر باللامبالاة تارة وكأن الأمر لا يعنيه، ثم يشعر بالخوف الجامح وقتًا آخر وكأن الموت يحدّق بالجميع من كل جانب. فجلستُ أحدثه عن هذه الفترة وما الذي تعنيه لنا؟ وألفت اهتمامه لخيراتها على عائلتنا الصغيرة:
سيكون بابا بجوارنا على خلاف ما اعتدنا أن بابا في عمله لساعاتٍ طوال، سيكون دائمًا بالقرب، ويؤنسنا وجوده بيننا بينما يؤدي عمله عن بُعد في مكتبه المنزلي، سيُشاركنا إفطار الصباح، ويقضي معنا أجمل الأوقات على مدار اليوم.
سنصلي سويًا جماعة في المنزل، بدلاً من أن يُصلي بابا في المسجد بمفرده، وأصلي أنا في المنزل، سنتذوق جمال الصلاة جماعةً في المسجد يؤمّنا بابا وأنت عن يمينه وأنا سأكون من ورائكم.
سنستمر في التعلم ونتواصل مع المعلم، صحيحٌ أنك لن تذهب إلى مدرستكِ التي تحبّها كثيرًا ولن ترى معلمك وتصافحه وتحكي له عن أخبارك، لكننا سنستمر في التعلم، ونتواصل بشكلٍ يومي مع المعلم ويُتابع تطوراتك وجديد ما تعلمته ويكون فخورًا جدًا بك في نهاية العام ويُرسل لك شهادة تفوقك وهدية نجاحك إلى المنزل.
سنستمتع مع أصدقائك من العائلة ونجرب طرق تواصل جديدة، فأنت لم تجرب من قبل أن تتواصل معهم بمكالمات الفيديو وهذه فرصة لتجربتها تستطيع أن تحكي لهم ما حدث في يومك، وتدعهم يراقبونك بينما تؤدي مهاراتك الحركية الجديدة وتضحكوا سويًا في أي وقت.
سنتعلم أكثر عن الأطعمة الصديقة، فطالما نسينا ما هو الصديق وما هو غير ذلك من أطعمتنا، ولكنها فرصتنا لنتعلم ما هي الأطعمة التي تدعمنا وتقوي صحّتنا، وتمدنا بما نحتاجه من المغذيات والطاقة، وتكون إلى جانب جهازنا المناعيّ إن احتجناها.
سنلعب أكثر في سطح المنزل بدلاً من الخروج.. ونجرب السباحة في المسبح الصغير يومًا، والتراشق ببالونات الماء يوما آخر، وحفلة شواءٍ شهية، وجلسة شاي مع الكثير من الحكايا والذكريات التي اتسع الوقت لها، كما سنجرب أنشطة وألعابًا جديدة لم تسنح لنا فرصة الأيام ذات الجداول الممتلئة أن نجربها سويًا.
سنقرأ الكثير من الكتب التي أجلناها، فطالما مرت الأوقات سريعًا في الأيام العادية واستمرينا في تأجيل قراءة كتبك الكثيرة الشيقة، ولم نكن نقرأ سوى عدد محدود، أما الآن فالوقتُ ملكنا بلا حدود ولا قيود ونستطيع أن نقرأها ونتحاور عن موضوعاتها ونقضي وقتًا شيّقًا بصحبتها.
سنستمتع بتجربة أطباق المطاعم، ولكن بإعدادها في المنزل ونقيّم مدى تشابهها مع الوصفة الأصلية، ولكنها ستكون صحيّة أكثر لأننا أعددناها في المنزل.
سنمارس التمارين الرياضية سويًا في المنزل بدلاً من أن أقوم بها بمفردي في النادي الرياضي دون مشاركتك، وسأعلمك الكثير منها مما يناسب سنك وجسدك، ومتأكدة أنك ستستمتع بهذا كثيرًا.
سندعو الله كل يوم أن نكون بخير وسيسمعنا هو في كل وقت، ويحب أن يسمع أصواتنا، وهو كذلك يرانا ونحن نتكلم، وسيحفظنا ويعطينا كل ما دعوناه، بل ويزيدنا مثوبةً لأننا صبرنا في هذا الوقت ..